الخميس، 6 أكتوبر 2016

احد اهم اهداف التعليم المرن او المنزلي اننا نعلم اولادنا تعليم متقدم ... مش فقط نجنبهم ضياع الوقت والمال والجهد في المدرسة. نريد ايضا ان نرتقي يمهاراتهم الذهنية والفكرية
في اساليب علمية تربوية لطرق التدريس ... هدفها اننا نوظف مهارات الأنسان الذهنية والفكرية. مستويات المهارات دي شرحها مثلث بلوم الموجود في الشكل دا.
المثلث دا اطبعوه وعلقوه وخلوه دايما قدامكم وانتم بتذاكروا لولادكم.

لن اشرح كثيرا في كيفية استخدامه لكن سأضرب مثال سريعا في مادة الرياضيات مثلا.
قانون فيثاغورس في حساب مساحة المثلث القائم
1- ان يحفظ الطالب القانون ... المستوى الأول "المعرفة والتذكر"
2- ان يكون متفهما لكيفية نشأة القانون ... يعني يدرك ان القانون منطقيا  ... المستوى الثاني " الفهم" ... ودا مستوى دائما مايتم اهماله.
3- ان يبدأ في التطبيق المباشر للقانون .. يحل مسألة مباشرة.
4- ان يتم تعقيد المسألة قليلا ليكون هناك اكثر من عملية حسابية قبل الوصول للمعطيات المباشرة لحل المسألة
5- ان يتم تركيب اكثر من قانون في المسألة.
6- ان ندمج العلوم ... تخيل لو ان جزء من معطيات مسألة رياضية كان كالآتي ... مساحة مثلث ما يساوي مساحة مصر مقسوما على 100 الف.  ... نحاول دائما ان ندمج اكثر من علم في المسألة الواحدة .... معطيات من قانون فيزيائي ومعلومة تاريخية وجغرافية ويتم توظيفها في مسائل حسابية ...
 الفكرة هنا لسيت في ان نجعلها اكثر صعوبة ولكن ان نجعل الطفل يعتاد توظيف مهاراته الذهنية ومناطق اكبر من مخه

في النهاية لاتدعوا المثلث يقيدكم ... اتخذوه كمرشد فقط في عملية التدرج في استخدام المهارات الذهنية لأولادنا ... انطلقوا وابدعوا واحكولنا عن تجاربكم :)

المعلومات الموجودة في المثلث مأخوذة من اكثر من موقع وصفحة فيس بوك لبعض المدرسين. للأسف لا اذكر المراجع ولم استطع الوصول لها مرة اخرى لذكرها. اعتذار واجب لمن رأى اني اقتبست او نقلت عنه











السبت، 1 أكتوبر 2016


هذه المرة لم اخطط للكتابة ... لكن جاءني تعليق من صديق مقرب على مقالي السابق "بداية تطبيقنا للفكرة" نصحني فيه ان اضع مقاييس لمستوى اولاد وتطور معرفتهم بعد فترة من التجربة ...
فكرة المقياس مهمة جدا ... لكن كيف يمكن ان اضع اسسها ؟!!!
انا هاقدم في هذا المقال مقترح ... واسعد بالطبع بتعليقاتكم وتوجيهاتكم ومقترحاتكم

البداية عندي بدأت في اني احدد ... ما الذي هربت منه في التعليم النظامي ؟ وما الذي اطمح ان اجنيه في التعليم المرن؟
هربنا من ايه
1- هربنا من النظام اللي بيقدر الطفل اللي عنده ذكاء لفظي فقط وحفيظ ... وغير كدا يبقى فاشل
2- هربنا من مدرسين غير كفأ
3- هربنا من ارهاق اولادنا بواجبات منزلية لاطائل منها ، وبتضيع وقتهم
4- هربنا من اثار سلبية كثيرة على نفسيتهم

نطمح في ايه
عكس كل ماسبق ... اكتشاف مواطن القوة والذكاء عند اولادنا، تنمية هذه المهارات، تنشئة طفل سوي نفسيا.

بصراحة لم اجد شئ كمي استطيع ان اقيس بها كل ماسبق !!! ... وقررت اني مش هاستسلم :)

احد اهم مميزات التعليم الأمريكي انه قائم على المشاريع ...  يعني ايه مشروع؟ ... 
هاشرح دا بمثال عملي من منهج العربي في رابعة ابتدائي :) ... في درس بيتكلم عن مدينة الأسكندرية والأثار اللي فيها. ... بعد نهاية الدرس في سؤال اخير بيقول ... اكتب اهم المعالم التي وردت في الدرس ورتبها زمنيا واكتب نبذه عنها.  ... اجابة السؤال دا غير موجودة في الدرس اصلا، عشان كدا هاتلاقي كل المدرسين هايهملوه ، لكنه ، ومن الناحية التربوية ، سؤال مقصود جدا ومش غلط.
المقصد منه ان الطالب يقوم بمشروع على السؤال دا وكل واحد واجتهاده.

مع بنتي هانشتغل على الآتي:
1- بنتي هاتدخل على جوجل وتبحث عن صور لمعالم الأسكندرية وبعض المعلومات عن كل معلم تشمل تاريخ الأثر والحقبة الزمنية التابع لها ولماذا تم بناءه
2- هاتطبع الصورة ، وتلصقها على لوحة كبيرة مرتبة وفقا لتتابعها زمنيا
3- هاتكتب المخلص اللي جمعته عن كل معلم بأسلوبها.
4- هاتزين اللوحة
5- هاتقف امامنا وتشرح شغلها
دا مشروع تم فيه اختبار اكثر من مستوى تفكير (هانتكلم عن مستويات التفكير لاحقا) واكثر من مهارة ... قام الطفل بالبحث، والأختيار، والتعامل مع محركات البحث، والطباعة، والتلخيص، والتزيين ، والتقديم والشرح. بالطبع لن تقوم بكل هذا بمفردها ، انا وزوجتي هانتدخل كثيرا في دعمهم

المفروض في التعليم المرن انه يكون فيه كمية مشاريع كبيرة وكثيرة في كل المجالات. المشاريع دي هي اللي بتربط العلوم ببعضها في ذهن الطفل، وبتبرز نقاط قوته.
 يتبقى نقطة وحيدة ومهمة في المشاريع، هي مجموعات العمل. اي يقوم كل طالب بشرح مشروعه وابراز مابراه من نقاط القوة، او ان يكون هناك بعض المشاريع يعمل عليها فرق عمل وليس طالب واحد. ... وهنا يأتي دور التنسيق مع اسر ثانية متبنية للفكرة وتريد تطبيقها حتى يتم التنسيق بينهم .... بالمناسبة دي احنا لازلنا بنبحث عن مجموعات :)

احنا ماخرجناش عن الموضوع ... انا كنت عاوز اقول انك تقدر تقيم نجاح التجربة من عدمه بعدد المشاريع اللي قام بها الطالب وعدد الرحلات العلمية والأستكشافية :)
لازم على اخر السنة يكون الطفل عنده مجموعة من المشاريع في صورة لوح ومذكرات وماكيتات ومجسمات ... الخ ... ودي تربويا بيسموها الــ student portfolio .. او ملف الطالب

التقييم يكون على عددها وتنوعها واحساسك فعلا بأنك بدأت تكتشف اولادك، واحساسك انهم بدأوا ينوروا مش ينطفوا 

