‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواجهة عملاء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواجهة عملاء. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 25 فبراير 2016


في مشاريع البرمجيات وخصوصا مع الحكومات ... تكون مرحلة توطين الموظفين على البرنامج Onboarding هي اصعب مرحلة. وحين نذكر التوطين فنحن حتما لا نعني التدريب وانما نعني التفعيل والأستخدام ومداومة الأستخدام ومن ثم تحقيق الأستفادة المرجوة.
تكمن المشكلة في التوطين في مفهوم "مقاومة التغيير" وهو امر فطري لدى الأنسان بصفة عامة ... رفض كل ماهو جديد! ... هذا من ناحية، من ناحية اخرى ستجد البعض يقاومك لأن الموضوع يتعارض مع مصالحه الشخصية.

لذلك عند التعاقد على مشروع برمجي مع احد الجهات ، ستجد ان العاملين او المستفيدين من هذا البرنامج سينقسمون الي 6 انواع. يكمن دور مدير المشروع في التعامل مع المستفيدين من المشروع  وتطوير اليات واستراتيجيات للتعامل مع كل نوع ليتحقق نجاح المشروع. مبدئيا يجب ان تكون الأدارة العليا نفسها مقتنعة بالنظام وبجدواه وبينكم قدر كبير من الثقة المتبادلة، ولها القدرة على مساعدتك في اتخاذ قرارات قد تكون جريئة احيانا لتوطين البرنامج وتذليل العقبات، والتعامل مع الشخصيات المقاومة.

وتأتي انماط العاملين على 6 انواع كما يلي:
  1. المؤيد والداعم . وهذا الشخص هو واحد من اثنين ... 
    1. اما شخص مرن وذكي ولديه الرغبة في التجديد ... وهذا الشخص هو كنز لك وعليك ان تتخذه مساعدا لك وموجها لك في عملية توطين النظام داخل المكان وفهم شخصيات الناس ومفاتيح التعامل معهم
    2. او شخص له مصلحة شخصية في النظام الجديد ... وفي هذه الحالة عليك ان تدرك مصلحته جيدا وتؤكد دائما ان مصلحته لن تتعارض مع النظام والا انقلب للضد تماما
  2. مؤيد لكن غير داعم ... هذا شخص مقتنع بالوضع الجديد لكن محتفظ برأيه لنفسه ، ولايريد الدخول في اي صراعات او حتى نقاشات في هذا الأمر. ايجابي الرأي لكنه سلبي الفعل .حاول ان تتعرف على هذا الشخص. لكن حذار ان تضغط عليه في ان يتخذ موقفا ايجابيا والا خسرته. فقط تأكد دائما انه في صفك دائما ولو من خلف الستار.
  3. ليس له اي انحيازات ولاقناعات... هذا الشخص سلبي حتى على مستوى الرأي وهذا النوع ستجده هو الآخر على حالين
    1. شخص ليس له انحيازات لكنه يفضل ان يكون في صف القوي وان ينحاز له. ودا امره سهل ... حيث يمكن تحويله الي مؤيد غير داعم عن طريق اقناعه ان الوضع الجديد له شوكة وتأييد من ادارة الشركة وان الوضع الجديد سيفرض نفسه قريبا شاء من شاء وابى من ابى
    2. شخص ليس له اي انحيازات بالمطلق ... دعه في حاله فلا شئ يرتجى منه في رأيي.
  4. غير مؤيد لكن غير محارب للفكرة ... وهذا تحتاج الي دراسة قناعاته لمعرفة سبب عدم تأييده وهل هي اسباب وقناعات موضوعية ام عن اهواء وانحيازات وتعارض مصالح. احيانا يكون هذا النوع من الشخصيات مستتر ولايظهر عدم التأييد ويحاربك في صمت. هذا النوع هو حتما شخص صاحب مصلحة وهوى ما.
  5. غيرمؤيد ولكنه محارب للفكرة. ... اهم مايميز هذا الشخص انه واضح في عدم تأييده وفي محاربته لعملك . عليك ايضا ان تتبين اسبابه ودوافعه وتتعامل بالشكل الذي يناسبها. 
بصفة عامة لابد ان تدرك ان لن تستطيع ان تجتذب رضا وتاييد الناس كلها ، فذاك امر فطري وطبيعي في كل مكان وكل مجال وكل مشروع.
لابد ان يكون لك العديد من التكتيكات للتعامل مع الشخصيات المختلفة في المشروع ووفقا لميزانية ووقت المشروع.
هذه التكتيكات تتفاوت بين التدريب الجماعي والتدريب الشخصي والمناقشات الفردية مع الأفراد، اقناع الأدارة باتخاذ بعض الجزاءات في حدود ضيقة للموظفين المقاومين للتعاون، وحوافز للموظفين المتعاونين وأصحاب الأنجازات. مسابقات بين الموظفين.
المناقشات الفردية او الجماعية في مكاتب الموظفين لها اثر كبير في تليين افكار الموظفين المعارضين (عن تجربة)
تكرار التدريب مرارا وتكرارا امر اخر مهم.
الأهم من ذلك كله هو ان تكون حاصلا على ثقة الأدارة ودعمها وتخبرها دائما بالتطورات

تذكر
 يجب ان تكون الأدارة العليا نفسها مقتنعة بالنظام وبجدواه وبينكم قدر كبير من الثقة المتبادلة حتى تتمكن فعلا من تطبيق استراتيجيات التوطين

اقرأ ايضا:

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015


كثير من الشركات الصغيرة في مجال البرمجيات تبدأ شركاتها بالاعتماد على المشاريع المحروقة ! خصوصا تلك التي لا تقوم على فكرة منتج جديد.

مبدئيا المشاريع المحروقة هي:

  • مشاريع فشلت قبل ذلك، ولم يقم اصحاب المشروع (العميل)  بتحليل اسباب الفشل وطرح المشروع بشكل جدي مرة اخرى، وانما بحث عن شركة تنفذ المشروع بتكاليف اقل
  • مشروع مطروح دون دراسة تحليلية كافية (اغلب المشاربع في مصر على هذا النحو سواء الحكومة او القطاع الخاص)، ومعتمد بشكل اساسي على ترسية المشروع على صاحب اقل سعر
بناء على تلك المعطيات، تأتي شركات ناشئة لتجد ضالتها في تلك المشاريع. الشركة الناشئة هنا غالبا ما تبدأ من خلال شاب او مجموعة من الشباب المتحمس، ليس لديه فكرة عن كيفية تسعير مشاريع البرمجيات، وليس لديه علم كافي بأسس هندسة البرمجيات وكيفية ادارة مشاريع البرمجيات !
بالطبع الشركة الناشئة عادة ما تسعر مشروع بقيمة لاتزيد عن 50% من قيمته الحقيقة، بل احيانا تصل الي 10% من قيمته.
في الأغلب الشركة تفشل في هذه المشاريع، في احسن الأحوال تقوم بنجاح محدود جدا ... قد تنجح لاحقا في اقناع العميل في الأستثمار في المشروع مرة اخرى وقد تكتفي بهذا النجاح المحدود.

عدد لابأس به من الشركات الناشئة قد تحقق تقدما ويزداد حجمها بالأعتماد على هذه النوعية من المشاريع ... لابأس في ذلك ولاتكمن المشكلة هنا تحديدا ... المشكلة تكمن في ان كثيرا من اصحاب تلك الشركات لا يدركون انهم يتعاملون مع مشاريع محروقة .. فيدخلون في دوامة من الخلافات الأدارية. المبيعات يتهمون الأدارة الفنية بعدم قدرتهم على تنفيذ المشاريع وفقا لشروط التعاقد. والأدارة الفنية لاتعلم تحديدا اين الخطأ !!! 
و في العادة تقوم الأدارة الفنية بانتهاج اساليب البرمجة المرنة ظنا منها ان المشكلة تكمن في طريقة بناء المشروع.

لامانع ابدا ان تبدأ شركات ناشئة بمشاريع محروقة ، حيث تكون تكاليفها الأدارية والغير مباشرة صغيرة ومرتباتها ايضا صغيرة. المشكلة ان تفعل ذلك وهي لاتعلم.
من المهم للشركة ان تدرك انها تستهدف تلك النوعية من المشاريع وان تضع سياسة لإدارتها. تلك المشاريع تحتاج مهارات تفاوضية وادارة مشاريع كبيرة. ايضا من المهم ان تدرك متى ستتوقف عن التعامل مع تلك المشاريع، وهو التحدي الأكبر !

