‏إظهار الرسائل ذات التسميات مالية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مالية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 29 يناير 2015


 في جملة واحدة ... المستثمرون يحبون المشاريع ذات المبيعات عالية الجودة
في عمليات تقييم الشركات والمشاريع، فإن المشاريع ذات المبيعات عالية الجودة -التي يسعى اليها المستثمرون- هي المشاريع التي تتميز مبيعاتها بثلاث صفات.
  1. القدرة على التوقع.
  2. الربحية.
  3. التنوع
 وتعد القدرة على التوقع هي اهمهم على الأطلاق.

الربحية:

ويقصد بها صافي الربحية (المبيعات - اجمالي المصاريف). المستثمرون يحبون المشاريع التي تزيد ربحيتها عن 70%.

 

التنوع:

حين يتم تقييم الشركات، يتم النظر بعناية الي مصادر الدخل والمبيعات ومدى تمركزها أو تنوعها. المستثمرون لا يحبون المشاريع التي تتمركز مبيعاتها من خلال منتج واحد او عميل واحد ... من الممكن ان يكون هذا مقبولا في المراحل الأولية للشركة ... لكن لابد للشركة ان تحرص ان يكون لها مصادر دخل متنوعة.

 

القدرة على التوقع:

وهو اهم عامل في تقييم المشاريع، ويمكننا وصفه بالثلاث جمل الآتية:
  • كم عدد العملاء المنتظمون في الدفع الدوري لك منذ السنة الماضية.
  • ماهو مقدار المبيعات او الربح الذي يمكنك التأكيد على حصولك عليه هذا العام.
  • كم عدد العملاء الذين تخسرهم كل سنة.
المستثمرون يحبون المشروعات ذات البيع المتكرر Recurring revenue اي التي يقوم فيها العميل بدفع مبلغا شهريا لحصوله على خدمة ما، لأنه يسهل عملية توقع المبيعات.
على سبيل المثال، فلو كان لديك مشروع او منتج ما، بحيث ان كل عميل يدفع شهريا 100$ ، ومع نهاية عام 2014 كان لديك 100 عميل، وفي العادة تخسر كل عام مايقرب من 10% من عملائك. أذن يمكننا ان نتوقع انك خلال عام 2015 ستحقق دخل شهري قدره 9000$ شهريا . واذا استطعت ان تتوقع معدل نمو مبيعاتك كما استطعت ان تقدر حجم الخسارة السنوية من العملاء، فإن ذلك سيكون افضل بكثير.

يمكنك دائما الأعتماد على المبيعات المتكررة شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة، فالتدفقات النقدية ثابتة وتتحسن طول الوقت، وبالتبعية فلن تكون دائما قلقا بشأن المرتبات والنفقات، وبالتبعية -ايضا- يمكنك توجيه طاقاتك في الأنشطة الأستراتيجية للشركة.
كما ان وجود تدفقات نقدية مستقرة يحفزك على اتخاذ بعض المخاطرات والقرارات التطويرية الجريئة في خطط عملك، وبأريحية اكثر، بحيث لو تعرضت لأي خسارة نتيجة مخاطرتك، فإن تدفقاتك النقدية تظل ثابتة وتؤمنك.

ايضا فإن المبيعات المتكررة تلك تبني قيمة متنامية لمشروعك في حال قررت بيعه في اي لحظة.
بعض الخبراء يقدر ان المشاريع ذات المبيعات المتكررة تعادل 16 ضعفا قيمة المشاريع التي لاتعتمد على نموذج المبيعات المتكررة.
كما ان احد الخبراء ايضا قدر ان قيمة الشركة التي لا تعتمد على نموذج البيع المتكرر تقدر تقريبا بــ 4 الي 6 اضعاف قيمة ارباحها قبل خصم الضرائب والأهلاك. في حين ان قيمة الشركة التي تعتمد على نموذج البيع المتكرر تقدر بــ 6 الي 8 اضعاف ارباحها قبل خصم الضرائب والأهلاك.

اعد النظر في مشروعك ... هل حقا تملك مشروعا بمبيعات عالية الجودة، حيث يسهل توقعها وذات ربحية كبيرة وغير مركزة ؟!
فكر مليا ... :)

روابط ذات صلة...