ودمتم سالمين



الجمعة، 30 سبتمبر 2016


المقال السابق او الحلقة الأولى كان خلاصة تجربة سنة من البحث والدراسة في الموضوع ... في خلال السنة انتقلت مع اهلي من مرحلة "انتم بتضيعوا مستقبل ولادكم" الي مرحلة المشاهدة الصامتة :) ... كل اللي سمع عن الموضوع ، كان رد فعلهم اني اخدت خطوة جريئة وفيها مخاطرة .... رغم ان الخطورة الأكبر كانت في استمرارنا في التعليم في المدارس المصري (طبعا انا اتكلم عن المدارس الخاصة مش الحكومة ... الحكومة خارج الحسبة اصلا) ...  الناس اعتادت ان تطمئن الي سلوك القطيع. يعني الناس بترتاح لما تعمل زي كل اللي حواليها ، حتى لو رايحين في التهلكة ... مش مهم ... المهم ماكنش لوحدي :) 

انا بصفة عامة ... ولأني رجل اعمال وصاحب بيزنس فعودت نفسي على اني افكر باستقلالية عن الناس المحيطة، ودا ساعدني جدا. على المستوى الشخصي، الموضوع ما كانش مخوفني اطلاقا ... على العكس كنت حاسس بأريحية وارتياح تجاه الموضوع رغم كل اللوم من حولي، التعليم في المدراس كان راعبني جدا ومخوفني على مستقبل الولاد... شايف ان التعليم المنزلي والخطة اللي بارسمها لولادي هاتديهم حرية اكبر في تنمية المناطق والمهارات التي يبرعون فيها وبالتالي هاتحررهم من فكرة المسار المحدد والمرسوم اللي بيرسمه التعليم المصري.
عندي بنتين وولد ... بنت في رابعة ابتدائي وبنت في ثانية وولد في KG1 ... احنا بدأنا التجربة مع البنات الأول. قولنا خلي الولد يروح المدرسة حتى اولى ابتدائي ، ولآننا غالبا كنا هانهمله واحنا بنواجه التجربة لأول مرة مع البنات

على الرغم من كوني مطمئن للخطوة الا ان زوجتي لم تكن على نفس الدرجة من الأرتياح للخطوة ، وقبيل الدراسة بأسبوعين توترت جدا ، لولا انها استقبلت دعم نفسي ومعنوي من بعض زملائها ... جاء في وقته تماما ... ولعله كان نتيجة استخارة صادقة.

بعد المقدمة المهمة دي ، هاتكلم عن 4 محاور رئيسية في تجربتنا خلال الفترة القصيرة دي (اسبوعين فقط)

 تقليل المخاطر

في البداية كان جزء من اقناع انفسنا (انا وزوجتى خاصة) بالتجربة كان ناشئ عن اتخاذنا لأكثر من  قرار احترازي يقلل من المخاطر وهي
1- سجلنا للأولاد في المدرسة واخبرنا ادارة المدرسة اننا سندرس من المنزل، ووافقت المدرسة على ان ندفع نصف المصاريف فقط. هذه الخطوة كانت من باب ان نترك لنا خط رجعة في العام المقبل ان لم نستطع الوفاء بالتزامات التعليم المنزلي
2- بعض المواد التي احترنا في كيفية دراستها ... سجلنا فيها للأولاد في درس خصوصي ... وكانت مادة واحدة فقط، وفي الغالب لن نأخذها بانتظام
3- قبيل الأمتحانات سنسجل للأولاد في دروس المراجعة، حتى يتجاوزوا الأمتحانات بسلاسة، ودون ان تتوتر زوجتي وحتى يخف الحمل من عليها
4- اقنعنا انفسنا اننا فعلا لانكترث بعدد الدرجات التي سيجمعها الأولاد في الأمتحانات. وان هدفنا انهم ينجحوا فقط. وانهم لن ينافسوا على اي مراكز دراسية في تعليم فقدنا الثفة فيه

التعاون مع من حولنا

مجرد ماعرفنا اللي حوالينا بتجربتنا بدأنا في تلقي مساعدات ... حماتي مهندسة شاطرة وهي اللي بتذاكر للبنتين الرياضيات. الأولاد ليهم خال مبرمج شاطر وبيتابع بنتي الكبيرة في موضوع البرمجة. اعطاها لعبة من google play بتعلم مبادئ ومفاهين البرمجة. وبنتي متفاعلة بشكل كبير مع اللعبة.  في اكتر من ام من امهات اصحاب البنات عاجباهم التجربة وبينسقوا مع زوجتي مجموعات للمذاكرة الجماعية.

 تجربة انواع مختلفة من التعليم

بدأنا قراءة في الأساليب التربوية في التدريس. انا شخصيا بدأت اقرأ في موضوع مستويات بلوم للتفكير واحاول اطبقها مع الأولاد. زوجتي شاطرة في موضوع ترتيب الرحلات واستطاعت في الأجازة ترتيب اكثر من رحلة علمية مع الأولاد. ايضا بدأت في تنفيذ التجارب العملية من كتب العلوم. بل وعمل تجارب عديدة من خارج المنهج . الأولاد كمان بيتعلموا زراعة. الأولاد كمان اصبحوا قادرين على المحافظة على مواعيد التمرين. .. سجلنا للأولاد في دورة عن ال lego robotics. من تصفحنا وبحثنا في الموضوع وضعنا خطة تدريب للصيف ، في خطتنا دورة عن تصوير الفيديو وادوات المونتاج ودورة عن الفوتوشوب. خضنا في الأسبوعين الماضيين تجارب عديدة وممتعة مع الأولاد. ... وحقا الأولاد مستمتعون ، واحس فيهم نشاط وهمة وعدم ملل من الدراسة. بنحاول نكسر فكرة ان الدراسة مزعجة وان الأجازة الصيفية ممتعة. بنعلمهم من الآن انهم يحبوا الحاجة اللي بيعملوها ويتعلموا الأستمتاع بيها. انا شخصيا باستمتع بشغلي لدرجة اني لااستطيع البعد عنه حتى في الأجازة. احاول ان اغرز هذا النموذج فيهم.

 استشراف المستقبل

كثير ممن يحاول تجربة التعليم المنزلي يشغل نفسه كثيرا بالمناهج. وفي رأيي ان تتبع نفس المنهج الذي كانوا يدرسونه وهم نظاميون في المدارس سواء كان نظاما امريكيا او انجليزيا او حكوميا او اي شئ اخر.  ... كما ذكرنا في الحلقة الأولى فإن التعليم المرن او المنزلي فلسفة اكثر منه خارطة طريق. فلسفة تستهدف معرفة مناطق القوة في اولادك  وتنميتها واكسابهم العديد من المهارات التي تمكنهم من حسن اختيار طريقهم في المستقبل. لا تخافوا من التجربة مع الأولاد.  انا سمعت مثلا عن الرياضيات في سنغافورة وهاجربه في الأجازة ان شاء الله


الخلاصة ...
ليس من الضروري في تجربة التعليم المنزلي ان تتبنى في خطوتك الأولى افضل التجارب حول العالم. اصنع لنفسك مسارا مبدئيا، هو حتما سيكون افضل من المسار المدرسي ، قم بتحسينه مع الوقت. استمتع بالتجربة ، فأنت تتعلم مع اولادك حرفيا

وقبل مانختم الحلقة الثانية اوجه الشكر لزوجتي العزيزة المتبنية للتجربة بصبر وثبات واجتهاد كبير ... وطبعا حماتي اللي بتذاكر رياضة للبنات وخال البنات (عمر) على دعمه ومساعدته في موضوع البرمجة 

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016


اعتدت ان اكتب ناقدا لأداء وزارة الأتصالات المصرية وتحديدا هيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات فيها. بالطبع هذه المقالات كانت تأتي على هوى كثير من الناس، حتى من العاملين داخل الهيئة لأن قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري اعتاد من الهيئة اداءً يفوق التوقعات، وجهدا مضنيا في دعمه، وبالفعل استطاع ان يحدث طفرة في هذه الصناعة في بداية الألفينات وحتى 2008.

