الأربعاء، 3 سبتمبر 2014



هذه التدوينة هي مقدمة لمجموعة تدوينات قادمة ان امد الله في اعمارنا، اتناول فيها اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) في الفترة من قبل الأزمة المالية العالمية، مرورا بها، ثم الثورة المصرية، وما بعدها.

بالطبع الأحداث السياسية ، والسلطة الحاكمة وتوجهها، يوجهان اداء كل الحكومة بما فيها الهيئة ووزارة الأتصالات، وهذه طبعا حقيقة -افترض انه مسلم بها- في كل الدنيا وليس في مصر فقط، فهي امر منطقي وبديهي. بل اكثر من ذلك فإن المزاج العام للشعب بما فيهم العاملين في الهيئة يحكمان اداء الشعب، وهو مزاج -الطف وصف له- انه سئ ، نتيجة وضع الأقتصاد المتردي، والفساد المنتشر، والأمن الغائب، والأحلام التي استبدلت بالأوهام ... انها حالة احباط عام، وخصام مجتمعي وشقاق. ! نسأل الله ان يخرج مصرنا الحبيبة من تلك الورطة في القريب ان شاء الله.

مبدئيا اريد ان اؤكد ان هذه التدوينة ليست سياسية، لكن دور الأوضاع السياسية في حياتنا لا يمكن ان ينحى جانبا. بمعنى اخر، هذه التدوينة هي محاولة جادة لفتح باب الحوار حول مستقبل هذا القطاع في مصر، والذي تقوده الهيئة. هذا الحوار اتمنى ان يصل الي التنفيذيين في الهيئة، وان يتفاعلوا معه باعتبارنا من قطاع واحد واسرة واحدة. وليس باعتبارنا طرف مهاجم و طرف مدافع. !
مرة كتبت نقد بسيط (ليس حادا على الأطلاق) على صفحة الهيئة على الفيس بوك، فتم طردي من الصفحة ومنعي من التعليق !
قطاع البرمجيات في مصر ينهار -كما ارى- وهو بحاجة لخطة  انقاذ واحياء قبل ان تكون خطة تطوير. والبداية في ان الهيئة تتحلى ببعض الموضوعية في السماع والاستماع وحسن الأنصات، والخروج من دور موظف الحكومة الذي يمن على من يتعامل معه ويرى انه يقوم بدوره على خير وجه.
اتمنى ايضا من زملاءنا من العاملين في القطاع ان يتفاعلوا معنا بمناقشة الأخطاء المذكورة في كل مبادرة حتى نستطيع ان نصل بأصواتنا الي الهيئة.
اتمنى من الكل ان يشارك، من هو مقتنع بالأداء السياسي للحكومة الحالية ومن يعارضه. وان نوجه مشاركتنا في نقد الأداء وليس اصطياد الأخطاء. ليس شرطا ان تقدم حلا، لكن اظهار الأستياء من الأخطاء والأشارة اليها دون تجريح هو اول الخطوات.

التدوينات قد تحوي نقدا حادا ، لكنه لن يكون جارحا لأحد، ولن اذكر اسماء عاملين مطلقا، حتى لا يعتبر احدا ان هذه التدوينة قدحا في شخصه، اتمنى من الهيئة ان تنصت بتفكر، والا تتخذ دور المدافع، وتلجأ الي سرد حقائق او براهين تدحض هذا الكلام. فما دام هناك شكوى مني (باعتباري مدير شركة برمجيات مصرية) ومن زملاء لي اعرفهم، فهناك حتما مشكلة في الأداء.