الأحد، 25 يناير 2015


كيف يمكنك ابهار اي مستثمر بفكرة مشروعك الناشئ ان لم يكن المستثمر بدوره يعي بديهيات المجال الذي تتحدث عنه. الحل الوحيد هو ان تتكلم بلغة المال. معاملات القرار المالي هي ابجديات لغة المال.
في هذه التدوينة سنتحدث عن ثلاث معاملات هم: نقطة التعادل breakeven point، فترة استرداد رأس المال pay back period، وصافي القيمة الحالية net present value.
على المستوى الشخصي، وحين اعد اي خطة عمل اقوم ايضا باحتساب معاملي معدل العائد الداخلي internal rate of return ومعامل الربحية profitability index. انصح القارئ ان يطلع عليهم ويستخدمهم ايضا.

اولا: نقطة التعادل.

وهي النقطة على خط الزمن التي تتخطى فيها قيمة المبيعات اجمالي مصروفات المشروع. اي ان هذا المعامل يجاوب على السؤال الآتي: بعد كم شهر من بدء المشروع ستستطيع المبيعات تغطية كامل مصروفات المشروع ؟
واذا راجعت الجزء الأول و الجزء الثاني من هذا المقال، ستجد ان نقطة التعادل هي النقطة الزمنية التي يتحول فيها صافي قيمة (المبيعات - المصروفات) من قيمة سالبة الي قيمة موجبة.
وتكمن اهمية هذه النقطة في انها تمثل الفترة الزمنية اللازمة كي يعتمد المشروع على نفسه ويكون قائما بذاته.

 

ثانيا: فترة استرداد رأس المال Pay back period.

وهي الفترة الزمنية اللازمة كي يكون صافي ارباح المشروع مماثلا للمبلغ الذي تم استثماره. واهميتها تكمن في انها تعطي بعض الدلالات للمستثمر بشان معدلات الربحية في المشروع.

 

ثالثا: صافي القيمة الحالية net present value.

اذا كان لديك 1000$ الان واستثمرتها في مشروع يدر عليك 10% بعد سنة، فسيكون لديك 1100$ بعد سنة.
الـ 1000$ تسمى "القيمة الحالية present value"
الـ 1100$ تسمى "القيمة المستقبلية Future value"
لكن في الحياة العملية لا تكون الأمور بهذه البساطة. في الجزء الأول تعلمنا كيف يمكنك بناء نموذج تتوقع من خلاله التدفقات النقدية. هنا سنتعلم كيف يمكنك حساب القيمة الحالية لكل تلك التدفقات النقدية المستقبلية. مع ملاحظة ان هذه التدفقات لا تسير بوتيرة واحدة او بمعدل ربحية واحد !
لذلك نحن بحاجة الي احتساب صافي القيمة الحالية Net present value.
صافي القيمة الحالية هو قيمة مجموعة تدفقات نقدية مستقبلية ممثلة في يومنا هذا.
ويعتمد على مفهموم ان قيمة المال حاليا اكبر من قيمته مستقبلا، لأنك لو ملكت المال الآن فيمكنك استثماره والرجوع عليك بعائد.
صافي القيمة الحالية قد يكون هو المعامل المالي الأهم في تقييم المشاريع، فمن خلاله يمكن معرفة قيمة المشروع، كما يمكن من خلاله المفاضلة بين اكثر من مشروع.

لن نخوض سويا في تفاصيل حسابية (رياضية) حول كيفية حساب صافي القيمة الحالية، لكننا سنستغل امكانيات الأكسل في حسابها وتطبيقها على نموذج التدفقات النقدية الذي تعلمناه سويا في الجزء الأول.

