الأحد، 20 ديسمبر 2009


في البدء، تكلم صانع قلم الرصاص الى قلم الرصاص قائلا:”هناك خمسة امور اريدك ان تعرفها قبل ان ارسلك الى العالم. تذكرها دائما وستكون افضل قلم رصاص ممكن.“

أولا: سوف تكون قادرا على عمل الكثير من الامور العظيمة ولكن فقط ان اصبحت في يد احدهم.
ثانيا: سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة واخرى، ولكن هذا ضروري لجعلك قلما افضل.

ثالثا:لديك القدرة على تصحيح اي اخطاء قد ترتكبها.

رابعا :ودائما سيكون الجزء الاهم فيك هو ما في داخلك.
خامسا:ومهما كانت ظروفك فيجب عليك ان تستمر بالكتابة. وعليك ان تترك دائما خطا واضحا وراءك مهما كانت قساوة الموقف.
وفهم القلم ما قد طُلب منه، ودخل الى علبة الاقلام تمهيدا للذهاب الى العالم بعد ان ادرك تماما غرض صانعه عندما صنعه.

والان بوضع نفسك محل هذا القلم فتذكر دائما ولا تنسى هذه الامور الخمسة وستصبح انت افضل انسان ممكن.
ستكون قادرا على صنع العديد من الامور العظيمة، ولكن فقط اذا ما تركت نفسك بين يدي الله. ودع باقي البشر يقصدوك لكثرة المواهب التي امتلكتها انت.
سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة واخرى، بواسطة المشاكل التي ستواجهها، ولكنك ستحتاج هذا البري كي تصبح انسانا اقوى.
ستكون قادرا على تصحيح الاخطاء والنمو عبرها.
والجزء الاهم منك سيكون دائما هو داخلك.
كلٌّ منا هو كقلم رصاص تم صنعه لغرض فريد وخاص
وبواسطة الفهم والتذكر، فلنواصل مشوار حياتنا في هذه الارض واضعين في قلوبنا هدفا ذا معنا وعلاقة يومية مع الله.

المصدر: الأنترنت – لا اعلم بالتحديد

الخميس، 12 نوفمبر 2009


اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك يارب من العجز والكسل ، واعوذ بك يارب من الجبن والبخل وأعوذ بك يارب من غلبة الدين وقهر الرجال.

الـــهـــم : وهو الخوف من المستقبل.
الـــحــزن: وهو الحزن على الماضي.
وكل من الهم والحزن يسلبان ارادة الرجل ويوهنان عزمه
الـــعـــجـــز : من له إرادة ولا قوة له.
الـــكــســل: من له قوة و لا إرادة له.

الـــجــبــن: خشية انفاق النفس.
الــبــخــل : خشية انفاق المال.

والدين يقهر الرجل ويورثه ذلا وانكسار وغلبة.

من دعاء الأنطربرونير :)

الأحد، 20 سبتمبر 2009


هذا الفيديو يحوي الكثير من العبر، ومتأكد ان اي شخصا ادار مشروعا في يوم ما، سيثير هذا الفيديو في نفسه ذكريات -اغلبها مؤلمة :) - سأشارككم بعض الدروس التي استفدت منها في عملي كمدير مشروعات والتي ذكرني بها هذا الفيديو:
وسأكون في منتهى السعادة لو شاركتموني تجاربكم...
  • كثيرا ما يخطئ فريق العمل البرمجي في عدم خوض بعض المخاطرات في تطبيق بعض التقنيات الجديدة في مشروع ما، بدعوى انها قد تؤثر على مسار المشروع، وبالتالي ستأثر على العميل وهو أمر يزعج كثيرا الأدارة. لقد تعلمت هذه الصفة من اخي وشريكي (مصطفى). فكثيرا ما كان يصر على تطبيق بعض التقنيات الجديدة في المشاريع حتى اكاد اجزم اننا كنا احيانا نكون اول من يخوض تجربة تقنيات جديدة على مستوى الشرق الأوسط في مشاريع حرجة.
وكان الحوار الدائم بيننا كالاتي ، هو يريد ان يطور مهارات الفريق ويدفع بالشركة في افاق جديدة وعليه فلا بد من المخاطرة ، وكانت دعواي اني دائما اخشى الجدول الزمني للمشروع وعدم قدرتنا على الألتزام بواجباتنا وبالتبعية تأخر مستحقاتنا المالية. واشهد انه كان دائما يغلبني بحجته ويقنعني برأيه، كما اشهد أنه لم يخذلني ابدا ... او في معظم الحالات ;)
  • قائد الفريق كثيرا ما يتجاوز بعض الحلول البديلة التي لا تنطوي على المخاطرة وانما تلزم بعض المرونة في الخروج عن الخطة الموضوعة والسعي في مسار آخر.
    لذلك ارى انه من اهم مواصفات القائد ومدير المشروع هو ان يكون مرنا ومغامرا.
  • اهمية التواصل والأستماع لأعضاء الفريق، ومناقشة افكارهم. نلاحظ في اطار عمل مثل الأسكرم كثرة الأجتماعات، فهناك اجتماع التخطيط لدورة العمل ، وهناك اجتماع المتابعة اليومي، وهناك اجتماع مراجعة نتائج دورة العمل، وهناك اجتماع مراجعة اجراءات العمل.
  • خطة العمل في النهاية هي استبصار لمستقبل المشروع وليس قراءة للغيب. خطة العمل يجب ان تكون تفصيلية في ايامها الأولى، ومن ثم تتناول الخطوط العريضة بعد ذلك. لأنه ومع مرور الوقت والزمن تبدأ الرؤى بالأتضاح ويكون هناك معلومات اكثر تساعد على اتخاذ قرار اكثر حكمة وحنكة.

باختصار لاتجعل خططك جامدة لدرجة ان تتحكم فيك، انت من انشأتها وانت القادر على تطويعها وفقا للظروف

روابط ذات صلة:

- التواصل مع فريق العمل
- شكل بيئة العمل ... مرنة ...منتجة ...مبدعة ... كاسرة للملل.
- تخطيط المشروع.
- نموذج (ذو القرنين) في التخطيط وادارة المشروعات.

السبت، 19 سبتمبر 2009


سبتمبر 2009
منذ عدة أيام اصطحبت صديقي وشريكي احمد صلاح  الي اجتماع مع رجل أعمال بصدد شراكة بيننا، ولأننا كنا في نهار رمضان فلم نجد مقهى أو كافيه يتنازل ويستضيفنا دون ان نقوم بطلب مشروب أو مأكول ، فما كان من ضيفنا العزيز الا ان اقترح ان نجتمع في مسجد ، وكان لهذا الأقتراح أثره الكبير في إضفاء البساطة والتواضع على الجلسة.
وبعد انتهاء الأحتماع حدثني صديقي عما لمسه من تواضع هذا الضيف الأمر الذي نقل لنا الأحساس بالثقة والأرتياح وعن مدى احترافية هذا الرجل مع بساطته ، ثم في معرض حديثنا حثني عن مقال قرأه في مجلة بي سي مجازين العربية بعنوان يشبه عنوان هذه المدونة، وكان الحوار ممتع جدا حتى اني قررت أن أكتب فيها هذه المدونة. كان الحوار عن تقسيم العاملين في السوق الي ثلاثة قطاعات:
المبتدئين (غير المحترفين):
  وهم المبتدئون في مجال الأعمال ، وهم معترفون بقلة علمهم وخبراتهم ، ويسعون لاكتساب الخبرة، وهم لذلك مستمعون جيدون ولديهم رغبة في التعلم.
المحترفون:
وهم ذوي الخبرة والعلم ونادرا ما قد تختلف معهم فضلا عن ان تصطدم بهم لأن الخبرة العلمية والعملية قد طبعت على اسلوب حياتهم فهم أيضا مستمعون ومتفهمون لذلك يسهل التفاهم معهم بل والأستفادة والتعلم منهم.
انصاف المحترفين:
وهم الفئة الأشد خطرا على السوق ، فهم مفسدة المشاريع ومهلكة المؤسسات ان تقلدوا فيها المناصب الكبيرة، فهم مدعون للعلم، ولا يقبلوا نصح الناصحين، ولا رأي صالح يرتجى منهم. لا يستمعون الا لأصواتهم ، وان استمعوا فلا يفقهوا ما يسمعون.