اسباب المشاكل التي ساتناولها في تدوينات لاحقة يمكن حصرها وضمها تحت ثلاث عوامل رئيسية يشكلون سمة واتجاه داخل الهيئة:
  1. اولا: العمل في منطقة الراحة: وللأيضاح اكثر، فأن معظم المبادرات ان لم يكن كلها تعتمد على تقييم اعمى، يعتمد على ماتكتبه الشركات في نماذج التقييم، دون مراجعة اوتحقق من خلال مقابلة للشركات. ومهما كان عدد الشركات فإنه ليس دافعا ابدا الا يتم مقابلتهم شركة تلو الأخرى. 
    * للتذكرة، فإن الهيئة نفسها قد ذكرت في 2011 ان عدد الشركات المسجلة في قاعدة بياناتها لا يتجاوز الــ 800 شركة، اعتقد ان هذا العدد قد تأثر كثيرا الآن. بمعنى اخر انه ليس امرا مستحيلا ان يتم مقابلة الشركات لمعرفة من يستحق المبادرة ومن لا يستحقها.
  2. ثانيا: ادارة المشاريع: في كل مرة يتم اطلاق مبادرة،  تبدأ بشكل جيد، ثم تبدأ في مواجهة مشاكل ، وهو امر عادي ومقبول، الغير عادي وغير مقبول الا نجد مسئول من داخل الهيئة لمتابعة هذه المشاكل. من تجربة شخصية، فأن مراسلة الهيئة من خلال البريد الأليكتروني او التليفون عبارة عن كابوس، لا تختلف فيه عن اي مؤسسة حكومية، سوى ان ردهم (الطف شوية، ودايما هاتلاقي حد يرد عليك)، لكن لن تصل -في اغلب الأحوال- للأمر الذي تريده. كثيرا جدا اطلب من متلقي المكالمة ان يوصلني بشخص ما (مش مدير الهيئة، دا مدير قسم داخل الهيئة) ويكون الرد ممنوع يافندم !! رغم اني مش شايف مشكلة ان مدير الهيئة يخصص يوم كامل وساعة يوميا للرد على اصحاب الشركات، متأكد هايكون لهذا اثر كبير وافضل في فهم مشاكل القطاع من قلبها.
    في ادارة المشاريع هناك المديرون الذي يخططون ويستبقون الأحداث ويصنعون الأفعال، وهناك من يستجيبون للأفعال التي تحدث حولهم بردود افعال Proactive and reactive ... النموذجين غير متواجدين في الهيئة !.
    انا فعلا لا ادري ان كان هناك وحدة لإدارة المشروعات داخل الهيئة ام لا. ان لم يكن فهم بحاجة ماسة اليها، وان كانت موجودة فهي بحاجة ماسة الي اعادة النظر في سبب وجودها.
  3. عدم الأعتراف بالأخطاء ومهاجمة كل من ينتقد ادائهم. رئيس الهيئة السابق ياسر القاضي كان اكثر تقبلا للنقد من موظفيه. !!!
 لا اعتقد ان احدا سينكر ان هذا القطاع اسسه وصنع فيه طفرة واضحة د.احمد نظيف حين كان وزيرا للأتصالات في الفترة من عام 99 حتى نهاية 2003 حيث تولى بعدها رئاسة الوزراء.  لسنا هنا بصدد الدخول في نقاش سياسي حول ذمة الرجل المالية ونزاهته، (محور كلامنا هو القطاع ومشاكله والهيئة باعتبارها الكيان الأكثر تأثيرا فيه). لكن من الأنصاف لأنفسنا وقطاعنا ان نتعلم من الدروس السابقة خيرها وشرها.
اهم ثلاث مبادرات قام بهم نظيف وادت الي نمو القطاع هما:
  • مبادرة حاسب لكل بيت: التي ادت الي انخفاض اسعار الأجهزة للمستوى الذي جعلها في كل بيت بعد ان كانت حكرا على فئة معينة من الناس.
  • الأنترنت المجاني.
  • مبادرات التدريب المجاني على شهادات مايكروسوفت واوراكل و IBM و سيسيكو ... الخ. والتي ادت بدورها الي خروج كفاءات ممتازة في هذا المجال وجعلت لمصر مكانة على خريطة اسواق التعهيد عالميا outsourcing.
هذا القطاع لازال يعيش على نتائج تلك المبادرتين حتى الآن، ولم يعقبهما اي مبادرات يمكن ان نرى انه كان لها اثرا واضحا في القطاع. كل من توالى بعد د.نظيف على الوزارة وحتى يومنا هذا لم يترك اي بصمة واضحة كما فعلها نظيف. !!!
وكل من اتوا بعد نظيف سواء في الوزارة او من تحتهم من رؤساء للقطاعات،  لم يكن لهم بصمة واضحة، وكل اعمالهم كانت نتيجة حتمية ومترتبة على المبادرات سالفة الذكر. بل ان التقدم في خدمات الأنترنت توقف من حينها، ومستوى المنح التدريبية ظل ينهار حتى انتهت تماما.
اداء الهيئة ونشاطها قبل الثورة كان افضل كثيرا منه بعد الثورة، وليس معنى انه كان افضل انه كان على المستوى المطلوب، اطلاقا.
وليس معنى ان اداء الهيئة نستطيع ان نصنفه انه الأفضل بين المؤسسات والهيئات الحكومية انها كذلك، فالمؤسسات تقريبا كلها هياكل لمؤسسات... مقولة (احسن الوحشين) مش ميزة ولا فخر !!!!!!