في الجزء الأول من المقال استطعنا في نهايته الوصول لملخص التدفقات النقدية على مدار خمس سنوات كالآتي
Y0 يمثل اول يوم في المشروع، وقيمة صافي الربح هنا تعبر عن المبلغ الذي تم استثماره.
Y1 تمثل نهاية السنة الأولى ، ... وهكذا
صافي الربح السنوي يقصد به صافي المبلغ المتبقي بعد خصم كل شئ بما فيها الضرائب. لذلك المبلغ المذكور في السنة Y0 هو المبلغ المستثمر.
ويتم احتساب صافي القيمة الحالية في برنامج الأكسل بمعادلة الــ NPV كالآتي:
السؤال الذي قد يتبادر للذهن الآن هو كيفية احتساب معدل الخصم، وهو ما سأقوم بالرد عليه في تدوينة اخرى ان شاء الله.
وقد اجبت عليه في مدونتي الأنجليزية في مقالة عن تقييم الشركات ... رابط المقال.
بذلك اكون قد انتهيت من سلسلة كيفية اعداد خطة مالية، وان شاء الله نتناول في مقال قادم كيفية تقييم الشركات ذات الأصول المعنوية.

اقرأ ايضا.
الجزء الأول من المقال.
الجزء الثاني من المقال.

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014


في الجزء الأول تعرفنا على كيفية بناء نموذج مرن لإدارة وتوقع التدفقات النقدية المستقبلية في مشروعك او شركتك. قبل ان تبدأ في بناء هذا النموذج فمن المفترض ان يكون لديك خطة عمل Business plan وهي تصف امور كثيرة حول مشروعك، منها حجم السوق الذي تستهدفه، وقدراتك في الأستحواذ على نسبة من هذا السوق وتوقع لهذه النسبة، حيث ان هذه الأمور هي التي ستشكل الأساس الذي ستبني عليه التدفقات النقدية الواردة.
ايضا يتوقع من خطة العمل ان تتضمن وصفا -ولو مختصرا- لاقتصاديات السوق الذي تعمل به في غضون السنوات القليلة القادمة.

كلنا نعلم انه لا يوجد مشروع ما ينمو بصورة خطية ثابتة.... ذلك ان الأسواق والأقتصاديات نفسها لا تسير بوتيرة ثابتة. العديد من المفاجئات يحدث وبشكل شبه دوري في كل انحاء العالم...


  • الأزمة المالية العالمية سنة 2008 خلفت ركوداَ اقتصادياَ رهيباَ في كل العالم وخاصة اوروبا وامريكا. على المستوى الشخصي، فقد تم الغاء ثلاث عقود عمل كبيرة معنا مع ثلاث شركات من دول اوروبية.
  • ثورات الربيع العربي، وعدم الأستقرار السياسي والأقتصادي في العديد من دول المنطقة العربية، اثرت حتى على الدول المجاورة لهم.
  • اي تذبذب في سعر البترول يؤثر في اقتصاد العالم ككل. ورأينا كيف اثر هذا الأنخفاض الأخير في اسعار البترول على احد اكبر اقتصاديات المنطقة العربية والعالمية، لتتحول من فائض دائم في الميزانية السنوية في الأعوام الماضية الي عجز كبير هذا العام !
  • اي كارثة طبيعية (تسونامي او زلزال) يضرب منطقة الشرق الأقصى، يؤثر بشكل رهيب في اسعار مكونات الحاسب الآلي، وبالتبعية يؤثر بشكل رهيب في ثلاث او اربع من اكبر اسواق المال في العالم.
هذه نماذج من امور يصعب او لايمكن التنبأ بها، لكن من ناحية اخرى فيمكن ايضا ان تواجه الآتي:
حين تقوم بعرض مشروعك على مستثمر ما، فتوقع ان يخوض معك في هذه التفاصيل، وكن مستعدا للإجابة عن كل منها بموضوعية واستنادا الي دراسات. توقع الأسوأ دائما ... هل قرأت مسبقا عن ظاهرة البجعة السوداء.

حين تبدأ في العمل على نموذج التدفقات النقدية المشروح في الجزء الأول من هذه السلسلة، قم ببناءه وفقا لمعطيات السوق الحالية والحالة الراهنة للأسواق التي تعمل بها او تستهدفها، والمخاطر المتوقعة في هذه البيئة، ولنسم هذا النموذج بالخطة الأمثل . اذا كانت التدفقات النقدية والأرقام في هذه الخطة تنبئ بمشروع جيد العائد، فيمكنك البدء بالبحث عن مستثمر. اما اذا كانت الأرقام لاتعطي صورة جيدة عن الأستثمار، فأنصحك بالتوقف واعادة النظر في الفكرة او نموذج العمل، والبحث في التعديلات المطلوبة كي تتحسن هذه الأرقام. ... انصح بالقراءة في مفهوم Lean startup.