فتلك الشركات عادة ما تعتاد استراتيجية البيع التي انتهجتها مع المشاريع المحروقة، ويصعب عليها تعلم غيرها!. 
الأنتقال من نموذج الشركات الصغيرة الي الشركات المتوسطة هو ليس تغير في حجم الشركة او عدد مشاريعها او مبيعاتها فقط، انما في استراتيجياتها ايضا، واحد اهم هذه الأستراتيجيات هو الية للتعامل مع المشاريع المحروقة بوعي وادراك كامل لطبيعتها.

اذا فشلت الشركة في استيعاب هذا الدرس وتغيير استراتيجيتها، ففي احسن الأحوال ستظل تتذبذب ذهابا وايابا بين كونها شركة صغيرة ومتوسطة. اي انها ستبدأ صغيرة ثم تبدأ في التوسع، ثم تفشل في ادارة نفسها مع معطياتها الجديدة، فتتحول لصغيرة مرة اخرى، ثم تبدأ في النمو .... وهكذا 



انصح ايضا بقراءة 




الاثنين، 8 يونيو 2015


هذه التدوينة معنية بالمبادرة الأخيرة لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) في مصر والتي تهدف لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية لدعم الثقة في منتجات الشركات المصرية...

فكرة المبادرة (ان يتم دعم مشاريع حكومية لصالح الشركات الصغيرة) هي مبادرة اكثر من رائعة، كنت اتمنى ان اراها منذ زمن. فطالما تحدثت في لقاءات الهيئة منذ 2007 وحتى وقت قريب عن اهمية ثقة الحكومة في البرمجيات المصرية.
مبادرة دعم الشركات بدأت في 2011 ولم يطرأ عليها اي تطوير يذكر الا هذه المرة.

اتوقع وبشدة ان تكون نسبة نجاح هذا المشروع ضعيفة جدا، لكنها في النهاية خطوة لابد منها. فاول خطوات دعم صناعة البرمجيات في مصر، هو دعم ثقة الجهات الحكومية في المنتج البرمجي المصري. وهذه المبادرة خطوة مهمة جدا في هذا الطريق الصعب والشاق والطويل ...جدا ....
اما عن توقعاتي بنسب النجاح الضئيلة فمرجعها للآتي:
1- قلة خبرة الشركات الصغيرة والمتوسطة في التعامل مع الجهات الحكومية.
2- البيروقراطية والفساد الرهيب -والمتزايد للأسف- في الحكومات المصرية.
3- خبرات الهيئة في ادراة المشاريع ضعيفة، وعادة ما تلجأ لعدم تكرار المبادرات التي سببت لها المشاكل.

السبب الأول والثاني مرتبطان ببعضهما الي حد كبير جدا... فالشركات الصغيرة لازالت ضعيفة الخبرة في كيفية التعامل مع البيروقراطية المصرية والفساد الكائن والمتجذر فيها ... فالأمور في الحكومة بصفة عامة لاتمش بالمنطق وانما ببعض الحيلة والألتفاف، وربما الأستجابة لبعض الأبتزازات في احيان كثيرة. خصوصا اذا تدخلت اقسام مثل المشتريات او المخازن.
نأمل ان الشكل الأستثنائي للتعاقد يجعل الأمور اسهل -ان شاء الله.

المشروع الذي يتكلف مبلغا من المال والجهد مع عميل غير حكومي، قد يتكلف الضعف او اكثر مع العميل الحكومي، بسبب تعقيد اجراءات الأستلام وطولها فضلا عن الفساد وغياب الكفاءات المهنية في اغلب الحالات (حتى مع كون المشروع مجاني بالنسبة للجهة الحكومية). ان كانت شركات البرمجيات تواجه مشكلة الخوف من التغيير ومقاومته في مشاريع البرمجة مع الجهات الحكومية، فأن هذه المقاومة تكون اشد و اعنف مرات عديدة في القطاع الحكومي لنفس الأسباب المذكورة اعلاه (بسبب تعقيد اجراءات الأستلام وطولها فضلا عن الفساد وغياب الكفاءات المهنية في اغلب الحالات) هذا بالأضافة الي ان الجهات الحكومية تعاني غياب التواصل بين القيادات والأستشاريين من جهة والموظفين من جهة اخرى... هناك فجوات كبيرة بين الشرائح الأدارية المختلفة في الجهاز الحكومي.
على الشركات اخذ احتياطاتها بهذا الشأن وعلى الهيئة ان تراعي هذا في التقديرات المالية للمشاريع

توصيات للهيئة:
  • المشروع سيواجه تحديات حتما ، كل المشاريع في الدنيا كذلك ...
  • العميل الحكومي بصفة عامة في كل الدنيا يتسم بالبيروقراطية، وفي احيان كثيرة بالفساد، وهذا امر بديهي
  • الشركات الصغيرة -غالبا- ليس لديها خبرات في التعامل مع هذه التحديات، الأمر الذي قد يصعب عليها المهمة، ويجعلها غير قادرة على انهاء المشروع بنجاح. نرجو من الهيئة استيعاب ذلك ، اذ نخشى ان تأتي المبادرة بنتيجة عكسية في اول تجربة لها، فتضر بالشركات بدل ان تعينها.
  • الهيئة الآن لديها احتياجات قطاع عريض من الجهات الحكومية، اعتقد ان هذه البيانات لو تم تجميعها وتصنيفها بشكل او بأخر واجراء احصائيات عليها سترسم خريطة لاحتياجات الميكنة في مصر، ويمكنها ان تكون بمثابة مدخلات لخطط استراتجية في رئاسة مجلس الوزراء
  • الهيئة اصبح لديها ايضا مايشبة الخريطة بمدى ملائمة منتجات الشركات المصرية لاحتياجات الحكومة المصرية.
  • مهما كانت نسبة النجاخ ضئيلة فلا يمكن في نظري الحكم على المشروع من اول دورة، وانما لابد ان يكون هناك مدير مشروع كفئ قادر على توثيق الدروس المستفادة والتواصل الدائم ...  قد تحدثت مسبقا عن كون الهيئة تعمل غالبا في منطقة الراحة.

اتمنى ان يتم انشاء وحدة عمل داخل الهيئة من شأنها دعم تطبيق مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة داخل الجهات الحكومية، وربما يكون ذلك بالتسيق مع التنمية الأدارية.
 الوزارة دائما وابدا كانت تسعى لتنمية صناعة التعهيد في محاولة منها لجعل هذه الصناعة احد مصادر الدخل القومي ... لكن -في نظري- هذا لن يتم قبل ان يتم توطين الصناعة في مصر اولا وذلك بأن تثق الحكومة نفسها منتجاتها الوطنية.

اخيرا ومرة اخرى لكل العاملين في المبادرة، والذين قاموا بمجهودات كبيرة في التنسيق بين الجهات الحكومية والشركات، توقعوا نسب نجاح ضئيلة، ولاتجعلوا هذا عامل احباط، لكن هذه الخطوة الأولى في مشروع كان لزاما ان يبدا منذ ان انشأت الهيئة.
توقع الأسوأ يعين على تقبله والعمل على التحسينات.

بالتوفيق للجميع


مقالات ذات صلة:

ازمة قطاع البرمجيات في مصر، وملاحظات حول اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)

ملاحظات حول اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) - مبادرة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة

الثلاثاء، 20 يناير 2015


هذا هو الدرس الأول في دورة احتراف الأسكرم (سكروم)...
وقبل ان ندخل لنتعمق في ماهية  الأسكرم (سكروم)  كأطار عمل وكيف يعمل، من المهم ان نعلم الحاجة التي دعتنا للجوء اليه.
اي اختراع او تطوير حدث في اي شئ لابد ان كان خلفه حاجة نشأت عن مشكلة ... فما هي المشاكل التي تواجه المشاريع البرمجية.