الجزء الأهم من هذا المقال هو كيف نميزهم ونتعرف عليهم:
- يكثرون الحديث عن انفسهم وعن خبراتهم.
- اذا اختلفت معه في الرأي، تجده اما ان يتجنبك تماما ويستبعدك ان كان في يده ذلك أو أن يصطدم بك صداما عنيفا وهو في ذلك لا يحتكم لمنطق أو عقل بل يكثر من الحديث عن خبراته وتجاربه وكأنها المرجع الوحيد الذي يجب ان نحتكم اليه في الأخذ برأيه.
- اذا ثبت أمام الجميع فساد رأيه ، نسب هذا الرأي لغيره، فيورط احد العاملين معه في الأمر.
- دائما ما يختبئ وراء البريد الألكتروني ، فيكثر من ارسال الرسائل بغرض تأمين نفسه ولا يسعى لحل اي مشكلة بمواجهتها بل جل همه انه حين تقع المصيبة لاتنسب اليه.
- ينسب لنفسه فضل لا يد له فيه.
- ان كان مديرا ، تجد من هم تحته يتخطوه اداريا في كثير من الأمور ان لم يكن كلها.
- غير محبوب، ويتحول مع الوقت الي  مكلمة المكان .
- جميع المعاملات الإدارية التي هو طرف فيها تجدها متأخرة ومتعسرة.
- يكثر استخدام اللغة الثانية ويلوي لسانه اثناء الحديث بها وذلك من باب ادعاء العلم والأحترافية(عقدة الخواجه).
- يكثر اللوم ويتصيد الأخطاء ، بل لا هم له الا تصيد الأخطاء.
- يكثر من استخدام الألفاظ الآتية “ لا احد يفهم في هذه المؤسسة “ ، “ لا احد يملك رؤية” ، “المصريون اغبياء ولا يعون الأدارة” ، “ العرب لا يفهمون “ ، “انا حين كنت في البلد الفلاني كنت افعل كذا وكذا ….”.
- الأجتماعات معه لها سمات مميزة، فما يمكن ان ننجزه في دقيقتين ، يستغرق ساعة ، ثم لا تجد في نهاية الأجتماع أي حصيلة.
ارى انه يكفي غيبة في هذا الصنف عند هذا الحد ، واتمنى ان من قارئ هذه المدونة ان يقدم اقتراحات عن كيفية التعامل مع هذه الفئات ، فقد صادفت بعضعهم وقد اعجزوني ….

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

لابد لكل مؤسسة - لديها مشروع نهضوي- أن يكون لها رؤية ورسالة وقيم ومبادئ تركــتز اليها في عملها في السوق ومع موظفينها وعملائها. غير أن الرؤية ليست حكرا على المؤسسات والشركات بل لابد لكل فرد يسعى ان يضيف للدنيا لا أن يكون زائدا عليها ان يكون له كذلك رؤية ورسالة وقيم ومبادئ. بل لابد للدول كذلك أن يكون لها رؤية ورسالة وقيم.!!!
منذ اليوم الأول لفكرة شركتنا ، منذ أن كنا أنا وشريكي زملاء دراسة في كلية الهندسة، تشاركنا حلما واحدا وكانت الرؤية واضحة تماما، وضوح الشمس في كبد السماء، ولم تتغير هذه الرؤية مع مرور السنين ،وزيادة الشركاء، بل صارت أوضح وأوضح، ونسعى -كلما أمكن ذلك - أن نشاركها مع فريق العمل لدينا.
منذ عدة أيام قمنا بدخول مسابقة لتمويل مجموعة برامج، وكانت إحدى الوثائق المطلوبة منا هي رؤية الشركة ورسالتها وقيمها، وهنا كانت وقفة، وهنا جاءت فكرة هذه المدونة. لقد كانت رؤيتنا ورسالتنا وقيمنا واضحة جدا ولكننا لم نفكر مطلقا في كتابتها بلغة الأعمال ولم نتصور ان تطلب منا كأحد عوامل تقييم شركتنا. وعليه فقد لبست عدة الغوص وسبرت أغوار الأنترنت بحثا عن امثلة وشروح عن كيفية كتابة الرؤية والرسالة والقيم بلغة احترافية. وقد لاحظت ان مفهوم الرؤية والرسالة مختلف في كثير من المواقع التي زرتها، ولكن دائما كان هناك خطوط عريضة يتفق عليها الجميع.

الـــــــرؤيـــــــــــــــة:
تصف الرؤية الوضع المستقبلي للشركة وما تطمح أن تكون عليه، وأنصح ان يكون للشركة رؤيتين أحدهما تمثل الحلم أو الرؤية النهائية والأخرى رؤية خمسية يتم صياغتها كل خمس سنوات.

كانت رؤية الرئيس جون كينيدي خلال فترة رئاسته أن تقوم أمريكا بإنزال أول أمريكي على سطح القمر مع حلول عام 1969 ، وعلى الرغم أن الأمر بدا كتحدي كبير في ذلك الوقت إلا انه شحذ همة المؤسسات الصناعية والعلمية الخاصة والمؤسسات الحكومية، وتعاونوا على تحقيق هذا الحلم، وعلى الرغم من أن كينيدي لم يعش حتى يرى حلمه ورؤيته تتحقق. إلا ان امريكا استطاعت مع حلول شهر يوليو 1969 ان تنجز المهمة وتحقق الحلم ، وأن يقوم كلا من نيل أرمسترونج وباز الدرين برفع العلم الأمريكي على سطح القمر.
ولأن الشئ بالشئ يذكر، اتسائل ما هي رؤية مصر خلال الخمس سنوات القادمة.!!! وإن كانت هناك رؤية فهل هي منشورة ومعلنة في مكان معروف، وهل هي معروفة لنا نحن المصريون ، أم اني المصري الوحيد الغير المثقف والغير واعي برؤية بلده، وهل هناك أصلا دولة عربية لها رؤية. 
لعلي أذكر كلا من اليابان وألمانيا بعد خروجهم من الحرب العالمية مهزومين مدمرين تماما ، وكيف تكاتفت كل قطاعات الدولة في تحقيق رؤية واحدة تسعى للخروج بالوطن من مصاف الدولة المحطمة الي ابرز الدول الصناعية على مستوى العالم. وسأكتفي بهذا القدر، لأني عاهدت نفسي ان تكون مدونتي مدونة عمل وليس سياسة واجتماع.

كيف يمكن اعداد الرؤية:
ان أفضل وسيلة لإعداد الرؤية هي بطريقة التخيل.
في اجواء هادئة وضوء خافت، اجمع شركائك في العمل، اغمضوا اعينكم ، ثم تخيلوا أن مجموعة من الكائنات الفضائية الغريبة قد هبطت بينكم بمركبة فضائية أغرب واصطحبوكم في رحلة عبر الزمن، حيث أنزلوكم بعد خمس أو عشر سنوات من الآن... تخيلوا شكل الشركة، مبنى الشركة، تمشوا في ارجاء الشركة وطرقاتها، وقوموا بوصف الأرضيات، والحوائط، والأسقف ، وانظروا ماذا يفعل الموظفون، وكيف يعملون ، وما هو المزاج العام للعاملين، وكيف هو الأثاث والمكاتب والكراسي والأجهزة والبنية التحتية، وما هي منتجات الشركة ومن هم عملائها ....الخ !!!
بعد ذلك تقوم المجموعة بكتابة هذه الأفكار وجمعها ثم الأتفاق على بعضها أو كلها. تأتي بعد ذلك مرحلة الصياغة ، صياغة الرؤية في صورة عدد محدود من الكلمات البليغة والفصيحة.
إن رؤية الشركة يجب أن تكون قادرة على زرع الشعور بالفخر في الموظفين وأن تكون قادرة على إثارة حماستهم واخراج طاقاتهم الكامنة.
your Vision should be able to stretch your employee capabilities

الــــرســـــــــــــــالـــــــــــــة:
الرسالة تصف ماذا تفعل المؤسسة الآن، ماذا تقدم من منتجات وخدمات وكيف تقدمها ، وكيف تنافس المؤسسة في السوق، فهي باختصار تمثل حاضر المؤسسة.
كيف يمكن كتابة رسالة الشركة:

