الاثنين، 15 ديسمبر 2014


لدينا قهوة (كوفي شوب)، واحدة بلدي (شعبي) واخرى حديثة (مودرن) ...
الأولى بها ضوضاء وزحمة، وكراسيها متواضعة لكنها تقدم كوبا جيدا من القهوة او الشاي ...
الثانية ... عصرية، هادئة، بها انترنت ويمكنك ان تقابل اصدقائك فيها، وكراسيها مريحة وتقدم كوبا جيدا من القهوة او الشاي.
حين سُأل 100 شخص لم تذهب لهذه القهوة او تلك ... كان ردهم كالآتي:
  • من ذكر القهوة الأولى، قال انها عملية وسريعة وقريبة من مكتبي.
  • من ذكر القهوة الثانية، قال عنها انها مريحة واقابل فيها اصدقائي وتكاد تكون مكتبي الثاني.
هناك ملاحظتين  هامتين على هذه الردود:
  1. لم يذكر احد شيئا عن مذاق القهوة الجيد او الشاي الجيد.
  2. كل تعبيراتهم كان تحتوي ضمير المتكلم وياء الملكية.
هذا مثال يوضح كيف يصنع الناس قراراتهم في شراء منتج ما او خدمة ما. الشئ الذي نلتفت اليه هو انفسنا (نحن). في هذا المثال تحدث الناس عن راحتهم، عن السرعة، العلاقات الإجتماعية، وانهاء العمل.

حين سُأل الناس لماذا يتواصلون مع محتوى معين سواء كان مقروءا او مسموعا او مرئيا. كانت ردودهم كالآتي:
  • تجعلني اكثر ذكاء او معرفة.
  • توفر لي مادة يمكنني الحديث عنها.
  • من صميم اهتماماتي.
  • ظريفة ومفاجئة.
  • ملهمة.
 غير ان هذا المحتوى الملهم الذكي الغني لن يتعرض له الناس ان لم يصل في الوقت المناسب. ماذا ان وصلك المحتوى وانت تقود السيارة او في لقاء عائلي ...الخ.
هل تعلم ان الفيس بوك يقيم حجم التفاعل مع ماتنشره على صفحتك، فإن كان التفاعل كبير مع محتوى ما، نشره على نطاق اوسع. الكثير منا حين ينشأ صفحة على الفيس بوك يسارع الي دعوة الناس لها، وهو امر ضار تسويقيا وليس نافعا. انا شخصيا لدي صفحات بها عدد من المعجبين الذين اريد التخلص منهم ولا اعرف كيف.
قد تظن ان ما تنشره على صفحتك يصل الي كل معجب بها، في حين انه يصل لعدد محدود، فأن تفاعلوا مع هذا المنشور، وصل لعدد اكبر. لذلك من لايتفاعل مع صفحتك قد يساهم في عدم وصول منشورك لمن قد يكون مهتم به، فيضرك. 
لذلك احرص -بقدر المستطاع- الا تجذب لصفحتك الا من قد يكون مهتما بمحتواها.

هل لاحظت مرة انك بعد ان تنتهي من عملية بحث عن منتج ما في موقع امازون، او مواقع اخرى، ثم تدخل على حسابك على الفيس بوك، تجد ان الأعلانات التي تظهر لك، هي نفس المنتجات التي كنت تتصفحها على امازون :)

الكثير منا يستخدم قنوات التسويق المختلفة، ليتحدث من خلالها عن نفسه، عن منتجاته، عن عروضه، في حين العميل يريدك ان تتكلم عنه هو، لا عن نفسك. ليس هناك من ضرر ان تسوق لعروضك، لكن هناك ضرر كبير عليك، ان يكون كل محتواك التسويقي عروض وفقط.
العروض التسويقية لاتبني علاقة دائمة مع العميل، المحتوى النافع الذي يمثل قيمة مضافة للعميل، يصنع علاقة دائمة وايجابية.

هذا هو المقال الأول في مجموعة مقالات تتحدث عن "استراتيجية المحتوى" وهو مفهوم له علاقة بمفهوم "تسويق المحتوى content marketing" غير انها اكثر شمولية وتميز. فهي معنية بجودة المحتوى القادر على جذب متفاعلين معه، وعلى كيفية وصول هذا المحتوى للمتفاعلين في الوقت المناسب والكيفية المناسبة...

0 comments:

إرسال تعليق

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!