الواقع الذي لا يمكن انكاره هو ان نسب النجاح في المشاريع البرمجية والتي تعمل بنموذج الشلال waterfall model ضعيفة جدا، وفي احسن الأحوال فأن المشروع قد ينجح في تحقيق اهدافه، ولكن بعد ان خرج عن الوقت المحدد له والميزانية المرصودة!!

في اطار محاولاتنا لتشخيص المشكلة ... دعونا نتذكر الشكاوي التي نسمعها حين نقوم بتسليم المشروع للعميل:
  1. النظام لا يلبي احتياجاتنا: وهي شكوى تعكس مشكلة في الأحتياجات Requirements سواء كانت في طريقة جمعها او توثيقها او توصيلها للعميل والتأكد من كونه مستوعبا لها على الوجه الصحيح الكامل.
  2. المشروع تأخر وتجاوز الميزانية: وهي شكوى تعكس مشكلة في الأدارة. ادارة توقعات العميل فيما يخص خواص النظام او ميعاد تسليمه، او شكل تسليمه او ميزانيته، ادارة مواردك الفنية والأدارية، ...الخ.
  3. المشروع مختلف تماما عما توقعته ان يكون: وهي شكوى تعكس مشكلة في التواصل مع العميل والتاكد من فهمه الصحيح لوثيقة الأحتياجات.
  4. النظام غير مرن وصعب في الأستخدام: مشكلة في قابلية الأستخدام Usability.
  5. لايمكننا العمل على النظام بشكل جيد داخل بيئة عملنا: وهي شكوى تعكس مشكلة في طريقة تريب البرنامج Deployment او في ثقافة المكان، او في التدريب.
  6. النظام ملئ بالمشاكل Buggy: مشكلة في الكود او في توثيق الكود او في معمارية النظام Architecture .
من ناحية اخرى فهناك مشاكل نواجهها دخل فريق العمل، فكثيرا ما نسمع الآتي:
  1.  لم نستوعب بشكل كافي المطلوب منا، ولم نفهم بشكل كافي منطق النظام Business logic ، ولم يكن لنا صلاحية على وثيقة الآحتياجات.
  2. لم نستطع جمع معلومات كافية تمكننا من بناء النظام.
  3. لم يكن هناك تواصل مع فرق العمل الآخرى، ولم نكن نعلم كيف سيؤثر عملهم على عملنا.

شاهدوا المحاضرة وشاركونا خبراتكم...
وفيما يلي بعض خبراتنا السابقة في بعض المشاريع البرمجية.

الخميس، 1 يناير 2015


ان كانت مهمة ادارة المشاريع صعبة، فهي -بلا شك- اكثر صعوبة في مجال البرمجيات، بل هي استثنائية جدا في هذا المجال. في هذا المجال يسعى فريق العمل البرمجي لتحليل وضع ما غير منظم، واستشفاف رؤية العميل والصورة الذهنية التي لديه في التعامل مع هذا الوضع للخروج ببعض المتطلبات التي يمكن برمجتها ليخرج علينا في النهاية منتج يعبر عن هذه الصورة الذهنية ويحل المشكلة !!!

اي اننا نتعامل مع صورة ذهنية لدى العميل، نحاول توثيقها قدر المستطاع، ونحاول ان نوفر لها حل باستخدام ادوات برمجية دائمة التطور، وفي النهاية سيتم انزال هذا النظام على بيئة عمل من انظمة تشغيل مختلفة وقواعد بيانات مختلفة، وقد يتكامل هذا النظام مع انظمة اخرى مختلفة. كما نرى فهي كلها عوامل دائمة التغير (صورة ذهنية، اداوت حل تتطور باستمرار، بيئة عمل معقدة ومتشابكة)، ورغم كل هذه التحديات يظل المشروع ثابت الميزانية و محدد الوقت !!!

هذا الفيديو ناقش بعض هذه المشاكل وقدم بعض الرؤى في كيفية التعامل معها، سنحاول هنا توثيقها والتعليق عليها، ونتمنى من القارئ ان يشاركنا تجربته وخبراته في كيفية التعامل مع هذه الأمور.

بدأت المشاكل بأن:

1- متطلبات العميل غير واضحة...

وهذا ما يحدث دائما او على الأقل في اغلب الأحوال. العميل لديه مشكلة ما، لكنه ليس بالضرورة يعرف الحل، وبالتبعية فليس بالضرورة ان الحل الذي ستقدمه انت سيكون الحل الناجز الوافي. ايضا في كثير من الأحيان يكون العميل غير قادر على تشخيص مشكلته، يشكو من اعراض معينة لكنه لا يعرف اسبابها على وجه التحديد. يشكو مثلا من اخطاء كبيرة في الحسابات اخر العام، في حين ان المشكلة ليست في الحسابات وانما في المخازن مثلا وهي التي تسبب مشكلة في الحسابات !!
وهذا امر لا يدركه الا الخبراء :)
تجتمع انت والعميل ليحكي لك عن مشاكله محاولا نقل الصورة الذهنية التي لديه اليك، وانت تحاول جاهدا انت تستنبط هذه الصورة وتجعلها بقدر الأمكان اقرب ما تكون لما هي عند العميل !!!
ولأن العميل ليس لديه صورة واضحة عن متطلباته، ولأنك بدورك تحاول بشكل كبير ان تنقل هذه الصورة اليك، وهو امر مستحيل ان يتم بشكل كامل، فسيحدث حتما تغيير في المتطلبات اثناء العمل ... وهي المشكلة الثانية

2- التغيير الدائم في المتطلبات ...

هناك مقولة " ان افضل عملية توثيق لمتطلبات العميل لن تتجاوز في احسن الأحوال نسبة 80% من احتياج العميل الحقيقي"
الم نذكر ان العميل نفسه ليس لديه صورة واضحة ... اذن فهذا يحتمل نسبية كبيرة من المحاولة والخطأ. ونسبة الخطأ هنا هي في احسن الأحوال لن تقل عن 20% :)
الأمر الذي يجعل محاولات تصويب المسار او تصحيح الخطأ تتم اثناء عمليات البرمجة، فيحدث التغيير الدائم. لذلك من المهم ان نعترف ان التغيير في المتطلبات سيحدث، ومحاولة تحدي ذلك او عدم التعامل معه على انه حقيقة والتعامل معه بشكل صحيح، سيؤدي حتما الي فشل المشروع.

3- المشروع استنزف وقتا طويلا وخرج عن الميزانية ...

اليس هذا نتيجة حتمية ومنطقية لما ذكرناه في الأعلى!. التغيير الدائم في المتطلبات، سيؤدي حتما لجهد اضافي يتطلب لوقت اضافي وموارد اضافية وميزانية اضافية. الذي قد يؤدي الي ضجر العميل من المشروع ومن الفريق القائم عليه فيوقف العمل فيه ويلغيه... الم يحدث هذا كثيرا معنا ...
في احصائية اجريت سنة 95، وجدوا ان نسبة نجاح المشاريع البرمجية التي لاتنتهج منهجا مرنا Agile في اداراتها لا تتجاوز 31% !!!

4- لايوجد وقت لعمليات الأختبار ...

اذا وصل المشروع للمشاكل التي ذكرناها في الأعلى، فحتما سيأتي هذا على حساب فترة اختبار المشروع. الفريق المنفذ سيسعى جاهدا ان يسلم المشروع في ميعاده حتى يحصل على مستحقاته، ولأن الفريق قد اجبر مضطرا الي تنفيذ حزمة من المتطلبات الأضافية خارج التعاقد، فسيضحي بجزء كبير من وقت الأختبار، فيتسلم العميل نظاما غير كفئ !!!

