السبت، 17 مارس 2012

الزعيم المصري القادم سيواجه تحديات غير اعتيادية، لذلك يجب ان يتحلى هو الآخر بصفات وسمات غير اعتيادية، على الأقل في الفترة الرئاسية القادمة. اهم هذه السمات في رأيي هي الدهاء والمكر السياسي .... لماذا ؟
في تصوري ارى ان القوى المؤثرة على منصب رئيس الجمهورية القادم ستكون كالآتي:
اولا: الجهاز الحكومي:
حيث يتجذر الفساد ويتأصل بشكل يجعل من المستحيل على اي رئيس ان ينفذ اي برنامج انتخابي او حتى مشروع اصلاحي. لذلك لست ارى ابدا ان اختيار الرئيس يجب ان يكون مبنيا على برنامجه الإنتخابي، وحتى الآن لم اقرأ اي برنامج انتخابي ولن اقرأ.
اضف الي كل ذلك سلطة قضائية غير مستقلة وسلطة تشريعية تشوبها الشوائب.
الجهاز الحكومي لا يشكو فقط من فساد وانما ايضا من بيروقراطية وعمالة غير مدربة وغير متخصصة.
كيف سيتعامل الرئيس مع كل هذه الأمراض المتجذرة والمتأصلة في الجهاز الحكومي وفي عقول ونفوس العاملين فيه.
ثانيا: المجلس العسكري.
المجلس العسكري او الحكم العسكري يحكم مصر منذ ثورة يوليو ويورث الحكم في ابناءه وسيكون من الصعب جدا ان يترك السلطة عن طيب خاطر، حتى لو فعل ذلك صوريا بعد انتخاب الرئيس.
تركيا في عهد اردوغان على مدار 7 سنوات تعرضت لثلاث محاولات انقلاب عسكري، ولو لم يكن ردوغان داهية ما كان استطاع ان يستمر في السلطة.
الرئيس المصري سيكون مطلوبا منه ان يلاعب المجلس العسكري والا سنرى محاولة انقلاب في اقل من سنة من تولي الرئيس منصبه.
واعتقد ان الرئيس سيكون بين احد المواقف الآتية:
  • رئيس تابع للجيش، يأتمر بأمرهم، يتستر عليهم، يوفر لهم الخروج الآمن، ولايصطدم بهم ابدا.
  • رئيس يصطدم بالجيش ويرفض تبعيته لهم، وفي هذه الحالة اعتقد انه سيتعرض لمحاولات انقلاب عسكري.
  • او يكون الرئيس مثل اردوغان من الدهاء بمكان بحيث يتعامل مع هذه السلطة ويلزمهم حدهم واختصاصاتهم.
غير انه من المطئمن ان نظام مبارك كان دائما ما يرقي القيادات والخبرات الضعيفة وينحي كل قوي خبير. لذلك لا اعتقد ان من بين الموجودين في المنظومة العسكرية من لديه قدر كاف من الدهاءيجعل منهم تهديد كبير، وليس ادل على ذلك من ادائهم الإداري الضعيف والإعلامي الهزيل خلال الفترة الإنتقالية.

الجبهة الخارجية:
وهم كثر
  • الدول العربية وتحديدا دول الخليج التي تخشى من ريادة مصر للمنطقة وتخشى اكثر من تصدير تجربة الثورة لبلادهم.
  • اسرائيل بالطبع غني عن التعريف.
  • امريكا ايضا غنية عن التعريف.
اخير الشعب:
وهي الجبهة التي يتلاعب بها جميع الجبهات. الرئيس سيكون من دوره ان يوعي الشعب والا يسمح للفتن او الإشاعات ان تقوده والا يسمح لأي جبهة من هذه الجبهات ان تحركه. لذلك سيتوجب ان يكون له قدر من المصداقية لدى شعبه وان يخاطبهم كثيرا وان يتحلى بالكاريزما الكافية لقيادتهم.

لذلك ففي هذا الإطار لست ارى ايا من المرشحين  لديه الكفاءة الكافية والدهاء اللازم للتعامل مع هذه الجبهات بنجاح.
لك الله يا مصر.

Categories:

هناك 5 تعليقات:

  1. I totally agree.... but shall we do to have the required president for Egypt

    ردحذف
  2. 1- أتفق معك تماماً فيما يخص المجلس العسكري، والجبهه الخارجيه.
    2- بالنسبه للجهاز الحكومي، معك حق، ولكن اصلاحه أسهل شويه من الأثنين التانيين، ده لو فرضنا وجود شوية ضمير،يليهم شوية تعب وصرامه
    3- الشعب بقه مقسوم اثنين، القوى السياسيه (ودي ينتبق عليها كلامك)، وعامة الشعب (ودول بقى فئه منهكه تماماً ومعندهمش مانع فأي حاجه حتى لو حسني رجع)

    أخيرا كلامك عموماً سليم لكن هو ده قضاء الله، انك بدل متختار الرئيس الصالح، تحاول تختار أقلهم ضرراً

    ردحذف
  3. أولا اود ان اشكرك على هذا الطرح المتيز,,, وتعليقي
    اتفق مع المقال، واختلف مع نقطة واحدة فقط وهي انه غير موجود،
    فظاهريا هو بالفعل غير موجود، ولكن اذا كان هذا الرئيس بهذه المواصفات، فمن الصعب الحكم عليه الا بعد فتره حكمه، وليس الان
    لان من بهذه المواصفات هو شخص يستطيع ان يخدع الجميع ويتلكم عنه انجازاته في النهاية، مثل اردوغان الذي تكلمت انجازاته بعد 6 او 7 سنوات من الحكم
    ايضا السادات، كان دائما يترجم كمهادن لاسرائيل وكرئيس ضعيف، حتى ظهر فجأة بنصر اكتوبر، ولا يزال الجميع حتى الان مابين مؤيد له وكاره
    ولن تستطيع ان تعرف ماذا كان يخطط في المستقبل، لان الجميع قرأ انه ليس رجل حرب، واتى باقوى نصر في العصر الحديث

    ردحذف
    الردود
    1. معاك حق في موضوع اردوغان والسادات. وللعلم اردوغان كان لاعب كرة قدم ومع ذلك ابهرنا كلنا من الناحية السياسية والإدارية.
      ربنا يكتب لنا الخير.

      حذف

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!