هذه المرة يأتي مقالي ناقدا للشركات نفسها (تحديدا الصغيرة والمتوسطة) وليس للهيئة. ليس لأن الهيئة قامت بدورها المنوط بها، ولكن لأن المرحلة الحالية بتحدياتها الرهيبة، لايمكننا -كشركات صغيرة ومتوسطة- ان ننتظر فيها عملية انقاذ من الهيئة، وهي نفسها بحاجة الي من ينقذها !!!

هذه المرحلة تستدعي ان تفكر الشركات بشكل مستقل تماما عن اي برامج دعم من الهيئة او اي فرص في السوق المصري. مرحلة تستدعي الوقوف مع النفس والتفكير بشكل ابداعي والبحث عن حلول خارج الأطار المعتاد ... والأهم من ذلك كله ... الخروج من منطقة الراحة.  

حضرت العديد من المناقشات في غرفة صناعة تكنولوجيا والمعلومات، وبشكل فردي مع القائمين على الشركات واتابع احيانا مناقشاتهم على وسائل التواصل المختلفة. في رأيي ان معظم المناقشات ان لم يكن كلها تدور في فلك واحد، وهو البعد عن الحلول التي تأخذنا خارج منطقة الراحة.
 مبدئيا لا ادعي اني املك خارطة طريق لحل واضح المعالم لما اسميه "حل يخرج بنا من منطقة الراحة" ... لكن حتما كل ما اسمعه من حلول لن يؤدي الي شئ... ولعل الكثير منها قد تم تجربته مسبقا ايضا.

لو لاحظنا سنجد ان كل من يشارك في هذه المناقشات والأجتماعات هي الشركات التي لازالت تعاني وتستجدي النجدة من الهيئة ومن الغرفة. في حين ان هناك قطاع ليس بالقليل من الشركات الناشئة والمتوسطة والكبيرة لايشارك ابدا في هذه النقاشات وربما حتى لانسمع عنهم. وربما ايضا غير مسجلين في الهيئة ولا الغرفة ولا اتصال. ويعيشون في حالة جيدة ومنعزلين بشكل كبير عن مشاكل السوق المصري ... مش كدا ولا ايه ؟ :)

لو نظرتم مثلا في قائمة الشركات المرشحة لجايتكس 2016، غالبا هاتلاقيهم كلهم او معظمهم ليسوا من المشاركين في اجتماعاتنا ... 

يأتي اهتمامي بشكل رئيسي بمشاركة الشركات همومهم لأني خضت تجربة قاسية للخروج من منطقة الراحة واستطيع ان ادعي اني على اول خطوات النجاح بفضل الله. كل ما اردته هو ان اشارك ارائي وتجربتي مع زملائي ومع القائمين على هذا القطاع. 

احيانا كثيرة اشعر ان المواضيع التي تفتح للمناقشة في اجتماعتنا هي من باب التنفيس، واحساس اننا نحاول ونبذل جهدا ونجتهد في الوصول لحلول. ومعظم هذه الموضوعات هي اعراض لمشكلة رئيسية لها علاقة في جذورها بالوضع الأقتصادي والسياسي المتردي والمستمر في التردي دون بوادر حلول او بصيص امل في الأفق !
لا احد يملك تصورا او يستطيع ان يدعي انه يملك خارطة طريق لهذا الوضع. ومن ناحية اخرى فعلاج الأعراض لن يؤتي اي ثمرة ولن تجني منه سوى تضييع الوقت ومزيد من المحاولات الفاشلة.

الحل الوحيد يأتي في اطار الأستغناء عن السوق المصري كسوق يمكنك البيع فيه والتربح منه. والبحث عن بدائل في اكثر من سوق. حتى اسواق الخليج العربي، تحتاج الا يكون اعتمادك عليها كليا. وهذا كله يأتي كمرحلة لاحقة لمرحلة تقييم منتجاتك ومعرفة مايمكنه المنافسة عالميا فتقوم بالأستثمار فيه، ومالا يمكنه ذلك فتتخلص منه،  وهي خطوة جريئة وصعبة حتى على المستوى النفسي. 

مبادرة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة MSE هي مبادرة عودت الشركات على (الأنتخة) والأسترخاء. تمويل يمكنه ان يعين شركة من فردين لمدة سنة ولايتطلب الكثير من العطاء وشروطه سهلة !!!

لقد لمست بنفسي شركات ناشئة (طلبة حديثي التخرج) نجحوا في خلال وقت قصير. فقط لأن عدتهم وعتادهم كان الأبداع والمثابرة. لايملكون تاريخا ولاخبرة فنية او سوقية ولاموظفين ولا رأس مال... فقط شريكين او ثلاثة اجتمعوا على فكرة مبدعة وثابروا في ابرازها والعمل عليها حتى اصبحوا يجوبون مكاتب العملاء داخل وخارج مصر.   في حين ان اصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة اعتادوا الجلوس على المكاتب والمعاملة كأصحاب شركات وارتبطوا عاطفيا بمنتجاتهم، والتي في اغلبها قد عفى عليه الزمن ولايمكن بيعه بشكل احترافي !

افيقوا يرحمكم الله ... ان كان من وصفة لهذه الأزمة فهي ان تجلسوا مع انفسكم وتعيدوا هيكلة منتجاتكم وخططكم ... حينها يمكنكم استقطاب تمويل حقيقي ... اجلسوا مع انفسكم وفرق عملكم بدلا من الجلوس في اجتماعات نشكوا فيها بؤس الوضع وضيق الحال.

افيقوا قبل ان تشيخوا

الثلاثاء، 5 أبريل 2016


بقالي فترة طويلة بتابع التعليم المرن، واقرأ عن تربية الأولاد وتنشأتهم وعن ذكاء الأطفال. مؤخرا بدأت فعلا افكر في تطبيق تجربة التعليم المنزلي مع اولادي، ومع خروج الأمر من نطاق النية والرغبة الي نطاق العزم، بدأت استطلع الأمر بشكل اكبر واقابل من له تجارب واسمع منهم ... في خلال مجموعة من الحلقات -ان شاء الله- احاول ان اسرد لكم تجربتي واوثقها لنفسي ايضا

بداية هاتكلم عن شوية اساسيات معظم المهتمين بالتعليم المرن يعرفوها، لكن المستجدون في الأمر بحاجة اليها.