  • اشرك مجلس الإدارة، والمساهمين، والموظفين في إعداد الرسالة من خلال اجتماعات واستقصاءات واستبيانات.
  • اعطهم الوقت الكافي ولا تستعجلهم، راجع ما تم كتابته واجمعه واعرضه على المشاركين واطلب منهم مراجعة ما كتب مرة أخرى.
  • كن منفتحا واقبل اية افكار أو اطروحات جديدة ، ولا ترفضها بل ادرسها وحسنها واعد صياغتها ان لزم الأمر.
  • اجعل صيغة الرسالة قصيرة قدر المستطاع، بضعة اسطر فقط لا تتجاوز الخمسة اسطر أو أقل. كلما كانت صيغة الرسالة أقصر كانت اسهل في التداول وأكثر تأثيرا في الناس.
  • راجعها بصورة دورية، فالناس تتغير والسوق يتغير، راجعها حتى تكون دائما واقعية.
صيغة الرسالة عادة ما تتكون من جزئين:
الأول: يصف المنتجات التي تعرضها الشركة والسوق الذي تخدمه.
الثاني: يصف الوسائل والآليات والأستراتيجيات التي تتبعها الشركة حتى تصل إلي النجاح.
أمثلة من الأنترنت:
we will provide an excellent service to all customers to achieve total satisfaction. 
سنقدم خدمات متميزة سعيا لرضاء عملاؤنا.
we will earn sufficient profits to ensure investment in new technology together with providing a good return to shareholders.
نسعى للربحية الكافية التي تؤهلنا من الأستثمار في أحدث ما وصل اليه العلم وفي البحث والتطوير مع تحقيق عائد مناسب للمساهمين.
we will earn high employee loyalty and motivation by showing respect to their capabilities and providing future training and development opportunities.
سنعزز في موظفينا الولاء والحماس وذلك باحترام قدراتهم وتدريبهم وتطوير قدراتهم.
الــــــقـــــــيــــــــم:
وهي القيم والمبادئ الأهم للمؤسسة. كلنا لدينا مبادئ وقيم كالأخلاص والأتقان والصدق والولاء والأحسان ...الخ ، غير انه دائما مايكون هناك قيم ومبادئ هي الأعظم والأهم لدينا.
إن قيم أية مؤسسة هي المعتقدات التي تحكم سلوك موظفيها في التعامل مع أي قرار يخص العمل وتحدد أولويات المؤسسة كذلك.
إن أحد قيم الشركة التي اشرف بأن أكون قائدا فيها - MOVE-IT - هي ان تكون خدماتنا ومنتجاتنا ذات قيمة علينا كأفراد وكشركة وعلى مجتمعنا ووطننا وأمتنا، وعلى الرغم من أن هذه القيمة قد تكون عامة لإي قارئ عابر، إلا انها مفهومة جيدا لكل العاملين معنا. انها تعني باختصار اننا نختار عملائنا، فنحن نرفض تماما ان نقدم خدماتنا لمصانع التبغ والخمور مثلا وكذلك أي قطاع سوقي لا قيمة له إلا الأفساد في الأرض وخدمة الأهواء والنزوات المريضة ، وهذه هي القيمة المجتمعية لشركتنا.
لكن احذر ان تكون قيمك عنصرية تنحاز لمعتقد ديني أو سياسي بشكل غير منصف، وذلك لا يعني ان نقدم تنازلات فيما يخص معتقداتنا ولكن ان نسدد ونقارب ونبتعد عن العصبية والعنصرية.
إن إعداد رؤية ورسالة وقيم الشركة هي الخطوة الأولى في أية خطة استراتيجية لأي شركة حتى قبل انشائها.

ما هي فوائد كتابة رؤية ورسالة وقيم الشركة ؟
  1. توحيد وتركيز وتجميع الجهود والطاقات.
  2. تحفيز الشركاء والمساهمين والموظفين، وتجعل شركتك مصدر جذب للعمالة وللشركاء وللمستثمرين وللعملاء الأنسب لشركتك.
  3. إن الصياغة الجيدة لرسالة المؤسسة - إذا كانت خيرية غير هادفة للربح - قد تساعدها في الإعفاء الضريبي بل وفي بعض الأحيان الحصول على تمويل.
فيما يلي بعض الأمثلة لشركات عالمية ....
Bill gates vision statement: There will be a personal computer on every desk running Microsoft software.سيكون لمايكروسوفت برنامج على كل حاسوب شخصي حول العالم 

Pfizer Pharmaceutical's mission statement: "We dedicate ourselves to humanity's quest for longer, healthier, happier lives through innovation in pharmaceutical, consumer and animal health products". 
لقد كرسنا انفسنا لسعي الأنسانية نحو حياة اطول واكثر صحة وسعادة ومن خلال الأبداع في صناعة الدواء للأنسان والحيوان
Purpose: quest for longer, healthier, happier lives 
السعي الي حياة اطول واكثر صحة وسعادة
Business: pharmaceutical, consumer and animal health products 
الدواء ومنتجات صحية للأنسان والحيوان
Values: innovation الأبداع 

Dell Computers statement - "With the power of direct and Dell's team of talented people, we are able to provide customers with superb value; high-quality, relevant technology; customized systems; superior service and support; and products and services that are easy to buy and use". 
بقوة روح فريق Dell المتميز، استطعنا ان نقدم قيمة رائعة وتقنيات عالية الجودة، وانظمة مخصصة، خدمة دعم متميزة، منتجات وخدمات سهلة الشراء والأستخدام
Purpose:
provide customers with superb value technology 
توفير تقنيات ذات قيمة عالية لعملاءنا
Business:
high quality, relevant technology, customized systems 
تقنيات وانظمة مخصصة ذات قيمة عالية
Values:
superior service and support, easy to buy, easy to use
خدمة دعم متميزة، سهلة الشراء، سهلة الأستخدام

أود أن أنوه إلي أهمية صياغة الرؤية والرسالة والقيم لأي شركة، ليس شرطا ان تكون مكتوبة بلغة احترافية في اول الأمر، لكن المهم ان تكون انت (كريادي اعمال وفريقك) مستوعبون الي اقصى مدى الي اين تريدون المسير وكيف ستفعلون ذلك وماهي قيمكم، تلك امور من دونها فانتم لاتعرفون طريقكم. لاحقا -حين يطلب منكم- قد تحتاجون لصياغتها.

داخل شركتنا، رؤيتنا وقيمنا كانت واضحة وجلية (بيني وبين شريكي) منذ اول يوم نشأت فيه فكرة الشركة عام 99 وكنا حينها طلبة في كلية الهندسة، وظهر اول كيان قانوني للشركة عام 2004، وتم صياغة وكتابة الرؤية والرسالة والقيم عام 2008!

 صياغة الرؤية والرسالة والقيم عامل مهم في تحديد مدى احترافية الشركة واحترافية القائمين عليها والعاملين بها. احرص على كتابة رؤية شركتك ورسالتها وقيمها باللغتين العربية والأنجليزية ، تأكد ان هذه الأدوات سيكون لها -يوما ما- دورا مهما في شراكة ما أو تمويل ما أو صياغة ما أو صفقة ما أو حتى تحول جوهري في مسار الشركة.
الرابط التالي يبين رؤية ورسالة وقيم المؤسسة التي اعمل فيها.

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009


قال اينشتين
" لا يمكن حل أي مشكلة في العالم عند نفس مستوى التفكير التي صادفتنا عنده، بل لابد من الأرتقاء الي مستوى أعلى منه لحلها "
فلا يمكنك حل مشكلة بنفس مستوى التفكير الذي صنعها. فالنجاح لا يحالف الا الذين يداومون على اعمال يعجز عنها غيرهم ، ولهذا السبب فإن مستويات التفكير التي يتبناها الناس ثلاثة:
- الخاسرون يفكرون في النجاة.
- العاديون يفكرون في البقاء.
- الناجون يفكرون في التقدم.