اذا كانت المؤشرات جيدة في الخطة الأمثل، فانتقل الي بناء الخطة المتحفظة، وهي التي تعيد فيها تقييمك للمخاطر، فتزيد من قيمتها وتأثيرها، وتعيد تقييم تدفقاتك النقدية الواردة فتقلل منها، باعتبار ان الأداء البيعي والتسويقي سيأتي بنتيجة ضعيفة نسبيا. هذا النموذج يوضح مدى قدرة مشروعك على الصمود في وجه متغيرات السوق التي قد تحدث بشكل مفاجئ، كما انها ايضا توضح الحد الذي يمكن عنده ان ينهار المشروع. هذا النموذج مهم جدا، وهو في الغالب النموذج الذي ستقوم حوله معظم المناقشات مع المستثمر.

يأتي بعد ذلك ان تقوم ببناء النموذج المتفائل، وهو النموذج الذي يفترض استقرار او تحسن في معطيات السوق، ويجب ان يكون هذا الأفتراض مبني على دراسة وليس تفائلا فقط. كما انه يقوم على توقع متفائل ايضا لحجم المبيعات، وايضا يجب ان تكون تقديراتك موضوعية ووفقا لدراسة. هذا النموذج يعطي املا وخاصة لبعض المستثمرين الذين تغريهم الأرقام الكبيرة في العوائد على المشروعات.




هناك ايضا سبب هام يدفعك لبناء النماذج الثلاثة، وهو ان الشركة لن تسير على نمط واحد او نموذج واحد من هذه النماذج، فربما تبدأ الشركة في سنتها الأولى على النموذج المتحفظ، ثم في عامها الثاني والثالث على النموذج الأمثل، ثم تنتقل الأمور للأحسن. على سبيل المثال، فأنا شخصيا اعمل في مجال التطبيقات السحابية، وفي هذا المجال، فإن المبيعات تبدأ في بداية المشروع متباطئة جدا، ثم تبدأ في التحسن، حتى تصل لمرحلة نمو اُسي (نمو متسارع). وبالتالي فوجود ثلاث نماذج يعبر بشكل افضل واكثر دقة عن مراحل المشروع.
فيما يلي مثال عملي لأحد المشاريع التي اسعى لجذب تمويل لها. كما نرى في الشكل، فإن الثلاث خطط او نماذج لم تكن فقط لاستعراض قدرة صمود المشروع امام التغيرات والمخاطر، بل ايضا لمحاكاة شكل نمو الشركة ومبيعاتها على مدار خمس سنوات.

عند بنائك للثلاث نماذج ستلاحظ الآتي:
النموذج المتحفظ سيتطلب قدرا اكبر من التمويل، لأن الفترة التي ستحتاج بها غطاء مالي لتغطية مصروفاتك ستطول. وبالتالي فعليك ان تفكر وان تقرر على اي خطة ستطلب التمويل.

هناك خطأ شائع عند بناء الثلاثة نماذج، حيث يقوم البعض بتغيير الواردات من خلال المبيعات فقط، ويجعل التكاليف ثابتة في الثلاثة نماذج. وهو امر غير دقيق. فكلما زادت المبيعات زادت النفقات بالتبعية، فقد تحتاج لعمالة اكبر ودعم فني ...الخ.

حينما تنتهي من الثلاث خطط، قم برسم الرسوم البيانية الآتية، حتى يمكنك الشعور والأحساس بالفرق بين الثلاث خطط.
1- رسم بياني يوضح الفرق في معدل نمو المبيعات في الثلاث خطط.
2- رسم بياني لكل خطة يوضح فيه (المبيعات، النفقات، حاصل طرح (المبيعات - النفقات)، الأرباح السنوية المرحلة)

فيما يلي نماذج لهذه الرسوم من واقع الخطة التي اعمل عليها.





اقرأ ايضا...

كيف تعد خطة مالية لمشروعك الناشئ - الجزء الأول- انشاء نموذج للتدفقات النقدية.