5- وقت كثير يستهلك فيما لاينفع

دراسة اكاديمية اجريت سنة 2003 ذكرت الآتي:
" 53% من المتطلبات في المشروع يتم الغائها، حيث يكتشف انها غير ذات قيمة حقيقية في المشروع، او الوضع الراهن نفسه قد تغير"
"64% من المتطلبات التي يتم بنائها لا تستخدم، وفي احسن الأحوال تستخدم مرة كل سنة مثلا"
كان لدي تجربة شخصية مع برنامج لأحد الجامعات. في هذا البرنامج تم بناء اكثر من 120 تقرير وفقا لاحتياجاتهم، وبعد الأنتهاء منها واثناء مراقبتنا لسير العمل وكفاءة النظام، وجدنا ان اقل من 10 تقارير هي التي تسخدم بشكل دوري، واكثر من 50 تقرير لم يستخدموا على مدار اكثر من 6 سنوات :)

الحل
مبدئيا ليس هناك مايمكن ان نسميه حلا ناجزا، فهي ليست مسألة رياضية لها حل ثابت، وانما هي تفاعل انساني يحتمل الكثير من الحلول... لذلك العديد من الأطر المرنة Agile frameworks هي فقط اطر وليست منهج اداري محدد، هي اطر ترسم لك بعض الأخطاء التي لا يجب ان تقع فيها، وتنصحك بعض النصائح والتوصيات الأخرى، ثم تترك لك الحرية في التصرف وفقا لخبرتك ووفقا للموقف.
ما سأعرضه هنا هو بعض ممارسات من واقع خبرتي الشخصية في الموضوع...

1- قبل التعاقد قم بتوثيق الرؤية والأهداف وليس المتطلبات...

قلنا انه يجب ان نتقبل فكرة ان المتطلبات ستتغير مع الوقت وانه لايجب ان نقاوم المبدأ نفسه. لذلك انصح الا يتم توثيق المتطلبات البرمجية بشكلها التفصيلي قبل التعاقد، اي لا نوثق خصائص النظام system features ،  وانما نكتفي بتوثيق الرؤية المرجوة من هذا العمل، واهدافه، وسيناريو الحوار. وبعد ذلك فأي متطلب داخل اطار هذه الرؤية وتلك الأهداف الدقيقة المحددة فهو متطلب مقبول. واي متطلب خارجها، فهو خارج اطار التعاقد.
اي اننا سنكتب وثيقة من شأنها ان تضع اطارا للمشروع، كل ما يمكن ان يوصف بأنه داخل هذا الأطار فهو مقبول، وكل ما يمكن ان يوصف بأنه خارج هذا الأطار فهو مرفوض.
الذين لم يستخدموا هذا الأسلوب من قبل او لم يستخدموا "سيناريو الحوار" قد يستغربوه او يظنوا انه كلام عام، وهو ليس كذلك
- اعرف المزيد عن سيناريو الحوار من خلال هذا المقال "دور الدراما والرواية في كتابة متطلبات العميل"

2- بعد التعاقد، قم بزيادة وعي العميل...

لا يوجد مشروع -ايا كانت طبيعته- لايواجه تحديات ومشاكل. لذلك من المفيد ان تقوم بعمل ورش عمل ومحاضرات لتوعية العميل عن طبيعة المشاريع البرمجية. حاول الا تخيفه بذكر نسب فشل المشاريع :) ... لكن ارفع وعيه بالشكل الذي يضمن لك ارضية تفاهم وتفاوض في حالات المشاكل. هذه تكتسب بالخبرة ومع الوقت.

3- التفاوض حول المتطلبات ...


لابد ان يكون كل قرار حول اي متطلب نابع بعد عرضه على مثلث الموائمات. قد تكون بعض متطلبات العميل ضمن الأطار المتفق عليه، لكنه يريد اخراجها بشكل اكثر رفاهية مما سيستغرق وقتا اضافيا في تطويرها. لابد ان يكون هذا ضمن موائمة ما، الغاء متطلب اخر، زيادة زمن، او زيادة في الميزانية. من المهم ان نمنع العميل من تشتيت نفسه في الأمور الجانبية، وحثه على التركيز معنا على اهداف المشروع، والخروج بها اولا. لابد من الأجتماع المتواصل معه لترتيب اولويات التنفيذ وعرض المنجزات اول بأول







تنويه...
نموذج الرؤية المذكور في الأعلى مأخوذ من Microsoft solution framework ويمكنك الوصول لكل النماذج الخاصة به على هذا الرابط ، وقد وضعته عندي بهذا الشكل حتى اسهل على القارئ الوصول للملف بشكل سريع دون البحث عن النموذج نفسه وسط كل نماذج اطار عمل مايكروسوفت. 

روابط ذات صلة:

سلسلة صوتية عن ادارة المشاريع بمنهج اسكرم باللغة العربية.

مجموعة فيديوهات عن سيناريو الحوار باللغة العربية.

مواجهة العملاء -دروس وعبر- كلمات يكرهها العميل.

مواجهة العملاء -دروس وعبر- وثائق يكرهها العميل.

السبت، 25 أكتوبر 2014

كمحلل اعمال Business analyst  (تعريف اول، تعريف ثان) داخل شركتي، كان دائما ما يشغلني الكيفية التي يتم بها توثيق احتياجات العميل او كتابة الــ Requirement document . كل مرة ندخل فيها في مشروع جديد تترائى امامي المقولة القائلة:
افضل وثيقة احتياجات تمثل -على احسن الأحوال- 80% من احتياجات العميل النهائية
The Best ever written requirement document represents 80% of customer's needs
وتظل تترائي امامي طيلة الوقت، واذكرها مرارا وتكرارا امام العميل المرتقب، حتى انه قد يفزع من العمل معي ويتراجع، وقد حدث ذلك معي مسبقا اكثر من مرة. !!!

على المستوى الشخصي وفي بداية مشواري المهني، وبعد ان قضيت فترة قصيرة كمبرمج وانتقلت بعدها للتحليل، كنت الجأ للتواصل مع العميل متحدثا ومناقشا حول احتياجاته، ونقسم احتياجاته الي منظومات، ونكتب ما استطعنا ان نكتبه فيما قد لايتجاوز 3 صفحات او حتى سطور قليلة عن كل منظومة، ومن ثم نتعاقد، ثم نبدأ في عملية التحليل التفصيلية برسم واجهات الأستخدام مباشرة. 
بالطبع هذه طريقة بدائية جدا وتفتقر الي المنهج العلمي، لذلك كنا دائما نصطدم بأن النظام الذي توقعنا الا يتعدى توثيقه ال50 صفحة قد تجاوز ال 200 ، ولازالت الأحتياجات تتوالى كلما خرج جزء من البرنامج للنور، وان الميزانية التي رصدت قد تصل الي الي اقل من نصف التكلفة الحقيقية وان خسارتنا قد تتجاوز ال 300% في هذا المشروع !!! 
ومن يعمل بشكل عشوائي غير ممنهج، من الطبيعي ان ينتهي به الأمر قائلا "مفيش ... مفيش ...مفيش"  لينهار المشروع ونخسر العميل وجزء من سمعتنا !!!

من ناحية اخرى تصطدم بتعقيدات منهج الــ CMMI الذي يصعب ان تتبناه في اي مشروع في الشرق الأوسط، رغم ان كثير من المناقصات الحكومية تشترط مستوى اعلى من 3 فيه، مما يوحي انهم يريدون الألتزام بمنهج سليم، الا ان ذلك لا يكاد يجاوز الورق الذي كتب عليه.

منذ عام 2010 ظهر لنا طريقة (سيناريو الحوار) وبدأنا في استخدامها فعلا، في البداية كنت متشككا من جدواها، فهي تبدو بسيطة جدا، ونحن كنا في انتظار اختراع جوهري يحل مشاكلنا، لكن كثيرا ما تكون الحلول البسيطة امامنا، ونتجاهلها لبساطتها... الولايات المتحدة صرفت ملايين الدولارات لاختراع قلم حبر يمكنه العمل في الفضاء مع انعدام الجاذبية، في حين استخدمت روسيا القلم الرصاص ... هكذا ببساطة.
منذ ان بدأت استخدم هذه الطريقة في صياغة الأحتياجات الأولية، او صياغة رؤية المشروع،  وانا احس انها كالسحر. لا ادعي انها حلت المشكلة تماما، ولكنها قربت وجهات النظر وبشكل كبير جدا بين اطراف المشروع.
اسلوب القصص يأسر النفس البشرية منذ ان خلق الله الأنسان، وكل الكتب السماوية مليئة بالقصص !!!