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009


8 سبتمبر 2009
في مدونة سابقة بعنوان" أعلى 30 دولة مصدرة لصناعة تكنولوجيا المعلومات" ذكرت العوامل المؤثرة في هذه الصناعة  واسقطها على واقع هذه الصناعة في مصر. كان من ضمن هذه العوامل عاملي الأستحقاق القانوني وحقوق الملكية الفكرية.
اليوم حضرت محاضرتين في وزارة الأتصالات المصرية عن هذين العاملين ، وكانت مناسبة هذه المحاضرتين هي وساطة الوزارة لمجموعة من الشركات المصرية في الأنضمام لمبادرة تمويل من الأتحاد الأوروبي لمشاريع مشتركة معه.
المهم ان من المحاضرتين خرجت بمعلومات هامة جدا وهي:
- قام القضاء المصري بانشاء المحاكم الأقتصادية وهي محاكم تختص بالقضايا الأقتصادية وفض منازعات المستثمرين في وقت قصير. الأمر الأهم هو ان هناك قطاع خاص في هذه المحاكم خاص بقضايا تكنولوجيا المعلومات مثل القرصنه والأعتداء على حقوق الملكية الفكرية. كما تم تدريب القضاة وادارة المباحث ووكلاء النيابات على هذا النوع من القضايا.
- ظهور معايير محاسبية لتقييم الأصول المعنوية المتمثلة في قيمة البرمجيات والبحث والتطوير الذي قامت به الشركات المصرية.
- الأمر الآخير هو جهود مصر الدئوبة في توثيق حقوق الملكية الفكرية.
ما اريد ان انوه اليه ايضا هو الخطوات الناجحة التي تخطوها وزارة الأتصالات في مجال رفع مكانة مصر عالميا في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات بالوكالة IT outsourcing.
ان وعي القضاء بمثل هذه القضايا ونمو بيئة استثمار تقنية صحية في مصر لن يكون فقط بتدريب رجال القضاء على هذا النوع من القضايا وانما هو جهد متواصل من الشركات المصرية ووزارة الأتصالات. فعلى كل الشركات المصرية ان تسعى لتوثيق حقوقها الفكرية في منتجاتها وعلى وزارة الأتصالات ان تقوم بتوعية الشركات من خلال محاضرات ودروات تدريبية مكثفة وخدمات استشارية مجانية في هذا المجال.

اقرأ ايضا:

- اعلى 30 دولة مصدرة لصناعة تكنولوجيا المعلومات.
- لماذا مصر كوجهة لصناعة البرمجيات.
- البعد الأستراتيجي للتسويق الدولي في صناعة البرمجيات المصرية.

 
من كتاب
كيف يمكنك تحريك جبل فوجي؟
اسرار اختبار و اختيار الموظفين في مايكروسوفت
How would you move mount Fuji
Microsoft's cult of the puzzle
how the world smartest companies select the most creative thinkers.
By: William Poundstone

تستخدم مايكروسوفت طريقة فريدة وجديدة في اختبار وتعيين الموظفين، حيث تمتلئ المقابلات الشخصية في مؤسسات مثل مايكروسوفت بالألغاز والأحاجي مثل:

كيف يمكنك أن تنقل جبل فوجي؟

لماذا صممت أغطية البالوعات الثقيلة في اشكال مستطيلة ودائرية؟

كيف تحدد وزن طائرة وهي على الأرض؟

لأي اتجاه تدير مفتاح الباب لتفتحه ولماذا اختير هذا الأتجاه بالذات؟

كم عدد محطات التزود بالبنزين في مدينة القاهرة؟

كم يزن الجليد الموجود في حلبة التزلج؟

كم مرة في اليوم تتقاطع عقارب الساعة؟

كم مرة تقلب صفحات دليل التليفون أو القاموس لتعثر على اسم أو كلمة تبحث عنها؟

كيف تصمم فرن مايكروويف يتم التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر؟

كيف تختبر جودة مصعد كهربائي أو سخان مياه؟

كيف تعرف مكان كتاب في مكتبة كبيرة في غياب أمين المكتبة وعدم وجود فهرس من أي نوع؟

هل تستطيع وصف اللون الأخضر؟

كم عدد كرات البينج بونج التي يمكن أن تملأ طائرة 747؟

يطلق على هذه الاسئلة مستفزات العقل Brain teasers وغرضها قياس قدرة المرشح على التفكير خارج الصندوق ، وخارج الأطار المعتاد. تلك شركات تبحث عن سمات محددة في موظفيها. تطلب هذه الشركات من موظفيها أن يكون لديهم القدرة على الأبتكار ، كي يتمكنوا من قلب السوق على المنافسين.
لماذا هذه المدونة...
كي استفز قدرتك الأبتكارية في عملك ،  لكن قبل ذلك ان استفز قدرتك الابتكارية في الحياة، في عبادتك وتعاملك مع الله ، في علاقتك مع زوجتك، في تربيتك لأطفالك ، في تعاملك مع مشكلاتك اليومية....

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

كنت اشاهد حلقة من برنامج علمتني الحياة للدكتور طارق السويدان وكان يتناول فيها موضوع الحوار ، ورغم ان الأمثلة التي ضربها كانت لها علاقة بحوار الأديان والثقافات الا اني وجدت فيها تشابه كبير مع حواراتنا و مفاوضتنا مع العملاء.

قواعد الحوار الناجح:

1- اخلاص النية :
انتصر للحق ، وليس لنفسك او عصبيتك او عقيدتك.
2- ابدأ من نقاط الأتفاق:
لا يوجد حوار يبدأ من اختلاف تام وكلي في وجهات النظر وحتى ان حدث ذلك فأوجد نقاط الأتفاق وركز عليها واصلها وابدأ بها.

3- الأتفاق على مرجعية:
حال الخلاف لابد ان يكون هناك مرجعيه ، كأن نحتكم لمبدأ ما أو منطق ما أو محكم ما نرتضيه نحن الأثنين ويكون رأيه ملزم.
4- احترام الآخر:
عدم رفع الصوت ، أو السخرية. كثيرا من الحوارات التي يحكمها منطق الجدل والخلاف تجد ان السخرية من اراء الآخر من اهم سماتها.
5- الأنصاف:
وهو جزء من اخلاص النية ويعني قبول الهزيمة والأعتراف بها. والهزيمة في الحوار لا تعني بالضرورة ان تنزل على رأي الآخر، حيث ربما يود المحاور المهزوم ان يراجع نفسه ويراجع حججه، لكن ما ان يتأكد لك ضعف حجتك فكن منصفا واقبل الحق.
6- تجنب الجدل وسوء الظن.
7- عدم مجادلة الجاهلين.
_________________

علامات الجدل:

اذا رايت ايا من هذه العلامات فاعلم ان الحوار صار جدلا فتجنبه.

1- رفع الأصوات.
2-تكرار نفس الأدلة والحجج.
3- رفض البديهيات.

درس مهم

اذكر اني وقعت في علامة تكرار نفس الأدلة والحجج مع كثير من العملاء، وكان منطقي في تكرار الأدلة هو استغرابي من عدم قبول العميل لهذه الحجة حيث انه كان لا يفندها او يناقشها بل كان يرفضها دون نقاش. وبعد ان خبرت هؤلاء العملاء، علمت انه منطق التفاوض للحد من قيمة مستحق مالي او الحصول على خدمات أكثر بنفس السعر، وعلى الرغم انه قد يعتبر نوع من الأبتزاز او الغش التجاري حيث انه لا تفاوض بعد التعاقد (بمعنى ان لا يجوز التفاوض على بنود تم الأتفاق عليها) الا انه كان يجب ان اتعامل مع هذا الموقف دون أن اخسر العميل ، وذلك بالتفاوض ايضا والمقايضة. الشاهد هنا انه اذا لمست ذلك من العميل  فلا تكثر الجدل وابراز الحجج ولكن ابدأ في التفاوض.
_____________

أقوال مأثورة :

- رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب ....الشافعي.
- ما جادلت أحدا الا تمنيت ان يكون الحق عنده .... الشافعي.
- ما جادلت عالما الا غلبته ،،، وما جادلت جاهلا الا غلبني. ....الشافعي.