نفس المقالة على المدونة الأنجليزية

الاثنين، 8 ديسمبر 2014


قرأت عن حملة ترويجية تقودها "جودي جنشافت" رئيس جامعة جنوب فلوريدا. الجامعة كانت تبني مركز أبحاث متخصص في الهندسة البيولوجية والأقتصاد الحيوي.
وفهمت ان الرئيسة المسوقة باعت الطوب الذي سيبنى منه المركز لرجال الأعمال الذين تخرجوا من الجامعة. كل من يكتب اسمه على طوبة توضع في الجدران يدفع مائة دولار، ومن يكتب اسمه على طوب المدخل وردهاته يدفع عشرة الاف دولار .!!!
وبدأ بناء المركز فعلا بعد أن انهالت الأموال على الجامعة التي تعاني من ضائقة مالية وانهال معها الطوب الأحمر يحمل اسماء المتبرعين، وهذا هو التسويق الناجم عن فكر إداري خلاق.

السبت، 6 ديسمبر 2014


هذا المقال هو خلاصة لتجربة امتدت عبر اكثر من 14 سنة في العمل الخاص في مجال البرمجيات. في خلال هذه الفترة قمنا بأكثر من محاولة لجذب استثمارات من داخل مصر وخارجها  في الشركة من خلال خطط عمل ودراسات مالية وفنية، نجحنا في بعضها ولم نوفق في الكثير منها. تعاملنا مع مستثمرين افراد ومع شركات ومع جهات تمويل سواء حكومية او رأس مال مخاطر، داخل مصر وفي بعض دول الخليج العربي وحاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعاملنا مع استشاريين وخبراء كثر، تعاونوا معنا في كتابة تلك الدراسات، وتعاملنا مع الكثير من الشركات الناشئة في تجارب تبادل خبرات.
كل تجربة كانت تصقل مهاراتنا اكثر في  كيفية صياغة خطط العمل واعدادها وعرضها.
هذا المقال كتبته اول ما كتبته باللغة الأنجليزية تحت عنوان How to Rock your start-up project Financial plan والتفاعل معه من الولايات المتحدة كان مذهلا ... حتى اني بصدد كتابة مقالة عن تجربتي بين التدوين بالعربية والأنجليزية.
اتمنى ان يكون له نفس الصدى عند القارئ العربي.

معظم المستثمرين يبدأ بالنظر في ارقامك. احيانا كثيرة يجد المستثمر نفسه غير قادر على تقييم الفكرة التي تعرضها لأنه لا يفهمها. لذلك لا يكون له الا ان ينظر في تصورك عن الأرقام. او بمعنى ادق ما يسمونه معايير القرار المالي Financial Decision Criteria.
هذا المقال سيأتي في ثلاثة اجزاء.
الجزء الأول: سنتعلم في كيفة بناء نموذج للتدفقات النقدية Template سيعينك لاحقا على حساب المعايير المختلفة للقرار المالي.