اولا: ليه التعليم المرن ... سواء داخل مصر او خارجها

  • التعليم عامة في كل العالم لا يراعي المزايا النسبية لكل طفل ولا يستوعب فكرة ان للذكاء انواع والأطفال تولد فطريا بذكاء متقد في نوع ما (سأتحدث في حلقة قادمة عن انواع الذكاء)   ... لك ان تعلم ان التعليم المنزلي بدأ ينتشر في دول تصنف عالميا انها من الأفضل في انظمة التعليم مثل الدانمارك مثلا ! .... لماذا ؟ ... لأن اي تعليم نظامي لايراعي الفروق بين الطلاب ، حيث ان اصغر الفصول الدراسية يحوي على الأقل 20 طالبا.
  • التعليم المصري بصفة خاصة "فيه سم قاتل" ... فهو يطفئ نور الأطفال، نور الحماس والشغف لتجربة كل جديد. ويعلمه المنافسة الغير شريفة ويزرع فيه خصال سيئة كاستباحة الغش والغيرة المرضية والرغبة في القهر كرد فعل عن القهر والقمع الذي يتعرض له
  • التعليم المصري لا هوية له ... لا لغة عربية ولا تعاليم دين
  • الفساد في التعليم المصري غير مرتبط فقط بالمناخ بل بالمحتوي التعليمي ايضا ! فتعليم العربية منهار والتاريخ مزيف ومافيش تربية دينية من الأساس ، هذا  فقط على سبيل المثال لا الحصر
بالطبع هذا ليس حكرا فقط على التعليم الحكومي لكنه ممتد بنسب واشكال مختلفة لكل انواع التعليم في مصر. في المدارس الخاصة الوضع افضل نسبيا لكن تظل المحصلة في النهاية طفل مشوه الأدراك والوعي واحيانا كثيرة ...الأخلاق !

لذلك ارى ان التعليم المنزلي في مصر اصبح حاجة ضرورية لنجنب ابنائنا تشوه الوعي وفقدان الذات وفساد الفكر

عندي بنتين في مرحلة التعليم الأساسي ... الأكبر (اسيل) تحب العلوم، لكن تستغرق وقت في الفهم، تحب ان تأخذ الأمور بهدوء وبشكل سلس... على الرغم من سماتها الشخصية المميزة تلك الا ان نتائجها في المدرسة ليست بقدر امكانياتها ، وذلك بسبب بطئها.
البنت الصغرى تفهم بسرعة لكنها غير محبة للعلوم ومتمردة ودائما نتائجها اقل من مستواها بسبب تمردها على الواجبات المنزلية.
البنتين في مدرسة تاجان في التجمع الخامس ، وهي مدرسة ازهرية ورائعة ... التربية وغرس المبادئ والهوية الأسلامية من سمات المدرسة. غالية شوية (13000) في السنة. ... طب فين المشكلة ما الدنيا عندك زي الفل .
كما ذكرت ان المدارس بصفة عامة في اي مكان في الدنيا لاقدرة لديها على اكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها ، لأن الفصل لايقل عدده عن 20 طالب. من ناحية تانية نظام التعليم المصري القائم على التلقين والحفظ وتقييم الطلاب على مدى قدرتهم على فعل ذلك متجذر في كل مدارس مصر. حاجة اخيرة : المدرسين اللي بيدرسوا في الفصول هم خريجي الجامعات المصرية، اللي معظمهم مستواه ضعيف تربويا وعلميا.

من ناحية اخرى طموحي لآولادي يتجاوز بكثير ما يمكن ان يقدمه التعليم المصري او حتى اي تعليم في الدنيا. انا عاوز اهيئ ليهم جو التعلم واتركهم يختاروا طريقهم بنفسهم من اول يوم


ثانيا ... اشكال وانماط التعليم المنزلي:

  • الغاء المدرسة واستبدالها بدروس خصوصية .... ودا في نظري استبدال للكابوس الأسود بكابوس رمادي، او تغيير شكل التفاصيل داخل الكابوس !
  • الغاء المدرسة وانتحال الأبوين لشخصيات المدرسين ... كابوس ايضا تختلف حدته وعنفه بقدر هدوء اعصاب الأبوين ومقدار وعيهم !
  • الغاء المدرسة واتاحة الجو المناسب لعملية التعليم التلقائي والذاتي والبحث في كيفية اكتشاف الميزة النسبية عند كل طفل ونوع الذكاء الذي يتميز به وتوفير الجو المناسب لتنية تلك المميزات النسبية
فلسفة التعليم المنزلي قائمة على فكرة ان التعليم عملية فطرية وتلقائية . يعني الأنسان في طبيعته حب اكتساب المعرفة وبنائها والبحث عنها. وكل انسان ربنا حباه بمميزات فطرية في الأبداع والأبتكار. انا عن نفسي باستغرب الناس اللي بتألف سيمفونيات، ازاي مخهم عمل التراكيب دي. في دراسات بتقول ان ده نوع من انواع الذكاء ويوجد في الأنسان بشكل فطري. انا شخصيا مقتنع بالكلام دا من واقع مراقبتي لآولادي . نفس النشئة لكن اهتمامات وقدرات مختلفة. حتما لابد ان هناك ميزات نسبية في الجينات متعلقه بالفهم والأدراك تميز كل انسان.
التعليم المرن او المنزلي في جوهره قايم على فكرة اننا نهيئ الجو المناسب لآولادنا عشان يكتشفوا ميزاتهم النسبية ونكتشفها معاهم!

بمعنى اخر التعليم المنزلي قائم بالأساس على ابتكار عملية تعلم تلقائية بغض النظر عن شكل المادة العلمية.
 بنأكد على دا عشان في ناس بتفكر فيه من منظور المادة العلمية فقط. هي جزء من عملية التعلم ، لكنها ليست الأهم


ثالثا ...ليه بنخاف من التجربة

  • بصفة رئيسية بنخاف من قدرتنا على الألتزام في تعليم الأولاد والألتزام بالقرب منهم دائما. كنتيجة لهذا الأمر عقلنا اللاواعي بيبدأ -وبمنتهى السهولة- في استنباط اسباب اخرى للخوف من التجربة وتبرير الأنسحاب منها مثل
  • ادعاء الخوف من عزل الأولاد اجتماعيا والرغبة في تعريضهم لمواقف تصقل شخصياتهم وتزيد وعيهم بالحياة في صورتها الحقيقية.... (سنرد على هذا)
  • الخوف من تحمل مسئولية تحمل اي قرارات خاطئة في مستقبل الأولاد ... وفي نظري الأستمرار في التعليم المصري النظامي سواء حكومي او خاص هو ليس مخاطرة فقط بل جريمة سيحاسبنا الله عليها. 
  • الخوف من فكرة هانعمل ايه في ثانوي والجامعة !
واحدة واحدة نناقش هذا المخاوف.
الخوف من المسئولية والألتزام ... مبدئيا دي علامة ايجابية في الأول، ولو التزمت فعلا بمفهوم وروح التعليم المرن هاتلاقي الموضوع سهل. يكفي فقط ساعتين يوميا من الدراسة في المواد النظامية الأعتيادية، وبقية اليوم في انشطة وورش عمل ولعب تعليمية سيقبل عليها الأولاد ويتبنوها بحب. ... ومن كلام الناس اللي مارست هذا النوع من التعليم، فالنتائج في اولادهم مبهرة، والموضوع كان صعب في اول سنة لكنه مريح جدا الآن. بالعكس الأبوين هايستمتعوا مع الأولاد كمان
 اما لو حولت البيت لمدرسة ففعلا الموضوع هايكون صعب جدا.
مش منطقي ابدا ان اولاد في ابتدائي يبقي قاعدين بيذاكروا ويحلو واجبات طول اليوم. بالعكس تماما ... في الدول المحترمة المدرسة للتعلم والبيت لأي نشاط تاني غير المذاكرة
من ناحية تانية ، انت هاتتعلموا كأب وام ، انكم تعلموا ولادكم تحمل المسئولية، وهاترتبوا جداول مذاكرة وانشطة للأولاد ، وهاتبدأوا تراقبوا تقدم المستوى العلمي للأولاد والصحة النفسية لهم.