الأحد، 6 سبتمبر 2009

عملية التوثيق في مشاريع البرمجة من أهم العمليات، ظهر في نهاية التسعينات ما يسمى بـــ Agile Development وهو ما أدعوه بالبرمجة المرنة. جاء نموذج البرمجة المرنة ليتغلب على بيروقراطية الدورة البرمجية المعقدة وليتجاوب مع حجم المتغيرات الرهيب في عملية تصنيع البرمجيات. لكن كثيرا منا اخطأ فهم هذا المصطلح وضل طريقه معه وقد حدث هذا في شركتنا. فإذا ما سألنا عن وثيقة ما لماذا لم تكتب أو لماذا لم توثق بشكل جيد، كانت الأجابة أننا نتبع أسلوب البرمجة المرنة، فتحولت البرمجة المرنة من منهج عمل مرن إلي شماعة مرنة تتحمل كل خطأ أو تقصير. بل أحيانا يتخذ التقصير والأختصار منهجا في حد ذاته.
أستطيع أن أجزم ان منهج البرمجة المرنة كان الهدف الأساسي منه هو تسريع دورة توريد المنتج للعميل من خلال تقليل حجم البيروقوراطية في الدورة البرمجية مع فرق العمل الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا تستدعي حجم التوثيق الدقيق والمحترف الذي تستلزمه المشاريع الكبيرة.
ان اسلوب البرمجة المرنة يضع إطارا عاما لمنهج عمل مسترسل. ودعونا نتفق على منهج وسطي يحقق هذا المبدأ ، وهو ان تقوم فرق العمل البرمجية بالأجتماع أولا قبل أي مشروع لتحديد منهج وآلية العمل في هذا المشروع وكذلك حجم التوثيق  وبروتوكولات التعاون مع العميل. إذن فالتخطيط للمشروع لا يكون فقط لتواريخ ومواعيد التوريدات والدفعات المالية، بل هو أيضا لحجم التوثيق المطلوب والوثائق المطلوبة وصياغتها وبروتوكولات التعاون مع العميل والتي تنص وتشرح آليات التعامل مع المواقف المختلفة. !!! ومع كل هذا لابد ان يكون هناك حد ادنى من التوثيق لا يجوز التنازل عنه.

لم أعثر على احصائية تذكر النسبة التقريبية للوقت والجهد الذي ينبغي ان نبذله في التوثيق في اي مشروع مقارنة بحجم الجهد والوقت الكلي للمشروع. لكن مجازا نستطيع ان نقول انها بين 10% و الـــ 25% من اجمالي وقت المشروع. فبناء موقع الكتروني من خمس صفحات بسيطة قد لا يستلزم توثيق اكثر من ساعة زمنية. جدير بالذكر اننا بصدد التعاون مع الأتحاد الأوروبي لبناء مشروع ما على مدار 3 سنوات ، مدة التوثيق جاوزت الآن الثمانية أشهر.
هناك عوامل كثيرة تؤثر على الحد الأدنى للتوثيق منها:
1- طبيعة وحساسية المشروع واهمية وحساسية البيانات التي سيتعامل معها البرنامج.
2- حجم المشروع كما ذكرت.
3- طبيعة العميل من حيث مدى مرونته وقسوته ، هل لديه ادارة تكنولوجيا معلومات ام لا ، هل لديه الوعي والعلم بمتغيرات ومخاطر المشاريع البرمجية أم لا، الثقافة، فحجم التوثيق مع عميل عربي غير حجم التوثيق مع عميل أوروبي…الخ.
4- ميزانية المشروع.
5- الأطار الزمني للمشروع.
6- كمية المخاطر وانواعها التي سيواجهها المشروع.
7- البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لدى العميل.
8- عدد فرق العمل التي تعمل في المشروع، وهل هي في مكان واحد ام موزعة، وهل لديها ثقافة واحدة ام انها من ثقافات مختلفة...الخ
وهناك الكثير مما لا يحضرني الآن…

في النهاية سددوا وقاربوا وكونوا وسطا لا افراط ولاتفريط
من اكثر الأشياء التي يكرهها العميل وتجعله متحفزا ويكشر عن انيابه وقد يزمجر في أوقات أخرى هي:
 وثـــيـــقــــة الــــتــــســـــلـــيــــــم الــــنـــهــــائـــــي  Final Delivery Form
دعونا لا نكون متحفزين ضد العميل ، فهذه الوثيقة مزعجة عند كل الناس وفي كل المجالات الا انها ذات طبيعة أكثر خصوصية في مجال البرمجيات.!!!
بداية الأنزعاج من هذه الوثيقة يأتي من أن موقعها يقر ويفيد بإن الشركة المنفذة للمشروع قد أتممت عملها وانتهت من التزاماتها ، فهو إذن يقر مستحقاتها المالية ، وهو أمر يضع موقع الوثيقة في مكان المسؤولية امام مؤسسته أو شركته ومن هنا يأتي التحفز.
الا انه - وكما ذكرت - يكون التحفز أكثر حدة في مجال صناعة البرمجيات وتحديدا عند صناعة برنامج أو نظام مفصل Tailored Solution ، لأنه وكما عهدنا وكما ذكرت في مدونات سابقة ، فإنه بمجرد خروج النظام إلي النور تبدأ رؤية العميل وفهمه العميق للنظام بالظهور ، وتظهر كذلك الحاجة الي بعض التعديلات والأضافات .إذن الموقف الحاصل الآن هو ان الشركة المنفذة أنهت بناء النظام وفقا للطلبات الموثقة والموجودة في العقد ، وفي حين أن العميل يرى ان الطلبات الموثقة قد تمت وفقا لما جاء بالعقد تماما ، إلا انه يرى أيضا ان الرؤية التي كان يأمل في تحققها من تطبيق النظام لازالت لم تكتمل بعد !!!!!.
للأسف فإن بعض العملاء - وقد صادفتهم  كثيرا - يفترضون أن الفيصل بينهم وبين الشركة المنفذة هو تحقق الرؤية وليس اتمام العقد ، وقد يختلف معي في هذه النقطة القراء وحتى زملاء العمل ، ولكن دعونا لانقف عند هذه النقطة الآن وتعالوا نتعمق أكثر في نفسية العميل.
إن كان العميل يظن انه بانتهاء النظام وتسليمه ستنتهي علاقته بالشركة المنفذه وانه سيبدأ بجني ثمار النظام فهو مخطئ ، والأكثر خطأً هو الشركة المنفذه التي جعلته يظن ذلك. فالعميل ليس مخطئ في هذا الظن ، غير ان رجال البيع لدى الشركات المنفذه كثيرا ما يتمادوا في الكلام ويبالغوا في وصف الواقع بعد تطبيق النظام - وهو في رأيي نوع من الغش التجاري - وكثيرا ايضا ما نجد العميل يميل لتصديق الكلام المزين وقد يرفض ويستبعد الشركات التي تواجهه بواقع الأمور . لذلك فالشركات المنفذه امام تحدي مهم وهو اقناع العميل اثناء التعاقد بأن تسليم النظام هو أول خطوات تحقق الرؤية وليس نهايتها. وان تكلفة الطلبات المكملة للرؤية يجب ان يتم الأتفاق عليها اثناء التعاقد، اما بهامش مخاطرة تضيفه الشركة المنفذه ، او بتعاقدات جديدة صغيرة . لكن الثابت ان العميل يجب ان يدرك قيمة واهمية هذه الطلبات المكملة و انه يجب ان يدفع عنها. إذا ادرك العميل ذلك لن يكون لديه مشكلة في امضاء وثيقة التسليم.
موضوع وثيقة التسليم هذا ذكرني بما واجهته مع العملاء بخصوص هذه النقطة.
نسبة كبيرة من الشركات في عالمنا العربي تعيش في جو من تسلط القيادة واصطيادها لأخطاء موظفينها ، قد واجهت مدير ادارة رفض ان يوقع بالتسليم أو بمعنى ادق جادل بشدة في التسليم رغم اعترافه ان ما تم التعاقد عليه قد تم بالفعل ، وبمحاولة تفهم موقفه ادركت ان عليه ضغوط من رئيس مجلس الأدارة ، هذه الضغوط لا دخل لها بالنظام اطلاقا انما هو نوع من تسلط القيادة. فخاف ان يكون له مطالب بعد التسليم يترجمها رئيس مجلس الأدارة على انها قصور في رؤية هذا المدير وتقصير في العمل !!!!.

وقد الهمني الله كيفية التغلب على هذا الموقف ، فقد كان النظام قائم على برمجة مجموعة من المنظومات لإدارات مختلفة وقد كان لكل الأدارات مطالب إضافية لتحسين اداء النظام وقد كانت علاقاتي بالمدير التنفيذي للمكان جيدة فأقنعته بأن يعتمد ميزانية معقولة لهذه التعديلات ولما ان اعتمدت هذه الميزانية ، ذهبت لمدير الأدارة هذا الذي رفض الأستلام ، واعلمته ان مطالبه ستنفذ دون نقاش لكن أولا يجب ان يستلم العمل وستكون اول إدارة في المكان تستلم النظام وتعمل به وهي نقطة ستكون لصالحك وليست عليك، وبمجر ان قامت إدارة بالأستلام سهل على بقية الأدارات ان تستلم قدوة بالإدارة الأولى.