الآن افتح ملف اكسل جديد وقم ببناء النموذج الآتي.
1- خط الزمن: حيث يتم رصد التدفقات النقدية بشكل شهري خلال ثلاث الي خمس سنوات.
2- المبيعات الشهرية: يرصد المبيعات الشهرية، ونلاحظ في المثال اعلاه ان قيمة المبيعات الشهرية في اول شهرين هي صفر.
بالطبع يمكنك تطوير النموذج لترصد فيه قنوات المبيعات المختلفة، او المبيعات المتوقعة من كل منتج، وتقوم بتجميعها في خانة اجمالي المبيعات الشهرية.
3- المصروفات الشهرية: وترصد فيه المصروفات الشهرية، ويمكنك ايضا تطوير النموذج لتقسمها الي مرتبات، ومصاريف ادارية، مصاريف تسويق، نثريات، ...الخ. وتقوم بتجميعها في خانة "اجمالي المصروفات".
4- اجمالي ارباح الشهر monthly Gross profit: وهي اجمالي مبيعات كل شهر مطروحا منها اجمالي مصروفات نفس الشهر. ويمكنك ملاحظة اننا في الشهرين الأولين ليس لدينا اية مبيعات، وبالتالي فإن قيمة اجمالي الربح لهذا الشهر بالسالب. او بمعنى ادق هي خسائر بإجمالي مصروفات الشهرين.
5- التمويل المطلوب: وهو المبلغ المطلوب لتغطية تكاليف المشروع حتى الوقت الذي يمكنه فيه تمويل نفسه. عند بناء هذا النموذج لأول مرة، اجعل قيمته بصفر.
6- السيولة النقدية المتبقية: عند بدء المشروع سيكون معك سيولة نقدية لتغطية مصاريفك. في كل مرة تقوم فيها بصرف مبلغ ما، فإن السيولة النقدية ستقل، وفي كل مرة تقوم فيها بعملية بيع، فإن السيولة النقدية ستزيد.
وكما هو موضح بالشكل فإن:
السيولة النقدية المتبقية في الشهر الأول = اجمالي ارباح الشهر الأول + السيولة النقدية التي بدأت بها المشروع (التمويل).
السيولة النقدية المتبقية في الشهر الثاني = اجمالي ارباح الشهر الثاني + السيولة النقدية المتبقية من الشهر الأول.
....
السيولة النقدية المتبقية في الشهر (س) = اجمالي ارباح هذا الشهر (س) + السيولة النقدية المتبقية عن الشهر الذي يسبقه.
7- ملخص السنة: وهو تقرير مبسط يشبه الي حد ما قائمة الدخل وفيه:
اجمالي المبيعات: وهي تجميع لمبيعات الأثنى عشر شهرا.
اجمالي الربح: وهو اجمالي ارباح الأثنى عشر شهرا.
الضرائب: تحسب وفقا لقوانين البلد.
صافي الربح: وهو اجمالي الربح - الضريبة.

  مـــثــــال:


 في هذا المثال نلاحظ انه لايوجد اي مبيعات في الشهرين الأولين، وبالتالي فإن السيولة النقدية المتبقية في الشهر الأول هي خسائر بقيمة مصروفات الشهر الأول. والسيولة النقدية المتبقية في الشهر الثاني هي خسائر بقيمة مصروفات الشهر الأول والثاني.
في الشهر الثالث هناك مبيعات بقيمة عشرة الاف 10000 ومصروفات بقيمة 4000.
وبالتالي فإن ارباح الشهر  10000 - 4000 = 6000$
اما النقدية المتبقية فهي  = ارباح هذا الشهر(6000) + النقدية المتبقية من الشهر السابق وهي ديون بقيمة 5000$
                      =  1000$
اذن من هذا النموذج، هل يمكننا تصور حجم التمويل المطلوب ... انه ببساطة مجموع قيم الخسائر، او مجموع القيم السالبة في الصف (اجمالي الربح monthly gross profit) اي 5000$ ... يبدوا منطقيا اليس كذلك :)

لنراجع المثال مرة اخرى بعد وضع قيمة التمويل المطلوبة فيه.
من المثال يظهر ان الـ 5000$ كانت هي المبلغ اللازم لتغطية نفقات المشروع حتى يمكن لمبيعاته ان تتولى الأنفاق عليه. اي ان الـ 5000$ كانت كافية لنفقات شهرين، لذلك وجدنا ان قيمة النقدية المتبقية في نهاية الشهر الثاني هي صفر. وهو الزمن الذي انتهى فيه مبلغ التمويل، وهو ايضا الزمن الذي استطاع فيه المشروع الأنفاق على نفسه من ايراداته. وهذه النقطة في خط الزمن تسمى نقطة التعادل او الـ Breakeven point وهي احد معايير القرارات المالية. لاتنس هذا المعيار لأننا سنعود اليه في المقال الثالث.

الآن قم بتجربة هذا النموذج بنفسك، كي يتولد لديك الأحساس بالأرقام. ايضا بمجرد البدء به ستجد نفسك تعدل فيه وتحسن حتى تخرج بنموذج يمثل مشروعك.
الصورة التالية هي نفس النموذج لكن لأحد المشاريع التي اعمل عليها. انظر فيها الي حجم التفاصيل سواء في قنوات البيع المختلفة او في مصادر الصرف المختلفة.

اخيرا ... اذا كان لديك اي سؤال، فاتركه في التعليقات. وفضلا اضغط على اختيار (متابعة المدونة) حتى يمكنك المعرفة متى ما نشرت الجزء الثاني والثالث.

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!