اهم المبادرات التي سأعلق عليها في التدوينات القادمة.
  1. مبادرة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. بدأت بعد الثورة مباشرة عام 2011 وتكررت مرتين بعدها.
  2.  مبادرة دعم الأبداع.
  3. مبادرة التعاون البحثي مع الأتحاد الأوروبي ITEA عام 2007و 2008.
  4. سياسة المؤتمرات والمعارض وتجربة مؤتمر ICT 2008 في ليون - فرنسا.
  5. دور SECC في التدريب، وهل هي تساعد في تنمية القطاع ام تنافس شركات التدريب !.
  6. ITAC.
  7. GO TO FINANCE  !!!!
  8. GO TO GULF. لم اشارك فيها بنفسي لكن زملاءنا شاركوا فيها وكانت تعليقاتهم عليها محبطة ومخيبة للآمال جدا.
  9. مبادرة دعم الشركات بأدوات البرمجة MS visual studio  والتي تمت سنة 2006 وكانت فاشلة لأقصى درجة.
  10. مبادرة دعم الشركات بأدوات البرمجة MS visual studio (نفس المبادرة السابقة) والتي تمت سنة2010 وكانت ايضا فاشلة. نفس الأخطاء !!!
وساحاول ايضا التعرض لمجموعة من المهام والأدوار التي يجب تقوم بها الهيئة وهي متجاهلاها  تماما.

اخيرا وقبل ان ابدأ في نقد المبادرات اذكركم. البداية من الهيئة ان تتقبل النقد، والبداية من الشركات ان تنتقد بصوت جهوري.

هناك 4 تعليقات:

  1. بداية موفقة لمراجعة و تقييم أعمال الهيئة التي شرفت بالعمل فيها لما يزيد عن 4 سنوات.

    الحقيقة أتفق مع معظم ما قاله هشام .. و للأسف الأحوال في الهيئة متأثرة بشكل كبير جداً بوجودها كجزء من منظومة الحكومة بطابعها البيروقراطي التقليدي القائم على فكرة تسيير الأعمال و ليس الإبداع و التفوق.

    فكرة أساسية لاحظتها خلال فترة عملي و تفسر ما ذكره هشام من أن معظم المبادرات كانت أيام نظيف .. الحقيقة ان المبادرات كانت مرتبطة بأشخاص جادين وأصحاب نفوذ في نفس الوقت، و لم تكن مرتبطة بالهيئة كمنظومة أداء، فقد تجد هنا أو هناك شخص جاد و مغامر (بينطح في الصخر) وعلى علاقة جيدة بصناع القرار بحيث يقدر على إنجاز الأعمال خارج إطار البيروقراطية، عندها فقط قد يصادف ذلك نجاحاً آنياً مرتبط بوجود هذين العاملين: شخص جاد و طموح في موقع يؤهله لاتخاذ القرارات خارج إطار البيروقراطية.

    ردحذف
    الردود
    1. اشكر تفاعلك يا عمرة، وبداية مبشرة ان يكون اول المعلقين بشكل ايجابي من داخل الهيئة.
      بداية مشجعة على الأستمرار في بقية المقالات.
      اشكرك. :)

      حذف
  2. اخي الكريم .. لا يوجد نيه من الحكومات المتعاقبة علي الانتقال الي التكنولوجيا أو دعم الشركات في المجال

    والسبب:
    هو انتشار الفساد المقاوم لبناء حكومة الكترونية متكاملة. (وهو نفسه المقاوم للثورة)

    المشكلة واضحة- هذا الي جانب أن موظفي الهيئة منهم عنصريين جدا تجاه اصحاب الاعمال الصغيرة (لدي قصة حرب مع موظفين داخل آيتيديا !!).


    حدثت أحداث تؤكد أن ITIDA ماهي إلا مجرد مجموعة موظفين تقليديين!!
    (لايوجد لديهم ابداع أو اي شئ ومتأثرين كباقي الموظفين بالظروف المحيطة)

    والأحداث البارزة هي:
    1- ضعف الإقبال علي التطبيقات التكنولوجية في الصناعة
    http://www.almalnews.com/Pages/StoryDetails.aspx?ID=40859

    2- جريدة المال - الشركات المصرية تشكو عدم الاستقرار السياسي
    http://www.almalnews.com/Pages/StoryDetails.aspx?ID=293733

    2-هروب عشرات الشركات الأجنبية من مصر بسبب "الدولار (بدأت من 2015 ومازالت سارية في 2016 واعتقد هتستمر كثيراً)
    http://www.cairoportal.com/story/543789/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1


    3- سبب عام وهو (ضعف الاستثمار في مصر) أو (هروبها الي دول اخري صديقة!)
    http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/936358-7-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA



    وفي النهاية : الحالة العامة لجميع القطاعات في مصر وبقاء الفساد حتي بعد الثورات دي

    لن يتغير أي شئ وبالتالي عليك بالعمل علي تصدير خدماتك للخارج وقد يلجأ البعض الي الهجرة المباشرة للأسف!


    نصيحة::
    عليك البحث عن تمويل خارجي أو دعم في الحصول علي دعم من خلال برامج الStartup
    مثال:
    برامج مايكروسوفت BizSpark
    https://www.microsoft.com/bizspark/startup/default.aspx


    بالتوفيق

    ردحذف

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!