هذه بعض القصص عن تجربتي في هذا المضمار ، دعونا الآن نخرج ببعض التوصيات:
  • عند امضاء العقد يجب ان يذكر فيه معاملات التسليم أو ما نسمية Delivery metrics بحيث عند تحقق هذه المعاملات وجب التسليم.
  • لا يوجد عملية تسليم نهائي تتم من أول مرة ، إذ لابد من عملية تسليم مبدئي ، حتى لو كان النظام كاملا ، فذلك يكسر حاجز الخوف عند العميل.
  • لاتجعل الأطار الزمني بين عملية التسليم المبدئي والتسليم النهائي كبيرة ، إذ كلما زادت المدة الزمنية كلما زاد تعليقات العميل وطلباته.
  • قم بتجزيء عملية التسليم الي اجزاء صغيرة او الي اكثر من عملية تسليم صغيرة للمنظومات المكونة للنظام. ثم بعد ذلك قم بعملية تسليم نهائي بناء على مجموع عمليات التسليم التي قمت بها.
  • قم بالتجاوز عن بعض طلبات العميل الصغيرة واستخدم هذه المرونة في التفاوض.
  • في النهاية لا تخسر عميلك في عملية التسليم ، فكثيرا من المشروعات فشلت عند هذه المرحلة.

قبل ان اختم اود ان اميز بين ما يمكن ان نسميه قلة مرونة عند العميل في عملية الأستلام وبين ضعف خبرة محلل الشركة الذي لم يستطع ان يجمع طلبات العميل بشكل كافي.
بعض المحللين يستعجلوا عملية التعاقد فيقوموا بانهاء وثيقة التحليل بسرعة وبالتالي يكتب وثيقة فنية ضعيفة ، اذا اضطررت كشركة ان تكتب وثيقة ضعيفة فقم بتغطيتها بهامش مخاطرة مالي عالي حتى تستطيع ان تكون اكثر مرونة مع العميل بعد ذلك. واذا لم تفعل ذلك فكن امين مع نفسك ومع الله و لاتحمل اخطائك للعميل.

روابط ذات صلة:

السبت، 5 سبتمبر 2009

مللت الحياة...
قررت أن استقيل ... ان استقيل من عملي ... من اصدقائي ...من أهلي ....من روحي.
قررت أن استقيل من حياتي كلها.
ذهبت للغابة حتى أخذ آخر خلوة لي مع ربي ...
ربي ، الهي ، رب الأكوان ، يااااااااااارب..... أعطني سببا واحدا يجعلني لا استقيل من حياتي.
عبدي.... انظر حولك ، انظر للغابة وتأملها جيدا،،، هل ترى عشب السرخس وشجر البامبو من حولك.
نعم يالله ...ماذا في ذلك !!!

عبدي ... عندما زرعت عشبة السرخس وبذرت حبوب البامبو أعتنيت بهم جيدا، رزقتهم الماء والشمس، فنما العشب سريعا وغطى الغابة بكساء اخضر براق. ثم لم تُنبت حبوب البامبو شيئا، ولكني لم أكف عن الأعتناء بها.
في السنة الثانية زاد جمال العشب و ملئ الغابة أكثر ، ولم تُنبت حبوب البامبو شئ ، ولكني لم ايأس منه وظللت أعتني به وأرعاه.
في السنة الثالثة ...لم يكن هناك بامبو قد نبت بعد !!!! ولكني ظللت اعتني بهم.
في السنة الرابعة .....مرة أخرى ...لم يكن هناك بامبو ايضا !!!! وظللت اعتني بهم.
في السنة الخامسة ....اخيرا ...ظهرت نبته صغيرة من الأرض. وعندما نظرت اليها وقارنتها بطول عشبة السرخس وجدتها شئ لا يذكر.
ولكن في أقل من 6 اشهر نما البامبو حتى وصل لـــ 100 قدم.
لقد استغرق البامبو خمس سنوات يغرس ويمد جذوره في الأرض، هذه الجذور هي التي جعلته قويا وأعطته اسباب النجاة وهي التي جعلته شجرة بامبو.
عبدي ... أبدا لم اواجه احدا ابدا من خلقي بتحدٍ لا يقدر عليه.
عبدي .... في الوقت الذي ظللت تكافح فيه ، كنت في الواقع تبني جذور نفسك.
ابدا لم أتخل عن شجرة البامبو ، وابدا لن أتخل عنك ، ولاتقارن نفسك بغيرك.
البامبو له وظيفة في الحياة مختلفة عن عشبة السرخس بالرغم من ان كلاهما قد جعل الغابة اجمل.
عبدي ... لا تستعجل ، لك وقت وساعة سيلمع فيها نجمك وستنمو عالياً.
ربي ... الي اي مدى يجب أن اكبر وأرتفع.
عبدي ... والي اي مدى يمكن ان تنموا شجرة البامبو .
     بقدر ما تستطيع ياربي ... اليس كذلك ؟
نعم عبدي ارتق وارتفع بقدر ما تستطيع.!!!!!!!!!

تركت الغابة ورجعت الي حياتي واهلي وعملي واصدقائي ، خرجت من الغابة ومعي هذه القصة.
أدركت ان الله لن يتخلى عني ابدا.

اتتني هذه القصة في البريد الأليكتروني ولا اعلم لها مصدر، ولعل صاحبها ان يسامحنى في حقوق النشر.

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

1- استحواذ القلوب : املك قلوب موظفينك وذلك من خلال :
                        أ - مشاركة الرؤية .
                       ب - المشاركة الأنسانية : تعرف على همومهم ومشاكلهم.
2- التلاحم والأندماج : بين الفريق بعضه مع بعض وبين الفريق و الأدارة.
3- الشراكة والملكية : ان يحس الموظف انه يعمل في ملكه.
4- تعزيز التعليم والتدريب.
5- التمكين، والتفويض ، واعطاء الصلاحيات.

المصدر : قناة الرسالة - برنامج "علمتني الحياة " - د.طارق السويدان

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

عنوان مثير ،،، إذ هل للأنسجام من تداعيات وهل هناك اسوأ من فريق عمل مختلف على نفسه !!!
اعجبتني قصة مثيرة توضح هذا المعنى
كان هناك فريق عمل (أ) وفريق  عمل (ب) وطلب منهم وضع خطة لحل مشكلة ما. 
  • فريق العمل (ب) كان فريقا منسجما اجتمعوا على رأي واحد وفي سويعات قليلة كانو قد خرجوا بتقريرهم مكتوبا في صورة جيدة. 
  • فريق العمل (أ) كان لديهم فردا مشاكسا ، ما طرح الفريق رأيا الا فنده واخرج عيوبه حتى ضجر منه الفريق، وبالكاد خرجوا بالتقرير بعد ايام من العمل .
وكانت المفاجأة. ...فاز تقرير الفريق (أ) ، إذ كان تقريرا مفصلا تناول جميع الحلول المتاحة وعيوبها. الرسالة واضحة كما أرى.

الرسالة الأعجب - والتي ليست محل النقاش الآن ولكن الشئ بالشئ يذكر- انه حين طلب من الفريقين اعداد تقرير آخر ، لكن قبل ذلك ان يقوموا بإعادة تشكيل فريق العمل ، ما كان من فريق العمل (أ) الا ان ابعدوا الفرد المشاكس !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الرسالة الأهم التي أود الوصول اليها هو ان:
الأنسجام مهم جدا في فرق العمل المنفذة (أثناء التنفيذ).
في حين أن الأختلاف مهم جدا في فرق العمل المخططة (أثناء التخطيط).

الشركاء في الشركات الناشئة عادة ما يكون بينهم صدامات، واحيانا كثيرة يكون هذا احد اسباب انهاء الشراكة، في حين انه يفترض ان يكون احد اسباب القوة داخل الشركة. 
 
مجالس الشورى ومجالس الإدارة من المهم ان تحوي اناس من ثقافات مختلفة واعمار مختلفة وعقليات مختلفة ، إذ ان الخروج برأي قد قتل بحثا وتم تفنيد جميع عيوبه هو الأفضل لخطة محكمة. وهذه الخطة حين يتم تنفيذها تحتاج لفريق عمل منسجم.

