الأحد، 28 سبتمبر 2014

اثناء فترة الكلية:
العادي: بيصاحب بنات وبيطلع رحلات ومقضيها ورق دروس. مالوش في جو العلم، واحيانا بينجح بتفوق وعادة بينجح ويعدي.
الريادي: يناقش الدكاترة ويختلف معهم، وقد يؤثر هذا عليه سلبا في الدرجات، مواظب على المكتبة (قبل عصر الأنترنت) غير مهتم بالرحلات، صدقاته كلها مبنية على من يشاركونه شغفه بالعلم والعمل، عملي وصاحب افكار ومشاريع، لايجلس على القهوة الا لأجتماع. بينجح احيانا قليلة جدا بتفوق، وفي العادة بالكاد، واحيانا كثيرة بيشيل مواد.

بعد التخرج من الكلية مباشرة.
العادي، بيصيع يومين بعد الكلية، بعدين يدور على شغل، بيقعد على القهوة احيانا ومفلس، بيدور علي شغلانة كويسة.
الريادي ، لو فاتح مشروعة في بيته فهو معظم الوقت في البيت وعلى الأنترنت وعلى الموبايل، وخروجه من البيت فقط في اطار العمل، ومفلس، لكنه ملئ بالأمل والطاقة والحيوية.

بعد التخرج بكام شهر.
العادي، بيشتغل، بعد الشغل بيقعد القهوة يشيش مع اصحابه، معاه فلوس، وبياكل بره وبيعمل ديليفري، وبقى حبيب امه خصوصا لو بيجيبلها هدايا
الريادي: لو اشتغل جنب مشروعه، فهو لايرى اصحابه، وبدأ ينساهم فعلا. فلوسه كلها مصروفة على مشروعه، لايجلس على القهوة الا لو هايعمل فيها اجتماع، اخره بياكل على عربية فول وطعمية في الشارع. امه وابوه شايفين انه بيضيع وقت وهايزهق كمان شوية.

بعدها بسنتين تلاتة اربعة خمسة.
العادي: بيترقى، معاه عربية، بيسافر يتفسح او في شغل، بيدور على عروسة، امه وابوه شايفينه العريس الذي لايعوض واهم واحد في مصر واشيك واحد في روكسي.
الريادي، غالبا ساب شغله، ومركز في المشروع، كل تجاربه على مدار السنتين تلاتة اربعة خمسة كانت فاشلة وعمال يحسن في مشروعه وبيتعلم ادارة وتسويق وبيع وحسابات، بقى مفلس اكتر من الأول، امه وابوه شايفينه اتجنن، وبيعاملوه كأنه بيتعاطى حاجة حرام لاسمح الله !!! وشايفين ان مافيش بنت هاتقبل بيه.

بعد السنتين ثلاثة اربعة خمسة اللي فاتوا بسنتين تلاتة.
العادي: استقر واتجوز ومعاه بنت مسميها جنى  وطلعله كرش.
الريادي: الشركة بتكبر، بس لسه مفلس عشان فلوسها كلها مصروفة عليها، عمال يتعلم الدروس القاسية في الأدارة والنجاح والفشل. ابوه وامه يأسوا من الكلام معاه وبيعايروه باصحابه في الرايحة والجاية. حاسس بعزلة كبيرة عن اهله ومجتمعه، اللي بيحسسوه انه انسان فاشل وغير طبيعي.

بعدها بسنتين تلاتة:
العادي: كرشه بيكبر وجاب اخ لجنى وسماه هيثم.
الريادي: لازال يتعلم الدروس القاسية، لكن اخيرا وجد واحدة تحبه ومقتنعه بيه، هايتجوزوا بشكل غريب وغير تقليدي من حيث تجهيزات الشقة والبداية الصعبة.
بعدها بسنتين تلاتة:
العادي: لسه كرشه بيكبر، غالبا بيغير العربية، وبيغير الشقة، او سافر بلد عربي.
الريادي: الشركة مرة فوق ومرتين تحت ، خلف بنت وولد.

بعدها بسنتين ثلاثة:
العادي: ماحدش يعرف عنه حاجة، بس غالبا بدأ يعمل ريجيم، ومراته بقى وزنها 90 كيلو.
الريادي: الشركة مرة فوق ومرتين تلاتة تحت، مراته زهقت منه وبتشتكيه لأبوه وامه، والضغط النفسي عليه بقى من كل اللي حواليه، لم يعد هناك دعم نفسي من اي احد. 
في الحالة دي فيه كتير بيستسلموا ويسلموا، وفيه ناس بتكمل لكن بيأخذ المخاطرة الأكبر في حياته.
غالبا المخاطرة هايعيش في نتائجها الصعبة سنتين تلاتة كمان، بعدها بيرتاح ماديا، وممكن يرتاح جدا(ماديا) ان استطاع ان يتحلى بالصبر اللازم. لكن هاتبدأ مرحلة جديدة من الدروس الصعبة لكن من نوع مختلف.

كثير منا ينظر الي ريادة الأعمال من منطلق تجربة بيل جيتس وستيف جوبز وحيتان السيليكون فالي في امريكا، ودي كلها تجارب يظهر منها نجاحها ولا يظهر لك الامها. ريادة الأعمال طريق شاق وصعب وقد لاينتهي بنجاح، لكن حتى لو لم يكلل تعبك بنجاح باهر مؤثر، ستكون قد اسمتعت بكل لحظة شقاء في حياتك، من لا يملك روح الريادة، لن يرى في ذلك متعة، فقط من يملكها يحس بطعمها.

اختر طريقك.

هناك تعليق واحد:

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!