كمدير للتسويق ومحتك بشئون العملاء فإنه من احد مهامي هو البحث عن اسواق جديدة
واقتحامها. وفي ظل الأزمة المالية فإن البحث عن بدائل سواء اسواق او منتجات ليس
اختيارا وانما اضطرارا. منذ فترة تزيد على السنة ونحن نحاول اقتحام السوق الأوروبية
والأمريكية للعمل كجهة برمجة بالوكالة outsourcing destination وقد بنينا مجموعة من
العلاقات الجيدة سواء من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات او من خلال
الأتصال المباشر. لم تكن في مجال الـــ outsourcing ولكنها كانت في مجال مشاريع بحثية مشتركة مع شركات اوروبية وباشراف الأتحاد الأوروبي و تمويل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.
اقتحام هذه الأسواق ليس امرا سهلا اطلاقا، خاصة مع وجود
منافسة عنيفة ومنتشرة ومتوغلة من الشركات الهندية والصينية.
مؤخرا بدأ يتبادر الي ذهني السوق الأفريقية مع ظهور ازمة النيل الي السطح.
لن اقيم هنا السياسة الخارجية لمصر وادائها او مقارنتها بالتوغل الأسرائيلي في
دول افريقيا وخاصة دول حوض النيل. ولكن سأكتفي بطرح مجموعة من الأسئلة حول هذا الموضوع الذي طالما اثير، ولانجد ابدا تقدم واضح فيه دون ابداء اسباب.
جدير بالذكر انه في الفترة التي كنت اعمل فيها في مجال الأجهزة الطبية سافر احد
زملائي لتركيب جهاز في جنوب السودان. وقد حكى لي انه وصل لهذا المكان بعد ركوب
طائرة حربية لمدة ساعة ثم بعد ذلك توغل بسيارة في الأحراش مسافة يوم كامل. ذكر لي
انه مر بمجموعة أكواخ كان يطل منها صينين . !!!!!.
التجربة ايضا الجديرة بالذكر هي التجربة الرائدة للدكتور احمد بهجت في افتتاح
قنوات فضائية في اثيوبيا تبث برامجها بلغتهم المحلية، وكان اولى بالتليفزيون المصري
والجهاز الأعلامي المصري ان يبادر بهذه التجربة.
ما اود اثارته هنا هو لماذا لا تقوم السفارات والقنصليات المصرية والحكومة
المصرية بفتح مكاتب تمثيل تجارية في البلاد ذات العمق والبعد الأستراتيجي لمصر
ولماذا لا تقوم هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بدعم الشركات للسفر الي هذه
البلاد بل وتمويل المؤتمرات المشتركة بيننا ، والأكثر من ذلك تمويل مشروعات بنى
تحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات بإيدي ومنتجات مصرية. اكاد اجزم ان مبادرة كهذه
ستكون اكثر ربحية وفعالية عن محاولات عقد الشراكات مع دول اوروبا فضلا عن البعد
السياسي لها. هذا لا يعني مطلقا اهمال العمل المشترك مع دول الأتحاد الأوروبي ولكن
يجب ان يكون تركيزنا الأكبر على دول افريقيا وحوض النيل على وجه التحديد.
ارتباطنا بتلك الدول ارتباط مصائر، والتواصل متواجد بطبيعة الحال بسبب المؤتمرات السنوية لدول حوض النيل. لماذا لا يكون على جدول تلك المؤتمرات، منتديات وورش عمل لتعزيز التعاون في مجالات اخرى.
اعتقد انه يمكن تقسيم الأماكن ذات البعد الأستراتيجي لمصر كالآتي:
اولا : دول حوض النيل ، واهميتها تكمن في المصالح المائية المشتركة والتي تسعى
اسرائيل لإفسادها. وهي اثيوبيا وكينيا وتنزانيا واوغندا ورواندا وبالطبع السودان
كدولة مصب.
ثانيا: جيبوتي واليمن واريتريا بوابتي قناة السويس حيث يتحكمان في مضيق باب المندب ، مع
العلم ان جيبوتي عضو في الجامعة العربية.
ثالثا: دول الخليج العربي والدول العربية بصفة عامة.
رابعا: دول افريقيا الأخرى.
من حين لآخر وخاصة مع وجود رئيس جديد لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، تطفوا على السطح هذه القضية، وتنشأ مبادرة، ومن ثم لا يكون هناك اي نتيجة، ويموت الكلام عن المبادرة. في ظني هذا اما يرجع لضعف كفاءة الهيئة في ادارة تحدي كبير مثل هذا، في حين ان الأمر اسهل بكثير مع دول اوروبا، او بسبب ضعف التمثيل السياسي والدبلوماسي، وهو امر ملموس بطبيعة الحال ولايحتاج الي تخمين !!!
متى سنجد اجابات، او متى سنجد رجال ذوي عزم وبأس قادرين على تحريك ذا الماء الراكد.
0 comments:
إرسال تعليق