الأحد، 26 أبريل 2009

هذا هو المقال الثاني من سلسلة دروس وعبر في مواجهة العملاء بعنوان: كلمات يكرهها العميل...
أحد أهم الكلمات التي يكره سماعها العميل وتكون مثار جدل حتى داخل الشركة "الفريق المنفذ للمشروع" هي كلمة "متطلب جديد أو new requirements ". كلنا نعرف أنها مزعجة للعميل لأنها تعني تكلفة إضافية ، أما كيف تكون مزعجة داخل الشركة فلأكثر من سبب :
1- لأن ضيق وانزعاج العميل سيؤثر قطعا على الفريق ، فالعميل سيتصل بالشخص المسئول عنه في الشركة شاكيا.
2- انزعاج العميل يعني احتمالية فقدانه وهو أمر خطير وسيكون الأكثر جدلا داخل الشركة . كيف يمكن الحفاظ على العميل دون الإضرار بمصالح الشركة.
3- قد تجد أحيانا داخل الشركة من يدافع عن العميل مثل مهندسي الجودة والمختبرين الذين يرون أن هذا الطلب منطقي وأنه لابد أن يكون متواجد في وثيقة متطلبات العميل user requirements وعلى ذلك فهو يرى أنها مسئولية من قام بجمع متطلبات العميل.
بغض النظر عن رؤية ووجهة نظر كلا من فريق العمل والعميل ، فإن الحقيقة التي تفرض نفسها بالتجربة هي أن وثيقة متطلبات العميل Requirements Document ستمثل في أحسن الأحوال 80% من متطلبات العميل النهائية ، ذلك أن الرؤى تتضح بعد خروج المنتج حيث تبدأ التعليقات والرغبة في التحسينات بالظهور.
لذلك فالفريق المنفذ بين أحد أمرين:
1- أن يكون المشروع بنظام العقد بمعنى أن الفريق سيقدر تكلفة العمل فلابد أن يأخذ بعين الاعتبار على الأقل 20% من قيمة العقد كتكلفة تعديلات وتحسينات وهامش مخاطرة، وتختلف هذه النسبة بمقدار جودة ودقة وثيقة المتطلبات والتأكد من تغطيتها لمتطلبات العميل كلها. وأرى أن الشركة إذا اضطرت للنزول في السعر فلا بد أن تدرك أنه لابد أن يتسم بقدر من المرونة في تقبل التعديلات وإلا خسر العميل بعد التعاقد، ويأتي عامل القدرات التفاوضية لفريق العمل كعامل مهم في تجاوز هذه الأزمة. وأيضا على هامش الحديث فإن العميل لا يجب أن يفاوض بشدة في خفض السعر ، إذ أن الشركة المنفذة قد تتجاوب مع هذا الضغط وتعوضها في جودة المنتج وهو عامل قد يصعب على العميل اكتشافه.
2- أو أن العميل متعاقد مع الشركة بنظام الساعة وهو أمر مريح لفريق العمل مزعج للعميل و لا تظهر فيه مشكلة المتطلب الجديد .
ما أريد أن أتطرق له في هذا المقال هو الجانب النفسي لهذه الجملة ،  وكيف يمكن كسر هذا الحاجز أو تخطيه.اقتراحي هو أن يتم توعية العميل منذ اليوم الأول في المشروع ومع التعاقد بوظيفة وثيقة متطلبات العميل أو تعديل متطلب New Requirement form or change of requirement form وأنه ليس بالضرورة أنها تعني تكلفة إضافية.
كشركة منفذه للمشروع، دعونا نتفق أنه ليس كل متطلب جديد يكون مزعج أو مستهلك للوقت والجهد حتى أن كثيرا من فرق العمل المرنة قد تنفذ هذه التعليقات دون أي تكلفة إضافية أو حتى دون ذكر أنها متطلب جديد ، وهو أمر شائع ولكنه خاطئ من وجهة نظري. والخطأ هو أن لا يتم الإشارة إلي أنها متطلب جديد بغض النظر أن كانت بتكلفة أو من غير تكلفة. إذ أن الفريق يفوت على نفسه فرص تفاوضية وموقف تفاوضي جيد ويفوت على نفسه كسر الحاجز النفسي لهذه الكلمة. فكلما قام الفريق بتنفيذ متطلبات جديدة مجانية كلما زاد موقفه التفاوضي قوة في طلب كلفة إذا اضطر لذلك مستقبلا وكلما كان العميل أكثر مرونة في تقبلها.

الجمعة، 20 مارس 2009

TOP 30 COUNTRIES FOR OFFSHORE IT OUTSOURCING
قرأت تقرير خرج عن مؤسسة Gartner عن أعلى 30 دولة مصدرة لصناعة تكنولوجيا المعلومات. باعتباري صانع قرار ومؤسس في شركة تطوير برمجيات فأنظارنا داخل الشركة دائما ما تتوجه لتصدير هذه الصناعة ، حيث ان التصدير يضمن ربحية أكبر بالمقام الأول.
التقرير كان يتحدث عن صناعة تكنولوجيا المعلومات بوجه عام ولكني سأخص بالذكر صناعة البرمجيات وسأتحدث بالتحديد عنها في مصر.
جاء التقرير ليذكر أن الهند والصين هما أعلى دولتين في مجال تصدير صناعة تكنولوجيا المعلومات ، ثم ذكر أن هناك مايقرب من 72 دولة حول العالم يمكن اعتبارهم كأماكن مصدرة لهذه الصناعة ثم انتهى التقرير بتخصيص أعلى 30 دولة في هذه الصناعة.
المكسيك وبولندا و فيتنام كانوا الأبرز على القائمة وجدير بالذكر أن بولندا بدأت برامج الخصخصة في أواخر التسعينات ، والهند لم تبدأ نهضتها إلا في أوائل التسعينات.
جاءت الأزمة المالية وتدهور اسعار الأسهم العالمية بنتيجة مباشرة على هذه الصناعة حيث زادت عمليات صناعة البرمجيات بالوكالة Outsourcing في أوروبا بنسبة 60% وفي الولايات المتحدة بنحو 40% الأمر الذي يدل دلالة مباشرة على أن العامل الأساسي المحدد لهذه الصناعة هو التكلفة. لذلك كانت الأزمة المالية وعدم استقرار الأقتصاد العالمي في عام 2008 سببا في أن تتغير خارطة الدول المصنعة للبرمجيات ، ففي حين أن دولا مثل ايرلندا الشمالية ، وسيريلانكا وتركيا و أوروجواي قد خرجت من قائمة أعلى 30 دولة ، فإن دولا أخرى مثل مصر والمغرب وبنما وتايلاند قد دخلت في هذه القائمة مع ثبات الهند والصين على رأس القائمة.
الثقافة والحضارة واللغة من العوامل الأساسية في التقريب بين الدول وفي هذه الصناعة بالتحديد. إن تواجد أعداد رهيبة من المغاربة في فرنسا وتحدث كل الشعب المغربي الفرنسية بطلاقة ، بل إنها تتفوق في السنة الكثير من المغاربة على العربية ، جعل المغرب هي الملاذ الأول للشركات الفرنسية الباحثة عن شركاء عمل في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات. الجدير بالذكر أنه في زيارتي الأخيرة لفرنسا فوجئت أن اللغة الثانية في فرنسا هي العربية وليست الأنجليزية وذلك لتواجد المغاربة والجزائريين بإعداد كبيرة هناك.

قائمة الدول الثلاثين جاءت كالآتي:
من الأمريكتين : الأرجنتين والبرازيل وكندا وتشيلي وكوستاريكا والمكسيك وبنما ، واللافت للنظر هو وجود كندا ضمن القائمة رغم ارتفاع مستوى الدخل هناك . مما يدل على انه بالرغم من التكلفة قد تلعب دورا كبيرا ومحوريا في هذه الصناعة إلا ان هناك عوامل أخرى.
من اسيا ودول الباسيفيك : استراليا والصين والهند وماليزيا ونيوزيلاند والباكستان والفلبين وسنغافوة وتايلاند وفيتنام.
من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا EMEA : تشيك و مصر وهنغاريا و وايرلندا و اسرائيل والمغرب وبولندا ورومانيا وروسيا وجنوب أفريقيا واسبانيا واوكرانيا وسلوفاكيا.