الخوف من العزل الأجتماعي .... انا في خطتي مجموعة برامج من ورش عمل ورحلات كفيله بالتغلب على هذا الأمر. وزوجتي بقالها فعلا سنة بتمارس الأنشطة دي مع الأولاد وشايفينها بديل جيد ومناسب. دا ركن اساسي من اركان نجاح التعليم المنزلي.  انا شخصيا شايف اني لو التزمت بخطة التعليم المنزلي ، هاخلي الأولاد يبدأوا شغل بأجر من اول المرحلة الأعدادية، ودي ليها افكار كتير، ودي فعلا هاتمثل خبرة حياتية حقيقية مش الوهم الذي نتعلق به في المدارس
من ناحية تانية جهز نفسك لعاصفة عنيفة من الأنتقادات الحادة من اهلك واهل زوجتك.  في دي بقى انت وشطارتك :)

مصير الأولاد ... طب بفرض اننا نجحنا في تربية طفل متميز علميا ونفسيا، هايخش جامعة ازاي ولا هايعمل ايه في دنياه ... دي ليها حلول كتير ، منها انك تسجل ولادك في مدرسة حكومية وتحولهم منازل... ولو ركزت فقط على انهم ينجحوا فانت مش محتاج غير انك تذاكرلهم مواد المدرسة او تديهم درس قبل الأمتحانات بشهر وخلاص. في ثانوي يكون الموضوع فيه شوية تركيز اكتر. دا حل.
فيه حلول اخرى مكلفة شوية ، زي انك تمتحنهم في الدبلومة الأمريكية مثلا .... في اعتقادي الموضوع دا مش مشكلة كبيرة وهايكون ليها حلول كتير


رابعا ... اصحاب الخبرة.
ماقدرتش اوصل لناس كتير طبقت الموضوع. وصلت لشخص واحد، بيشكر فيه جدا. كان اهم حاجة لفتت نظري في كلامه، انه لمس مدى تميز اولاده عن اقرانهم في ورش العمل، مش بس كدا ، دا المشرفين على الورض بيلحظوا تميز اولاده وبيسألوه هما في اي مدارس :)
جروب التعليم المرن فيه مجموعة تجارب ايضا يحسن الأطلاع عليها.




الخميس، 25 فبراير 2016


في مشاريع البرمجيات وخصوصا مع الحكومات ... تكون مرحلة توطين الموظفين على البرنامج Onboarding هي اصعب مرحلة. وحين نذكر التوطين فنحن حتما لا نعني التدريب وانما نعني التفعيل والأستخدام ومداومة الأستخدام ومن ثم تحقيق الأستفادة المرجوة.
تكمن المشكلة في التوطين في مفهوم "مقاومة التغيير" وهو امر فطري لدى الأنسان بصفة عامة ... رفض كل ماهو جديد! ... هذا من ناحية، من ناحية اخرى ستجد البعض يقاومك لأن الموضوع يتعارض مع مصالحه الشخصية.

لذلك عند التعاقد على مشروع برمجي مع احد الجهات ، ستجد ان العاملين او المستفيدين من هذا البرنامج سينقسمون الي 6 انواع. يكمن دور مدير المشروع في التعامل مع المستفيدين من المشروع  وتطوير اليات واستراتيجيات للتعامل مع كل نوع ليتحقق نجاح المشروع. مبدئيا يجب ان تكون الأدارة العليا نفسها مقتنعة بالنظام وبجدواه وبينكم قدر كبير من الثقة المتبادلة، ولها القدرة على مساعدتك في اتخاذ قرارات قد تكون جريئة احيانا لتوطين البرنامج وتذليل العقبات، والتعامل مع الشخصيات المقاومة.

وتأتي انماط العاملين على 6 انواع كما يلي:
  1. المؤيد والداعم . وهذا الشخص هو واحد من اثنين ... 
    1. اما شخص مرن وذكي ولديه الرغبة في التجديد ... وهذا الشخص هو كنز لك وعليك ان تتخذه مساعدا لك وموجها لك في عملية توطين النظام داخل المكان وفهم شخصيات الناس ومفاتيح التعامل معهم
    2. او شخص له مصلحة شخصية في النظام الجديد ... وفي هذه الحالة عليك ان تدرك مصلحته جيدا وتؤكد دائما ان مصلحته لن تتعارض مع النظام والا انقلب للضد تماما
  2. مؤيد لكن غير داعم ... هذا شخص مقتنع بالوضع الجديد لكن محتفظ برأيه لنفسه ، ولايريد الدخول في اي صراعات او حتى نقاشات في هذا الأمر. ايجابي الرأي لكنه سلبي الفعل .حاول ان تتعرف على هذا الشخص. لكن حذار ان تضغط عليه في ان يتخذ موقفا ايجابيا والا خسرته. فقط تأكد دائما انه في صفك دائما ولو من خلف الستار.
  3. ليس له اي انحيازات ولاقناعات... هذا الشخص سلبي حتى على مستوى الرأي وهذا النوع ستجده هو الآخر على حالين
    1. شخص ليس له انحيازات لكنه يفضل ان يكون في صف القوي وان ينحاز له. ودا امره سهل ... حيث يمكن تحويله الي مؤيد غير داعم عن طريق اقناعه ان الوضع الجديد له شوكة وتأييد من ادارة الشركة وان الوضع الجديد سيفرض نفسه قريبا شاء من شاء وابى من ابى
    2. شخص ليس له اي انحيازات بالمطلق ... دعه في حاله فلا شئ يرتجى منه في رأيي.
  4. غير مؤيد لكن غير محارب للفكرة ... وهذا تحتاج الي دراسة قناعاته لمعرفة سبب عدم تأييده وهل هي اسباب وقناعات موضوعية ام عن اهواء وانحيازات وتعارض مصالح. احيانا يكون هذا النوع من الشخصيات مستتر ولايظهر عدم التأييد ويحاربك في صمت. هذا النوع هو حتما شخص صاحب مصلحة وهوى ما.
  5. غيرمؤيد ولكنه محارب للفكرة. ... اهم مايميز هذا الشخص انه واضح في عدم تأييده وفي محاربته لعملك . عليك ايضا ان تتبين اسبابه ودوافعه وتتعامل بالشكل الذي يناسبها. 
بصفة عامة لابد ان تدرك ان لن تستطيع ان تجتذب رضا وتاييد الناس كلها ، فذاك امر فطري وطبيعي في كل مكان وكل مجال وكل مشروع.
لابد ان يكون لك العديد من التكتيكات للتعامل مع الشخصيات المختلفة في المشروع ووفقا لميزانية ووقت المشروع.
هذه التكتيكات تتفاوت بين التدريب الجماعي والتدريب الشخصي والمناقشات الفردية مع الأفراد، اقناع الأدارة باتخاذ بعض الجزاءات في حدود ضيقة للموظفين المقاومين للتعاون، وحوافز للموظفين المتعاونين وأصحاب الأنجازات. مسابقات بين الموظفين.
المناقشات الفردية او الجماعية في مكاتب الموظفين لها اثر كبير في تليين افكار الموظفين المعارضين (عن تجربة)
تكرار التدريب مرارا وتكرارا امر اخر مهم.
الأهم من ذلك كله هو ان تكون حاصلا على ثقة الأدارة ودعمها وتخبرها دائما بالتطورات

تذكر
 يجب ان تكون الأدارة العليا نفسها مقتنعة بالنظام وبجدواه وبينكم قدر كبير من الثقة المتبادلة حتى تتمكن فعلا من تطبيق استراتيجيات التوطين

اقرأ ايضا:

الأحد، 17 يناير 2016

هل تدرك مدى خطورة هندسة البرمجيات ... هل تدرك مدى تداخلها في انشطتنا اليومية ...