عملية التحليل في النهاية ماهي الا محاولة المحلل ان يستشف ويتخيل الصورة الذهنية للنظام والموجودة في ذهن العميل، ثم بعد ان يفهمها ويوثقها ، يحاول المحلل بدوره ان ينقل الصورة الذهنية التي في ذهنه الي مخيلة العميل وذهنه، ليتأكد انهما لديهما نفس التصور، ثم يقوم المحلل بدوره الي نقل تلك الصورة الي فريق العمل ليقوم ببنائها. لذلك كان حجم التباين فيها كبير، لأنها صور ذهنية تنتقل من دماغ وفكر لآخر.
دعنا نتخيل اننا سنكتب سيناريو ونخرج فيلما لقصة الحب المأساوية (تيتانك) ، اخترت هذا الفيلم، لأني اعتقد ان قصته على الأقل لن تكون غائبة عن القارئ حتى لو لم يشاهده.
القصة تدور في اطار قصة حب بين صعلوك وامرأة ارستقراطية على ظهر مركب فخم، لتنتهي قصة الحب نهاية مؤلمة مليئة بالتضحيات.
كل قصة لها بداية حيث تتشكل الشخصيات وتجتمع لتنسج خيوط القصة، ثم متن، حيث تبدأ الأحداث المثيرة كنتيجة عن تشابك الشخصيات وتفاعلها، ثم النهاية. سأكتب مثلا فقط عن كيفية صياغة سيناريو الحوار لمرحلة البداية
البداية بها عدة ملاحم (جمع ملحمة)
1- ملحمة للتعرف على نشأة الصعلوك والمجتمع الذي يعيش فيه.
2- ملحمة للتعرف على نشأة المرأة الأستقراطية، وزواجها من صاحب المال والنفوذ.
3- ملحمة اخيرة توضح كيف سيجتمع الأثنان على السفينة.

ثم تبدأ مرحلة تحليل كل ملحمة الي مشاهد تحوي  سيناريوهات.
سأكتفي بتحليل الملحمة الأولى والتي توضح نشأة الصعلوك:
1.1 مشهد للصعلوك وهو في مكان عمله المتواضع، حيث تبدأ شخصيات اخرى في التفاعل مثل المديره والزبائن.
1.2 مشهد لمشادة كلامية بين الصعلوك ومديره وتتطور الي تدافع بالأيدي ومعركة.

1.3 مشهد بين الصعلوك ورفيق غرفته وهما يتحدثان عن الهروب من البلدة من خلال المركب.
وهكذا يتم صياغة القصة واخراجها من خلال ملاحم، تقسم الي مشاهد تحوي حوارا يبني الأنفعالات ويثير الأحاسيس.

دعنا الآن نسقط هذا المثال على واقعنا البرمجي. شركة تريد بناء نظام لإدارة مواردها البشرية HR. النظام سيحوي المناطق الوظيفية الآتية: شئون موظفين، اجازات، حضور وانصراف، مرتبات.
يمكننا صياغة الملاحم الآتية تحت منظومة شئون الموظفين:
1- كمدير لشئون الموارد البشرية اريد ان اطلع على احصائيات ديموغرافية عن الموظفين، الأمر الذي سيساعد في تحسين كفاءة ادارتهم.
2- كمدير  لشئون الموارد البشرية اريد ان اطلع على احصائيات بخصوص عدد افراد كل قسم، و الأماكن الشاغرة فيه.
المحلمة الأولى سيندرج تحتها العديد من السيناريوهات مثل:
1- كمسئول عن شئون الموظفين personnel استطيع ان ادخل بيانات الموظف والتي تشمل اسمه وميلاده وعنوانه، ...الخ.
2- كمسئول عن شئون الموظفين استطيع ان احدد الموقف التجنيدي لكل فرد.
3- كمسئول عن شئون الموظفين استطيع ان احدد الموقف العائلي وان ادخل بيانات العائلة، ان وجدت.
وهكذا...

في مفهوم سيناريو الحوار يتم التعامل مع كل الآحتياجات في صورة مواقف يقوم بها اشخاص لغرض معين، واهم مايميزها انها بسيطة بحيث يستطيع ان يتفاعل معها العميل، واحترافية بحيث يستطيع ان يتعامل معها فريق العمل، كما انها تجنب الشركة المنفذة للمشروع الدخول في تفاصيل الاحتياجات الوظيفية في المراحل الأولى من المشروع.

غرق السفينة تيتانك كان ملحمة حوت العديد من المشاهد التي تضمنت العديد من السيناريوهات.
مشهد الأقتراب من الجبل الجليدي، والحوار الذي يدور في كابينة القيادة، والغرض منه رفع حالة الحماس والأثارة لدى المشاهد.
مشهد الأصطدام والذي بدوره حوى عدة مشاهد لأثر هذا الأصطدام في كل ارجاء السفينة.
مشاهد اندفاع المياه، مشاهد الهروب، مشهد انقلاب السفينة ...الخ
كل مشهد يحوي سيناريو له دور في توجيه مشاعر المشاهد والأستيلاء على احاسيسه. !!!
هكذا يتم صياغة النظام في صورة سيناريوهات تتحول الي خصائص، والتي بدورها تتحول الي مهام برمجية.
هذا المقال كان فقط للحديث عن مفهوم سيناريو الحوار، ولم يكن تعليميا.
لمعرفة تفاصيل اكثر (بغرض التعلم) ، فيما يلي بعض روابط الفيديو التي تشرح الأمر بشكل علمي وعملي
- سيناريو الحوار المحاضرة الأولى (نشأته وماهيته): كيف نشأت فكرة سيناريو الحوار او سيناريو المستخدمين ، كلغة بسيطة يستطيع ان يفهمها العميل واحترافية بشكل كافي ليتعامل بها المحلل وفريق العمل البرمجي. ما هو سيناريو الحوار. وكيف يتم صياغته.
- سيناريو الحوار المحاضرة الثانية (كيفية صياغته، ومواصفاته): كيف تتم صياغته، وما هو دور الورق اللاصق في تنظيمه، وما هي مواصفاته، ومجموعة توصيات اخرى.
- سيناريو الحوار المحاضرة الثالثة (تصنيف السيناريوهات): كيف يتم تصنيف السيناريوهات وماهي الملاحم، وماهي مناطق العمل.

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

كنت اشاهد حلقة من برنامج علمتني الحياة للدكتور طارق السويدان وكان يتناول فيها موضوع الحوار ، ورغم ان الأمثلة التي ضربها كانت لها علاقة بحوار الأديان والثقافات الا اني وجدت فيها تشابه كبير مع حواراتنا و مفاوضتنا مع العملاء.

قواعد الحوار الناجح:

1- اخلاص النية :
انتصر للحق ، وليس لنفسك او عصبيتك او عقيدتك.
2- ابدأ من نقاط الأتفاق:
لا يوجد حوار يبدأ من اختلاف تام وكلي في وجهات النظر وحتى ان حدث ذلك فأوجد نقاط الأتفاق وركز عليها واصلها وابدأ بها.

3- الأتفاق على مرجعية:
حال الخلاف لابد ان يكون هناك مرجعيه ، كأن نحتكم لمبدأ ما أو منطق ما أو محكم ما نرتضيه نحن الأثنين ويكون رأيه ملزم.
4- احترام الآخر:
عدم رفع الصوت ، أو السخرية. كثيرا من الحوارات التي يحكمها منطق الجدل والخلاف تجد ان السخرية من اراء الآخر من اهم سماتها.
5- الأنصاف:
وهو جزء من اخلاص النية ويعني قبول الهزيمة والأعتراف بها. والهزيمة في الحوار لا تعني بالضرورة ان تنزل على رأي الآخر، حيث ربما يود المحاور المهزوم ان يراجع نفسه ويراجع حججه، لكن ما ان يتأكد لك ضعف حجتك فكن منصفا واقبل الحق.
6- تجنب الجدل وسوء الظن.
7- عدم مجادلة الجاهلين.
_________________

علامات الجدل:

اذا رايت ايا من هذه العلامات فاعلم ان الحوار صار جدلا فتجنبه.

1- رفع الأصوات.
2-تكرار نفس الأدلة والحجج.
3- رفض البديهيات.