تم تقييم هذه الدول واختيارهم بناء على عشرة عوامل هي الأهم في اختيار أي شركة لشريك يؤدي عنه العمل بالوكالة ، والعوامل هي:
1. اللغة.
2. الدعم الحكومي.
3. فريق العمل.
4. البنية التحتية.
5. نظام التعليم.
6. التكلفة.
7. البيئة السياسية والأقتصادية,
8. تقارب الثقافات.
9. الإستحقاق القانوني العالمي Global and legal maturity..
10. حقوق الملكية الفكرية والأمان والحماية والخصوصية.
هنا يأتي الجزء الأهم من هذا المقال وهو موقف مصر من هذه العوامل العشرة المذكورة أعلاه.
أولا : اللغة.
نسبة كثيرة من المصريين العاملين بهذا القطاع يتقنون اللغة الأنجليزية ، بل إن لكنة اللغة لدينا أفضل من الهند والصين بكثير ، وأرى ان هذا العامل في صالح مصر إن كان الحديث عن اللغة الأنجليزية. لكن الأمر لايقف عند اللغة الأنجليزية فقط، فأوروبا التي تعد العميل الأكبر لمصر لا يتحدث منهم اللغة الأنجليزية إلا انجلترا ، والباقي لغات متعددة قد تصل الي عشرين لغة. واللغة الأنجليزية ضعيفة جدا لدى هذه الشعوب وهم يعتزون جدا بلغتهم . لذلك فمن المحبذ جدا إذا كان هناك شركة مصرية تتعامل مع المانيا أن تتقن الألمانية وهكذا... لهذا السبب نرى أن المغرب قد استحوذت على جل أعمال هذا القطاع في فرنسا.
ثانيا: الدعم الحكومي. وزارة الأتصالات قامت بجهود كبيرة وانشأت أكثر من منظمة تابعة لها لتحسين صناعة المعلومات بمصر وكان منها ITIDA و SECC وكان من ضمن الجهود التي قامت بها: منح تدريبية للأفراد والشركات وحاضنات إلكترونية ودعم لحضور مؤتمرات عالمية وتمويل إلي غير ذلك ، وانا شخصيا قد استفدت من هذه الخدمات ، لذلك فأنا أرى أن اداء وزارة الأتصالات المصرية مرضي إلي حد كبير ، غير أن الأداء الحكومي لا يقف عند وزارة بعينها بل هو جهد متكامل متضافر ، فوزارة مثل الخارجية ادائها ضعيف متمثلا في الملحق التجاري للسفارات المصرية . لقد رأيت بنفسي الجهد الذي يقوم به الملحق التجاري لسفارة كوريا مثلا ، انه اداء متميز جدا يجب أن نقتدي به. اداء وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ، حدث ولا حرج عن المستوى العلمي بل والنفسي لخريجي الجامعات المصرية...!!! لذلك فهذا العامل تتأرجح فيه الكفة بين أن يكون لصالح مصر أو عليها، إلا ان أغلب الظن انه سيكون عليها، والله أعلى و أعلم !!!...
ثالثا: فريق العمل.
وهو أمر داخلي بكل شركة ، فبالتأكيد حجم مالدى الشركة من عمالة مدربة وخبرات ومهارات تفاوضية سيؤثر جدا في تقييم الشركة ، وهو من العوامل الفيصلية التي قد ترشح شركة أو تستبعدها من العمل.
رابعا: البنية التحتية.
شبكة الطرق والمواصلات غير كافية والمتواجد حالته رديئة والطريق الدائري غير مكتمل ، والبنية التحتية للأتصالات لازالت غير كافية ، والأنترنت يمكن أن يكون أسرع من ذلك ، وأمور كثيرة أخرى.
في رأيي ان هناك اماكن كثيرة في مصر-غير القاهرة- يمكن ان تكون مناطق جاذبة لهذه الصناعة بل ومؤثرة عالميا فيها مثل الأسكندرية والمنصورة وأسيوط . نحتاج لأكثر من قرية ذكية في القاهرة وفي هذه البلاد ، ولا أعني بالقرية الذكية مبان زجاجية وانما اعني برامج تمويل وتشجيع وقوانين استثمار وبنى تحتية بالطبع.
خامسا: نظام التعليم.
حدث ولاحرج ، منظومة مهترئة من أولها لآخرها ، ولعل الخبرات التي اكتسبتها الشركات المصرية والعمالة المصرية في هذا المجال راجعة بنسبة كبيرة لجهود وزارة الأتصالات في هذا القطاع متمثلة في البرامج التدريبية والمنح والتي كان لها أكبر الأثر في تنمية هذه الصناعة. فهذه الجهود نجحت الي حد ما في مداواة بعض مما أمرضه وافسده نظام التعليم الحالي، إلا ان النجاح الكامل لا يتم إلا بتضافر الجهود ومهما بذلت وزارة الأتصالات من جهد فإنها لايمكن أن تحل محل وزارتي التعليم والتعليم العالي. هذا العامل ليس في مصلحة مصر على الأطلاق، صحيح ان خريجي الجامعات لدينا كثر ، إلا ان جودة ومستوى الخريج متدنية جدا.
سادسا: التكلفة.
عامل مهم جدا جدا . تكلفة الأيدي العاملة تلعب دورا محوريا في هذه الصناعة وهذا العامل يصب في مصلحة مصر بالطبع ، لا لشئ إلا لانخفاض مستوى الدخل وكون أكثر من ثلث الشعب المصري تحت خط الفقر.
ولكن هذا العامل ليس وحيدا في قوة التأثير وإلا لما رأينا دولا مثل كندا ونيوزلندا واستراليا يتصدرون القائمة.
سابعا: البيئة السياسية والأقتصادية.
يؤثران بشكل مباشر على الأمان الوظيفي وأمان الشركات ، فتغير قوانين الضرائب والأستثمار بشكل مفاجئ واحيانا بأثر رجعي يضعف من قدرة الأفراد والشركات على الأستثمار بل ويوهن ويضعف من أداء الكثير من الجهات الحكومية الأخرى مثل وزارة الأتصالات مثلا. ومانرى من تخبط رهيب في اداء وزارة المالية يشكل عاملا كبيرا في تراجع أي صناعة مصرية، وأرى ان هذا العامل في غير مصلحة مصر على الأطلاق.
ثامنا: تقارب الثقافات.
والمقصود به تقارب طرق التفاهم، أي أن كلمة أقولها في مصر قد تعني تنفيذ المهمة على الراحة في حين أن العميل قد فهمها أن التنفيذ سيتم بسرعة ، على سبيل المثال I will do my best قد تعني عند ثقافة I will Try في حين ان معناها عند ثقافة أخرى Consider it done . وأعتقد أنه ليس هناك فجوة كبيرة بيننا وبين أوروبا أو الولايات المتحدة في موضوع تقارب الثقافات ، وأرى ان هذا العامل قد يكون في صالح مصر.
تاسعا: الأستحقاق القانوني.
أداء المحاكم وسرعة الفصل في القضايا من العوامل المهمة ، ولاأدري إن كان هذا الأمر لصالح مصر أم عليها ، والعامل الأهم في القضاء بجانب حيادتيه هو سرعة التقاضي، وان تجنبنا الحديث عن الأولى، فالثانية ليست في مصلحته. عموما ليس لدي الخبرة الكافية لتغطية تفاصيل أخرى حول هذا العامل، ربما القراء لديهم شئ !!!!....
عاشرا: حقوق الملكية الفكرية والأمان والخصوصية.
بالتأكيد هذا العامل يخص الشركة وقدرتها على احترام حقوق الملكية الفكرية لعميله واسراره الخاصة إلي غير ذلك.

إذن فقد ناقشنا عشرة اسباب تؤثر بشكل مباشر على تصدير صناعة البرمجيات في مصر ، منها مايخص الشركات والأفراد القائمين عليها، ومنها مايخص الحكومات ، ومنها ما يخص الشعوب. وقد جاءت معظم الأسباب متعلقة بالأداء الحكومي ، لذلك فالأداء الحكومي هو العامل الأكبر في نجاح هذه الصناعة وليس هذا تهرب من مسئولية الشركات تجاه هذه الصناعة ولكنه الواقع الذي يفرض نفسه أو على الأقل كما أراه انا.
مع تمنياتي لمصرنا الحبيبة ولحكومتها بدوام التوفيق والسداد.
Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!