الطائرة البوينج تحوي على اكثر من 6 مليون سطر كود
السيارات الحديثة تحوي تقريبا نفس العدد من سطور الكود
انظمة المستشفيات والبنوك ونظم ادارة المنازل الحديثة ...

هل تعلم ان خطئا برمجيا في صناعة جهاز من اجهزة الأشعة المقطعية تسبب في اكثر من 5 حالات وفاة نتيجة التعرض لجرعة اشعاع زائدة ، ناتجة عن خطأ برمجي في الكود المسئول عن ضبط نسبة الأشعاع !

خطأ برمجي في برنامج ادارة بنوك الدم تسبب في اختلاط اكياس الدم المصاب بأمراض خطيرة بأكياس الدم السليمة، مما تتسبب في اصابة اكثر من 25 حالة بأمراض خطيرة مزمنة قبل اكتشاف المشكلة !!

هل تعلم ان ادعائك الحصول على شهادة في هندسة البرمجيات دون ان تكون كذلك وبتقدير متقدم يعد خرقا للقانون في الولايات المتحدة ....
الفيديو التالي مثير جدا ... ويشرح ماهية هندسة البرمجيات واهميتها وخطورتها والفرق بين مهندس البرمجيات والمكود


الجمعة، 15 يناير 2016

ماهي الوظيفة ...

الوظيفة هي مجموعة من الأنشطة المحدودة او الواجبات التي يتعين القيام بها من من قبل شخص لتحقيق غرض معين

كيف تتم عملية التحليل والتصميم الوظيفي ...

تبدأ اولا بتوضيح الأهداف العامة للمؤسسة، ثم تحديد الأنشظة الرئيسية التي يجب القيام بها لتحقيق هذه الأهداف ومن ثم تصميم فرص العمل

ماهي المقاصد والمنافع للتحليل الوظيفي

1- التوظيف: استخدام الفئنة الصحيحية من الأشخاص في الوظائف المناسبة
2- الأختيار
3- تقييم الأداء: وضع معايير محدودة لتقييم اداء الموظفين عليها
4- التدريب: اساس لاستحداث تقييم الأحتياجات التدريبية ووضع برامج تدريبية مناسبة
5- التعويضات: اساس لمقارنة قيمة الوظائف عبر المؤسسة وخلق هيكل الأجور والمرتبات

وتشمل عملية التحليل الوظيفي الأجابة عن هذه الأسئلة:

  • لماذا توجد هذه الوظيفة ؟ وماالذي ادى الي وجودها ؟
  • ماهي متطلبات الكفاءة لهذه الوظيفة ؟ وما هو المتوقع ان يعرفة الموظف وما يمكنه القيام به ؟
  • متى يتعين القيام بالوظيفة؟
  • اين يتعين القيام بها؟
  • كيف يمكن للموظف القيام بهذه الوظيفة؟ وماهي الأنشطة والمسئوليات؟
  • ماهي معايير الأداء لهذه الوظيفة؟

من هنا نستطيع ان نلخص ونعرف "الوصف الوظيفي"

هو وثيقة تتضمن معلومات عن المهام والواجبات والمسئوليات للوظيفة وموقع الوظيفة في المؤسسة
التدوينة كتبت بالتعاون مع مدونة (مهر)

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015


كثير من الشركات الصغيرة في مجال البرمجيات تبدأ شركاتها بالاعتماد على المشاريع المحروقة ! خصوصا تلك التي لا تقوم على فكرة منتج جديد.

مبدئيا المشاريع المحروقة هي:

  • مشاريع فشلت قبل ذلك، ولم يقم اصحاب المشروع (العميل)  بتحليل اسباب الفشل وطرح المشروع بشكل جدي مرة اخرى، وانما بحث عن شركة تنفذ المشروع بتكاليف اقل
  • مشروع مطروح دون دراسة تحليلية كافية (اغلب المشاربع في مصر على هذا النحو سواء الحكومة او القطاع الخاص)، ومعتمد بشكل اساسي على ترسية المشروع على صاحب اقل سعر
بناء على تلك المعطيات، تأتي شركات ناشئة لتجد ضالتها في تلك المشاريع. الشركة الناشئة هنا غالبا ما تبدأ من خلال شاب او مجموعة من الشباب المتحمس، ليس لديه فكرة عن كيفية تسعير مشاريع البرمجيات، وليس لديه علم كافي بأسس هندسة البرمجيات وكيفية ادارة مشاريع البرمجيات !
بالطبع الشركة الناشئة عادة ما تسعر مشروع بقيمة لاتزيد عن 50% من قيمته الحقيقة، بل احيانا تصل الي 10% من قيمته.
في الأغلب الشركة تفشل في هذه المشاريع، في احسن الأحوال تقوم بنجاح محدود جدا ... قد تنجح لاحقا في اقناع العميل في الأستثمار في المشروع مرة اخرى وقد تكتفي بهذا النجاح المحدود.

عدد لابأس به من الشركات الناشئة قد تحقق تقدما ويزداد حجمها بالأعتماد على هذه النوعية من المشاريع ... لابأس في ذلك ولاتكمن المشكلة هنا تحديدا ... المشكلة تكمن في ان كثيرا من اصحاب تلك الشركات لا يدركون انهم يتعاملون مع مشاريع محروقة .. فيدخلون في دوامة من الخلافات الأدارية. المبيعات يتهمون الأدارة الفنية بعدم قدرتهم على تنفيذ المشاريع وفقا لشروط التعاقد. والأدارة الفنية لاتعلم تحديدا اين الخطأ !!! 
و في العادة تقوم الأدارة الفنية بانتهاج اساليب البرمجة المرنة ظنا منها ان المشكلة تكمن في طريقة بناء المشروع.

لامانع ابدا ان تبدأ شركات ناشئة بمشاريع محروقة ، حيث تكون تكاليفها الأدارية والغير مباشرة صغيرة ومرتباتها ايضا صغيرة. المشكلة ان تفعل ذلك وهي لاتعلم.
من المهم للشركة ان تدرك انها تستهدف تلك النوعية من المشاريع وان تضع سياسة لإدارتها. تلك المشاريع تحتاج مهارات تفاوضية وادارة مشاريع كبيرة. ايضا من المهم ان تدرك متى ستتوقف عن التعامل مع تلك المشاريع، وهو التحدي الأكبر !

فتلك الشركات عادة ما تعتاد استراتيجية البيع التي انتهجتها مع المشاريع المحروقة، ويصعب عليها تعلم غيرها!. 
الأنتقال من نموذج الشركات الصغيرة الي الشركات المتوسطة هو ليس تغير في حجم الشركة او عدد مشاريعها او مبيعاتها فقط، انما في استراتيجياتها ايضا، واحد اهم هذه الأستراتيجيات هو الية للتعامل مع المشاريع المحروقة بوعي وادراك كامل لطبيعتها.