درس مهم

اذكر اني وقعت في علامة تكرار نفس الأدلة والحجج مع كثير من العملاء، وكان منطقي في تكرار الأدلة هو استغرابي من عدم قبول العميل لهذه الحجة حيث انه كان لا يفندها او يناقشها بل كان يرفضها دون نقاش. وبعد ان خبرت هؤلاء العملاء، علمت انه منطق التفاوض للحد من قيمة مستحق مالي او الحصول على خدمات أكثر بنفس السعر، وعلى الرغم انه قد يعتبر نوع من الأبتزاز او الغش التجاري حيث انه لا تفاوض بعد التعاقد (بمعنى ان لا يجوز التفاوض على بنود تم الأتفاق عليها) الا انه كان يجب ان اتعامل مع هذا الموقف دون أن اخسر العميل ، وذلك بالتفاوض ايضا والمقايضة. الشاهد هنا انه اذا لمست ذلك من العميل  فلا تكثر الجدل وابراز الحجج ولكن ابدأ في التفاوض.
_____________

أقوال مأثورة :

- رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب ....الشافعي.
- ما جادلت أحدا الا تمنيت ان يكون الحق عنده .... الشافعي.
- ما جادلت عالما الا غلبته ،،، وما جادلت جاهلا الا غلبني. ....الشافعي.

الأحد، 6 سبتمبر 2009

عملية التوثيق في مشاريع البرمجة من أهم العمليات، ظهر في نهاية التسعينات ما يسمى بـــ Agile Development وهو ما أدعوه بالبرمجة المرنة. جاء نموذج البرمجة المرنة ليتغلب على بيروقراطية الدورة البرمجية المعقدة وليتجاوب مع حجم المتغيرات الرهيب في عملية تصنيع البرمجيات. لكن كثيرا منا اخطأ فهم هذا المصطلح وضل طريقه معه وقد حدث هذا في شركتنا. فإذا ما سألنا عن وثيقة ما لماذا لم تكتب أو لماذا لم توثق بشكل جيد، كانت الأجابة أننا نتبع أسلوب البرمجة المرنة، فتحولت البرمجة المرنة من منهج عمل مرن إلي شماعة مرنة تتحمل كل خطأ أو تقصير. بل أحيانا يتخذ التقصير والأختصار منهجا في حد ذاته.
أستطيع أن أجزم ان منهج البرمجة المرنة كان الهدف الأساسي منه هو تسريع دورة توريد المنتج للعميل من خلال تقليل حجم البيروقوراطية في الدورة البرمجية مع فرق العمل الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا تستدعي حجم التوثيق الدقيق والمحترف الذي تستلزمه المشاريع الكبيرة.
ان اسلوب البرمجة المرنة يضع إطارا عاما لمنهج عمل مسترسل. ودعونا نتفق على منهج وسطي يحقق هذا المبدأ ، وهو ان تقوم فرق العمل البرمجية بالأجتماع أولا قبل أي مشروع لتحديد منهج وآلية العمل في هذا المشروع وكذلك حجم التوثيق  وبروتوكولات التعاون مع العميل. إذن فالتخطيط للمشروع لا يكون فقط لتواريخ ومواعيد التوريدات والدفعات المالية، بل هو أيضا لحجم التوثيق المطلوب والوثائق المطلوبة وصياغتها وبروتوكولات التعاون مع العميل والتي تنص وتشرح آليات التعامل مع المواقف المختلفة. !!! ومع كل هذا لابد ان يكون هناك حد ادنى من التوثيق لا يجوز التنازل عنه.

لم أعثر على احصائية تذكر النسبة التقريبية للوقت والجهد الذي ينبغي ان نبذله في التوثيق في اي مشروع مقارنة بحجم الجهد والوقت الكلي للمشروع. لكن مجازا نستطيع ان نقول انها بين 10% و الـــ 25% من اجمالي وقت المشروع. فبناء موقع الكتروني من خمس صفحات بسيطة قد لا يستلزم توثيق اكثر من ساعة زمنية. جدير بالذكر اننا بصدد التعاون مع الأتحاد الأوروبي لبناء مشروع ما على مدار 3 سنوات ، مدة التوثيق جاوزت الآن الثمانية أشهر.
هناك عوامل كثيرة تؤثر على الحد الأدنى للتوثيق منها:
1- طبيعة وحساسية المشروع واهمية وحساسية البيانات التي سيتعامل معها البرنامج.
2- حجم المشروع كما ذكرت.
3- طبيعة العميل من حيث مدى مرونته وقسوته ، هل لديه ادارة تكنولوجيا معلومات ام لا ، هل لديه الوعي والعلم بمتغيرات ومخاطر المشاريع البرمجية أم لا، الثقافة، فحجم التوثيق مع عميل عربي غير حجم التوثيق مع عميل أوروبي…الخ.
4- ميزانية المشروع.
5- الأطار الزمني للمشروع.
6- كمية المخاطر وانواعها التي سيواجهها المشروع.
7- البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لدى العميل.
8- عدد فرق العمل التي تعمل في المشروع، وهل هي في مكان واحد ام موزعة، وهل لديها ثقافة واحدة ام انها من ثقافات مختلفة...الخ
وهناك الكثير مما لا يحضرني الآن…

في النهاية سددوا وقاربوا وكونوا وسطا لا افراط ولاتفريط
من اكثر الأشياء التي يكرهها العميل وتجعله متحفزا ويكشر عن انيابه وقد يزمجر في أوقات أخرى هي:
 وثـــيـــقــــة الــــتــــســـــلـــيــــــم الــــنـــهــــائـــــي  Final Delivery Form
دعونا لا نكون متحفزين ضد العميل ، فهذه الوثيقة مزعجة عند كل الناس وفي كل المجالات الا انها ذات طبيعة أكثر خصوصية في مجال البرمجيات.!!!
بداية الأنزعاج من هذه الوثيقة يأتي من أن موقعها يقر ويفيد بإن الشركة المنفذة للمشروع قد أتممت عملها وانتهت من التزاماتها ، فهو إذن يقر مستحقاتها المالية ، وهو أمر يضع موقع الوثيقة في مكان المسؤولية امام مؤسسته أو شركته ومن هنا يأتي التحفز.
الا انه - وكما ذكرت - يكون التحفز أكثر حدة في مجال صناعة البرمجيات وتحديدا عند صناعة برنامج أو نظام مفصل Tailored Solution ، لأنه وكما عهدنا وكما ذكرت في مدونات سابقة ، فإنه بمجرد خروج النظام إلي النور تبدأ رؤية العميل وفهمه العميق للنظام بالظهور ، وتظهر كذلك الحاجة الي بعض التعديلات والأضافات .إذن الموقف الحاصل الآن هو ان الشركة المنفذة أنهت بناء النظام وفقا للطلبات الموثقة والموجودة في العقد ، وفي حين أن العميل يرى ان الطلبات الموثقة قد تمت وفقا لما جاء بالعقد تماما ، إلا انه يرى أيضا ان الرؤية التي كان يأمل في تحققها من تطبيق النظام لازالت لم تكتمل بعد !!!!!.
للأسف فإن بعض العملاء - وقد صادفتهم  كثيرا - يفترضون أن الفيصل بينهم وبين الشركة المنفذة هو تحقق الرؤية وليس اتمام العقد ، وقد يختلف معي في هذه النقطة القراء وحتى زملاء العمل ، ولكن دعونا لانقف عند هذه النقطة الآن وتعالوا نتعمق أكثر في نفسية العميل.
إن كان العميل يظن انه بانتهاء النظام وتسليمه ستنتهي علاقته بالشركة المنفذه وانه سيبدأ بجني ثمار النظام فهو مخطئ ، والأكثر خطأً هو الشركة المنفذه التي جعلته يظن ذلك. فالعميل ليس مخطئ في هذا الظن ، غير ان رجال البيع لدى الشركات المنفذه كثيرا ما يتمادوا في الكلام ويبالغوا في وصف الواقع بعد تطبيق النظام - وهو في رأيي نوع من الغش التجاري - وكثيرا ايضا ما نجد العميل يميل لتصديق الكلام المزين وقد يرفض ويستبعد الشركات التي تواجهه بواقع الأمور . لذلك فالشركات المنفذه امام تحدي مهم وهو اقناع العميل اثناء التعاقد بأن تسليم النظام هو أول خطوات تحقق الرؤية وليس نهايتها. وان تكلفة الطلبات المكملة للرؤية يجب ان يتم الأتفاق عليها اثناء التعاقد، اما بهامش مخاطرة تضيفه الشركة المنفذه ، او بتعاقدات جديدة صغيرة . لكن الثابت ان العميل يجب ان يدرك قيمة واهمية هذه الطلبات المكملة و انه يجب ان يدفع عنها. إذا ادرك العميل ذلك لن يكون لديه مشكلة في امضاء وثيقة التسليم.
موضوع وثيقة التسليم هذا ذكرني بما واجهته مع العملاء بخصوص هذه النقطة.
نسبة كبيرة من الشركات في عالمنا العربي تعيش في جو من تسلط القيادة واصطيادها لأخطاء موظفينها ، قد واجهت مدير ادارة رفض ان يوقع بالتسليم أو بمعنى ادق جادل بشدة في التسليم رغم اعترافه ان ما تم التعاقد عليه قد تم بالفعل ، وبمحاولة تفهم موقفه ادركت ان عليه ضغوط من رئيس مجلس الأدارة ، هذه الضغوط لا دخل لها بالنظام اطلاقا انما هو نوع من تسلط القيادة. فخاف ان يكون له مطالب بعد التسليم يترجمها رئيس مجلس الأدارة على انها قصور في رؤية هذا المدير وتقصير في العمل !!!!.