اذا فشلت الشركة في استيعاب هذا الدرس وتغيير استراتيجيتها، ففي احسن الأحوال ستظل تتذبذب ذهابا وايابا بين كونها شركة صغيرة ومتوسطة. اي انها ستبدأ صغيرة ثم تبدأ في التوسع، ثم تفشل في ادارة نفسها مع معطياتها الجديدة، فتتحول لصغيرة مرة اخرى، ثم تبدأ في النمو .... وهكذا 



انصح ايضا بقراءة 





فكرة شجرة الصلاة نشأت عند اولادي من المدرسة. المدرسة حريصة دائما على موضوع الصلاة وان يقوم كل طفل بتسليم شجرة الصلاة كل اسبوع. والطفل الملتزم بتسليم شجرة صلاة كاملة او شبه كاملة على مدار فترة زمنية محددة يصبح من اهل الصلاة ويكرم امام زملائه.
رمضان الماضي 1436 هجري ... جاء خلال الأجازة  الصيفية، فكرت انا وزوجتي كيف يمكن لنا نقدم حافز للأولاد يحفزهم على الصيام والصلاة بانتظام...
الحافز في المدرسة كان التنافس بين الأولاد، وهو غير عملي في الأجازة الصيفية.
جاءت الفكرة ان نطور الشجرة لتصبح عمل فني كبير يقوم الأولاد ببناءه يوما بعد يوم على مدار الشهر.

احضرنا لوح رسم كبير ورسمنا شجرة بأربع جذور واربع فروع.
الجذور الأربعة (الصيام ، الصلاة ، الذكر ، العمل الصالح) ... العمل الصالح بالطبع يشمل اعمال المنزل (ترتيب الأسرة، ترتيب الغرف ، ... الخ)
الفروع الأربعة هي الأسابيع الأربعة المكونة للشهر الفضيل، كل اسبوع به اربع فروع للأيام.
كل يوم به خمس ورقات شجر تمثل الصلوات الخمس، وثمرة كبيرة في اخر الفرع تمثل الصيام، وثمر صغير يتدلى من الفرع يمثل الذكر والعمل الصالح !

اللوحة رُسمت بشكل تعاوني مع الأولاد، وهنا نقطة هامة في احساسهم بأنهم هم من رسموها.
اوراق الشجر ترسم على اللوحة لكن لا تلون، وترسم مرة اخرى على ورق ملون ليتم قصها ولصقها في مكانها اذا ادينا صلاتها، وكذلك بالنسبة للثمر.

تحولت ايام رمضان الي رغبة حثيثة من بناتي كي يخرج هذا العمل في نهاية رمضان مكتمل ... وزادت الحماسة كلما رأوا اكتمال شكل الفروع ... انا شخصيا كنت متحمسا لمتابعة تقدم العمل يوما بعد يوم.

تأثير هذا العمل كان كبير جدا على الأولاد. ابنتي الكبرى اسيل (8 سنوات) تحمست جدا واصرت ان تحضر معي صلاة التراويح. وحاولت جهدي ان اثنيها عن ذلك خوفا ان تمل الصلاة فتترك الفروض، لكنها كانت تصر ، وانتظمت عليها في اخر 5 ايام وحضرت دعاء الختم كما ترون في الصورة. ... الشجرة في شكلها النهائي شملت كلمتي (صلاة التراويح ، ودعاء الختم)

الأمر لم ينتهي هنا، فبنهاية رمضان كان عيد ميلاد البنات قد قرب جدا، وهي مناسبة نستغلها ليجتمع شمل الأسرة  (الأخوال والأعمام والجدود..). قامت زوجتي بتعليق العملين الفنيين لابنتينا في مكان الأحتفال، ووقفت اسيل وسهيلة يشرحان في فخر دلالة اللوحة لكل الضيوف من العائلة :)

شجرة الصلاة هي نوع من انواع التقويم Calendar ... والتقويم من الأمور الهامة التي يجب ان ننشئ عليها الأطفال وخاصة للمهتمين بالتعليم المنزلي









الاثنين، 21 سبتمبر 2015


منذ بضعة شهور وانا في نقاشات ومفاوضات حول شراكة عمل بين شركتنا وشركتين اخريين. صديقي ضياء من شركة INCORTA وصديقاي محمد مجدي ومحمد شفيق من Provision .

ضياء ومحمد مجدي مخضرمين في المبيعات. وانا ومحمد شفيق لنا باع في الأدارة وتطوير الأعمال. ومن ناحيتي اعتقد ان لدي خبرة لابأس بها في التخطيط المالي وادارة المشروعات، والبيع ايضا.

منذ ايام وفي احد جلسات النقاش التي بدأت تحتدم، بدأ ضياء يعرض كيف يفكر كل منا وفقا لطبيعة عمله، وذلك من باب تقريب وجهات النظر المتعارضة. هذا الشرح اعجبني واردت ان اصيغه في صورة تدوينة واشارككم تجربتي فيها.

جزء من الخلافات بيننا هو ان المخضرمين في البيع يميلون لتنفيذ البيع اولا وبأسرع وقت وبغض النظر عن قدرة الشركة بالوفاء الكامل بمتطلبات عمليات البيع تلك ! ... في حين يقوم اطراف اخرى في الشركة بمحاولة تأخير عمليات البيع للوفاء الكامل بمتطلبات العميل.
يزيد الأمر تعقيدا ان كان المسئول عن البيع هو صاحب رأس المال والمستثمر، فيطمح ان يمول الفكرة -ان كانت جديدة - من عائدات البيع!.. J بالطبع هذا متاح في بعض الأحيان، لكن ليس في كلها.

بالنظر في دور العمليات المختلفة داخل اي شركة نجد الآتي:
التسويق : يهدف لخلق صورة ذهنية عند العميل ان منتج الشركة هو الأفضل.
البيع: يهدف لآتمام البيع حتى لو بالخسارة للحصول على اكبر عمولة ممكنة
صاحب رأس المال: تعظيم الربحية بأي شكل
التطوير: يهدف لخروج المنتج بأفضل شكل ممكن من وجهة نظره.

كل شركة مهما صغرت ستجد فيها هذه العمليات حتى لو تجمعت في فرد واحد. ويكون احد العوامل الهامة لنجاح ونمو الشركة هو قدرتها على ادارة هذا الخلاف في وجهات النظر والسلوك.

في الشركات الناشئة يكون التنسيق بين هذه الأدوار سهل حيث يكون فريق العمل صغير وتكون هذه العمليات مجمعة في فردين او ثلاثة على الأكثر، والتواصل بينهم كبير. اذا كان منتج الشركة او خدماتها ذات جدوى اقتصادية ولدى الشركة خبرة بيع وتسويق جيدة، فستنمو بشكل متسارع متجاوزة هذه الفترة  في اقصر وقت.

 حين تبدأ الشركة في التطور والنمو ويبدا توزيع الصلاحيات، تظهر مشكلة في التنسيق بين هذه العمليات. لذلك تجد شركات كثيرة تتعثر في عبور هذه المرحلة، حيث يبدأ حجم اعمالهم بالزيادة فيتعثروا بالوفاء بهذه الألتزامات ويواجهوا  ازمات مادية يلجئوا لحلها بمزيد من المبيعات، وفي الغالب تكون بشروط مرهقة للشركة، الأمر الذي يصعب الوفاء بهذه الألتزامات وتظل الشركة في هذه الدوامة فيما نسميه بحالة اطفاء الحرائق المستمرة firefighting mode. استطيع ان اجزم ان نسبة قليلة جدا من الشركات هي التي تستطيع ان تتجاوز هذه المرحلة. وهي مرحلة تحتاج فيها الشركة الي فهم واستيعاب رؤيتها والتركيز عليها، والتخطيط المالي الجيد، وفي الغالب لن تتجاوز هذه المرحلة بسهولة الا من خلال تمويل خارجي (تمويل وليس عمليات بيع). تمويل يساعد على هيكلة خدمات الشركة ومنتجاتها وفريقها وفقا لنموذج عمل مدروس business model.
هنا يأتي دور المدير التنفيذي الناجح في التنسيق بين العمليات المختلفة. ليس دوره ان يغير من طبيعة العمليات .. لكن دوره ان ينسق العمل بين الفرق المختلفة وفقا للرؤية ونموذج العمل.