وقد الهمني الله كيفية التغلب على هذا الموقف ، فقد كان النظام قائم على برمجة مجموعة من المنظومات لإدارات مختلفة وقد كان لكل الأدارات مطالب إضافية لتحسين اداء النظام وقد كانت علاقاتي بالمدير التنفيذي للمكان جيدة فأقنعته بأن يعتمد ميزانية معقولة لهذه التعديلات ولما ان اعتمدت هذه الميزانية ، ذهبت لمدير الأدارة هذا الذي رفض الأستلام ، واعلمته ان مطالبه ستنفذ دون نقاش لكن أولا يجب ان يستلم العمل وستكون اول إدارة في المكان تستلم النظام وتعمل به وهي نقطة ستكون لصالحك وليست عليك، وبمجر ان قامت إدارة بالأستلام سهل على بقية الأدارات ان تستلم قدوة بالإدارة الأولى.

هذه بعض القصص عن تجربتي في هذا المضمار ، دعونا الآن نخرج ببعض التوصيات:
  • عند امضاء العقد يجب ان يذكر فيه معاملات التسليم أو ما نسمية Delivery metrics بحيث عند تحقق هذه المعاملات وجب التسليم.
  • لا يوجد عملية تسليم نهائي تتم من أول مرة ، إذ لابد من عملية تسليم مبدئي ، حتى لو كان النظام كاملا ، فذلك يكسر حاجز الخوف عند العميل.
  • لاتجعل الأطار الزمني بين عملية التسليم المبدئي والتسليم النهائي كبيرة ، إذ كلما زادت المدة الزمنية كلما زاد تعليقات العميل وطلباته.
  • قم بتجزيء عملية التسليم الي اجزاء صغيرة او الي اكثر من عملية تسليم صغيرة للمنظومات المكونة للنظام. ثم بعد ذلك قم بعملية تسليم نهائي بناء على مجموع عمليات التسليم التي قمت بها.
  • قم بالتجاوز عن بعض طلبات العميل الصغيرة واستخدم هذه المرونة في التفاوض.
  • في النهاية لا تخسر عميلك في عملية التسليم ، فكثيرا من المشروعات فشلت عند هذه المرحلة.

قبل ان اختم اود ان اميز بين ما يمكن ان نسميه قلة مرونة عند العميل في عملية الأستلام وبين ضعف خبرة محلل الشركة الذي لم يستطع ان يجمع طلبات العميل بشكل كافي.
بعض المحللين يستعجلوا عملية التعاقد فيقوموا بانهاء وثيقة التحليل بسرعة وبالتالي يكتب وثيقة فنية ضعيفة ، اذا اضطررت كشركة ان تكتب وثيقة ضعيفة فقم بتغطيتها بهامش مخاطرة مالي عالي حتى تستطيع ان تكون اكثر مرونة مع العميل بعد ذلك. واذا لم تفعل ذلك فكن امين مع نفسك ومع الله و لاتحمل اخطائك للعميل.

روابط ذات صلة:

الأحد، 26 أبريل 2009

هذا هو المقال الثاني من سلسلة دروس وعبر في مواجهة العملاء بعنوان: كلمات يكرهها العميل...
أحد أهم الكلمات التي يكره سماعها العميل وتكون مثار جدل حتى داخل الشركة "الفريق المنفذ للمشروع" هي كلمة "متطلب جديد أو new requirements ". كلنا نعرف أنها مزعجة للعميل لأنها تعني تكلفة إضافية ، أما كيف تكون مزعجة داخل الشركة فلأكثر من سبب :
1- لأن ضيق وانزعاج العميل سيؤثر قطعا على الفريق ، فالعميل سيتصل بالشخص المسئول عنه في الشركة شاكيا.
2- انزعاج العميل يعني احتمالية فقدانه وهو أمر خطير وسيكون الأكثر جدلا داخل الشركة . كيف يمكن الحفاظ على العميل دون الإضرار بمصالح الشركة.
3- قد تجد أحيانا داخل الشركة من يدافع عن العميل مثل مهندسي الجودة والمختبرين الذين يرون أن هذا الطلب منطقي وأنه لابد أن يكون متواجد في وثيقة متطلبات العميل user requirements وعلى ذلك فهو يرى أنها مسئولية من قام بجمع متطلبات العميل.
بغض النظر عن رؤية ووجهة نظر كلا من فريق العمل والعميل ، فإن الحقيقة التي تفرض نفسها بالتجربة هي أن وثيقة متطلبات العميل Requirements Document ستمثل في أحسن الأحوال 80% من متطلبات العميل النهائية ، ذلك أن الرؤى تتضح بعد خروج المنتج حيث تبدأ التعليقات والرغبة في التحسينات بالظهور.
لذلك فالفريق المنفذ بين أحد أمرين:
1- أن يكون المشروع بنظام العقد بمعنى أن الفريق سيقدر تكلفة العمل فلابد أن يأخذ بعين الاعتبار على الأقل 20% من قيمة العقد كتكلفة تعديلات وتحسينات وهامش مخاطرة، وتختلف هذه النسبة بمقدار جودة ودقة وثيقة المتطلبات والتأكد من تغطيتها لمتطلبات العميل كلها. وأرى أن الشركة إذا اضطرت للنزول في السعر فلا بد أن تدرك أنه لابد أن يتسم بقدر من المرونة في تقبل التعديلات وإلا خسر العميل بعد التعاقد، ويأتي عامل القدرات التفاوضية لفريق العمل كعامل مهم في تجاوز هذه الأزمة. وأيضا على هامش الحديث فإن العميل لا يجب أن يفاوض بشدة في خفض السعر ، إذ أن الشركة المنفذة قد تتجاوب مع هذا الضغط وتعوضها في جودة المنتج وهو عامل قد يصعب على العميل اكتشافه.
2- أو أن العميل متعاقد مع الشركة بنظام الساعة وهو أمر مريح لفريق العمل مزعج للعميل و لا تظهر فيه مشكلة المتطلب الجديد .
ما أريد أن أتطرق له في هذا المقال هو الجانب النفسي لهذه الجملة ،  وكيف يمكن كسر هذا الحاجز أو تخطيه.اقتراحي هو أن يتم توعية العميل منذ اليوم الأول في المشروع ومع التعاقد بوظيفة وثيقة متطلبات العميل أو تعديل متطلب New Requirement form or change of requirement form وأنه ليس بالضرورة أنها تعني تكلفة إضافية.
كشركة منفذه للمشروع، دعونا نتفق أنه ليس كل متطلب جديد يكون مزعج أو مستهلك للوقت والجهد حتى أن كثيرا من فرق العمل المرنة قد تنفذ هذه التعليقات دون أي تكلفة إضافية أو حتى دون ذكر أنها متطلب جديد ، وهو أمر شائع ولكنه خاطئ من وجهة نظري. والخطأ هو أن لا يتم الإشارة إلي أنها متطلب جديد بغض النظر أن كانت بتكلفة أو من غير تكلفة. إذ أن الفريق يفوت على نفسه فرص تفاوضية وموقف تفاوضي جيد ويفوت على نفسه كسر الحاجز النفسي لهذه الكلمة. فكلما قام الفريق بتنفيذ متطلبات جديدة مجانية كلما زاد موقفه التفاوضي قوة في طلب كلفة إذا اضطر لذلك مستقبلا وكلما كان العميل أكثر مرونة في تقبلها.

الأحد، 12 أكتوبر 2008

سأعرض هنا أحد أهم المشاكل التى تواجهها شركات الحلول البرمجيه مع العملاء

العميل 

هو شركة تسويق عقارى...

الحاله والوضع قبل عملية الحوسبه أو الميكنة


رجال البيع يستخدمون ملفات وورد واكسيل فى البحث عن الوحدات السكنيه.. هذه الملفات تحوى بيانات العملاء والبحث فيها بنظام البحث عن كلمه . قامت الشركه بشراء اكثر من نظام جاهز ولم تستخدم هذه الانظمه فقررت ان تقوم بأنشاء حل مفصل على احتياجتها.

الغرض


انشاء نظام لأدارة قواعد بيانات الوحدات يعطى خيارات أفضل لرجال البيع فى عمليات البحث ونتائج أفضل . كذلك انشاء موقع الكترونى يتكامل مع هذا النظام

المشكله


بعد الأنتهاء من انشاء النظام حدث الأتى :

1. رجال البيع رفضوا العمل مع النظام.

2. بعض رجال البيع الذين بدءوا بالعمل أصبحو أقل كفاءه.

3. الشركه تظن ان الوضع السابق كان افضل بكثير

4. نواجه صعوبات مع العميل فى تحصيل حقوقنا الماليه لأن العميل لا يجد العائد من الأستثمار رغم أن النظام تم بنائه طبقا للمواصفات وطبقا لما تم تحليله.

تحليل المشكله


بالنظر الى كل تلك المشاكل نجد الأتى :

بعض الشركات تقوم بعملية الميكنه بغرض الموضه والحداثه وغالبا ما تفشل هذه المشاريع الا قليلا والبعض الاخر لديه حاجه فعليه لعملية الميكنه ولكنه غالبا ما يضل طريقه مع الشركات ومع تحديد رؤيه واضحه.

ما حدث فى هذه الشركه أنهم ظنوا أنهم يعملون بأستقرار وأمان مع ملفات الوورد وأنهم بحاجه فقط للتطوير لتحسين الأنتاجيه. من هنا نجد ان أول خطوه بها خطا كبير وهو الخطأ فى تحديد المشكله الحقيقيه...
المشكله الحقيقيه أن لديهم مشاكل فى انتاجية رجال البيع بسبب الوسائل التى يستخدمونها الا أنهم تعودو على المشاكل وأعتادوها بالقدر الذى جعلهم ينسونها . وحين بدأت عمليه الميكنه بدأت هذه المشاكل بالظهور فنسبت المشاكل لعملية الميكنه وليس للنظام القديم ودعنى أضرب مثل يوضح هذه النقطه

مدمن المخدرات – عافانا الله وأياكم . يظل متأقلم ومتعايش مع مرضه حتى يبدأ فى العلاج حيث تبدأ الألام مع العلاج...الأن أمام المريض إما ان يصبر على ألامه حتى يشفى او يعود الى للأدمان مجددا.

كذلك الحال مع هذه الحاله والكثير من الحالات المشابهه


لما بدأت عمليه الميكنه بدأت المشاكل فى الظهور ....وكانت المشاكل كالأتى :

  • رجال البيع كانوا يستغرقون وقت أقل فى البحث ونتائج بحث أقل. بعد عمليه الميكنه أصبح بالأمكان التوصيف الدقيق للوحده العقاريه وبالتبعية إمكانية البحث الدقيق عن اي وحدة وبالتالي نتائج بحث اكثر من حيث التنوع والدقه.

  • تركيز رجال البيع كان منصبا على استغراقهم لوقت اكبر فى البحث وليس على دقة النتائج مما دفعهم لترك العمل بالنظام مما انعكس على رأى مجلس الأداره سلبا على النظام وعلى عمليه الميكنه وعلى الشركه المنفذه.

قمت بالأجتماع مع رئيس مجلس الأداره الذى كان على وشك فسخ التعاقد والذى صب جام غضبه على فى أجتماع علت فيه الأصوات وتبادلنا فيه الأتهامات وبعد أن قمت بتهدئته وأمتصاص غضبه عرضت عليه الأتى:

1. قمت بعرض الوضع عليه وصورته له كما ذكرت فى هذا المقال .

2. قلت له أمامنا خيارات

  • أولآ : اما أن نجبر رجال المبيعات على العمل على النظام بأعتبارها صورة العمل الاحترافيه... ويمكن أن نفعل ذلك بأن نجعل النظام يقوم بحساب انتاجيه وعمولة رجال البيع وعليه فسيكون مضطرا للعمل بالنظام.

  • ثانيا: أن نخفض من أمكانيات النظام حتى يتماشى مع طريقة عمل رجال البيع البدائيه وتصبح فائدة الأداره الوحيده من النظام هى من التقارير التى يخرج بها النظام.

ويبدو أن هذا الحوار وجد طريقه لقلب وعقل رئيس مجلس الأداره والذى يعد احد اكبر رجال العقار فى مصر حتى أنه اتكأ على كرسيه وأستمع اليه بأهتمام على مدار نصف ساعه متصله لم يقاطعنى فيها رغم أن اسلوبى كان يغلب عليه الحده بعض الشىء .

ولما وجدته على هذه الحال قمت على الفور بعرض بعض التطورات على النظام الذى نأمل أن تحسن من أمكانياته، لكن ذلك شريطة أن نحصل على مستحقاتنا الماليه وأن نمضى عقد دعم فنى يتم من خلاله عمل التحسينات اللازمه على النظام

خرجت من هذا الأجتماع والذى استغرق 4 ساعات متصله وقد وافق على هذه الأقتراحات .


اضافة لابد منها، حين قمنا بعمل وثيقة متطلبات العملUser Requirements and Business documents

لم نجلس مع ايآ من رجال البيع . ولكن قمنا بالجلوس مباشرة مع رئيس مجاس الاداره الذى أشار الى أنه مستوعب تماما لرؤيته وعلى درايه تامه بما يمكن أن يفيد رجال البيع ويحسن من أدائهم ورغم قناعتى بضرورة الجلوس الى رجال البيع والأستماع اليهم الا أنى انسقت وراء كلامه وكان الأجدر أن أتروى وأن نأخذ الوقت الكافى للجلوس الى كل أطراف العمليه 
 System Stack holders



دروس مستفاده


1. كما لاحظنا من سياق العبرة، أن المشكله لم تكن فى عدم أستقرار النظام أو ظهور مشاكل به Bugs بل على العكس النظام كان مستقرا جدا . مبنيا بتقنيات حديثه وكان طبقا للمواصفات المتفق عليه بل وأكثر. المشكله كانت فى عدم احساس مجلس الأداره بالعائد من الأستثمار وعدم احساس الأداره بجدوى النظام. هذا الأمر الذى يجب التركيز عليه مع العملاء " الجدوى من انشاء النظام".

2. من خلال خبراتى أكتشفت أن اى مؤسسه ذات تجربه حديثه مع عملية الميكنه ستتعرض الى نفس المشاكل بشكل أو بأخر، اذ أن اى مؤسسه تقوم بعملية الميكنه يزداد نضجها الأدارى تجاه نظامها الادارى، وعليه تبدأ فى طرح تعديلات أخرى على النظام . وهذه علامه ايجابيه على تطور النضج الأدارى الا أن الأداره عادة ما ترى هذا الأمر على انه شىء سلبى اذ يعنى صرف أكثر على عملية الميكنة.

3. أى عمليه ميكنه لن يقتصر الصرف عليها مره واحده بل سيعتمد لها ميزانيه كل فتره لعمل التحسينات والتطويرات ويجب على شركات الحلول البرمجيه أن تقتع عملائها بجدوى هذا الامر.

اقرأ ايضا:
- مواجهة العملاء "دروس وعبر" كلمات يكرهها العميل

- مواجهة العملاء - دروس وعبر - وثائق يكرهها العميل !

 

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!