المستويان الأولان هما الأصعب في التجاوز ... المرحلة الأولى حيث تحاول الشركة ان تثبت جدارتها ومستوى خدماتها وتستحوذ على حصة مناسبة من السوق، وفي المرحلة الثانية تحاول الشركة ان تتوسع. هذا الحاجز الذي يفصل المستوى الثاني عن الثالث هو الحاجز الأصعب على الأطلاق. ان تجاوزته الشركة استطاعت بعد ذلك النمو بسرعة.

من وجهة نظري لايمكن للمدير التنفيذي ان يأتي من خلفية بيع ... شخصية البائع دائما متسرعة وتستعجل النتائج، ولا يمكنه تحمل ادارة مشاكل الموظفين والعمليات الأخرى داخل الشركة... فضلا عن اننا نريد لرجال البيع ان يكون كامل تركيزهم في المبيعات والأسواق والعملاء، لذلك فمن المهم ان يكون المدير التنفيذي من خلفية فنية لكن لديه خبرة سابقة في كل نواحي العمليات ومارسها واحس مشاكلها حتى يستطيع ان يوازن الضغوط على العمليات المختلفة ويضبط جموحها.

الخميس، 13 أغسطس 2015



هذه التدوينة مأخوذة عن دراسة اكاديمية بعنوان Exploring Factors Determine Success of ICT Small Enterprises in Egypt ...
يمكنك الوصول للدراسة من خلال هذا الرابط.
في تدوينة سابقة على مدونتي الأنجليزية استعرضت جميع العوامل المؤثرة وتصنيفها ... راجع التدوينة.

لكل عامل قوة تاثير ايجابية (باللون الأزرق) وقوة تأثير سلبية (باللون الأحمر)
الرقم يعبر عن الوزن او قوة تأثير، كلما زاد الرقم زاد تأثير هذا العامل سلبا او ايجابا (حسب اللون) على نجاح الشركة او ريادي الأعمال...

اردت ان اناقش معكم هذه العوامل خارج اطار الدراسة حتى اتحرر من الضوابط الأكاديمية في مناقشة الموضوع، وحتى استطيع -بكل حرية- ان اكتب انطباعاتي الشخصية وارائي، وهو مالا تمكنني منه الدراسة الأكاديمية.

في الأحصائية المبينة اعلاه يمكننا ان نميز مجموعة عوامل تؤثر في ريادة الأعمال في مصر بشكل ايجابي واخرى بشكل سلبي.
الدراسة اشارات الي ان العوامل التي تؤثر في ريادة الأعمال بشكل ايجابي هي:
1- المهارات الشخصية والأنسانية soft skills
2- مهارات الأعمال Business skills
3- العلاقات
4- القيم والمبادئ
5- الكفاءة العلمية والمهنية لرائد الأعمال
6- مهارات القيادة
7- التوفيق
8- التركيز على منتج ما او قطاع سوقي ما
9- فريق عمل متعدد المهارات
10- دعم المؤسسات الغير الحكومية
11- حجم السوق المصري

من الأحصائية نستطيع ان نلحظ قوة تأثير العوامل الثلاثة الأولى باعتبارهم الأهم ... كما نستطيع ان نلحظ انها كلها تعتمد على رائد الأعمال نفسه.

العوامل السلبية التي اشارت لها الدراسة هي:
1- مخاطر السوق المصري
2- خدمات الأنترنت الضعيفة
3- البنية القانونية والقضائية في مصر
4- عدم الأستقرار السياسي والأقتصادي
5- الروتين الحكومي 
6- قلة الكفاءات
7- غياب التمويل والجهات المانحة والمستثمرة
8- البنية التحتية
9- الفساد
10- كفاءة برامج الدعم الحكومية
11- العوامل الديموغرافية
12- التجنيد والخدمة العسكرية

من الملفت للأنتباه ان نسبة نجاح الشركات الناشئة في الولايات المتحدة لاتزيد عن 2% ... اي انه من بين كل 100 شركة ناشئة ينجح اثنان ويفشل 98 !. هذا مع كل ما في السوق الأمريكي من مقومات للنجاح، فضلا عن كونها من اكثر الأسواق نضجا واستقرارا واكبرها استهلاكا.
الدراسات المشابهة لدراساتنا هذه والتي اجريت على سوق الولايات المتحدة، كانت نتيجتها ايضا مشابهة. اي ان عوامل النجاح تركزت بشكل رئيسي في كفاءة ريادي الأعمال. لكن هذا مفهوم في سوق مثل الولايات المتحدة به كل مقومات النجاح. لكنه غير مفهوم في سوق مضطرب جدا مثل السوق المصري!
تفسيري الشخصي لذلك هو ان اصحاب الشركات اعتبروا ان العوامل الأخرى هي خارج نطاق قدرتهم على التغيير او التأثير. وهو صحيح الي حد كبير في بعض البنود وليس في كلها.
خارج نطاق قدراتنا كأصحاب شركات ان نطالب بأصلاحات سياسية او اقتصادية في غياب شبه تام لشكل الدولة (مجلس الشعب مثلا)
من ناحية اخرى فهناك امور اخرى داخل نطاق قدراتنا بشكل نسبي مثل عامل (كفاءة برامج الدعم الحكومية).
نفس الدراسة اجريت في سويسرا، وكانت نتيجتها ان 80% من الشركات الناشئة الناجحة كانت بدعم حكومي.
اعتقد ان الحال في مصر مشابه الي حد كبير من هذا النموذج. اعني ان نجاح الشركات الناشئة يعتمد بشكل كبير على كفاءة برامج الدعم الحكومي وقدرتها على الوصول لمستحقيها بكفاءة.
الطفرة التي حدثت في مصر في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات منذ منتصف التسعينات، كانت نتاج لمبادرات حكومية في الأساس. دورنا كشركات مصرية هو التفاعل البناء مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (الركيزة الأساس في تنمية هذه الصناعة).
التفاعل يكون بجرأة طرح النقد والتواصل الدائم من جانب الشركات، وسعة الصدر في تقبل النقد من جانب ممثلي الهيئة.

في المقالات القادمة سأتناول العوامل بشكل منفرد. وسأبدا ببرامج الدعم الحكومي

الاثنين، 8 يونيو 2015


هذه التدوينة معنية بالمبادرة الأخيرة لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) في مصر والتي تهدف لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية لدعم الثقة في منتجات الشركات المصرية...

فكرة المبادرة (ان يتم دعم مشاريع حكومية لصالح الشركات الصغيرة) هي مبادرة اكثر من رائعة، كنت اتمنى ان اراها منذ زمن. فطالما تحدثت في لقاءات الهيئة منذ 2007 وحتى وقت قريب عن اهمية ثقة الحكومة في البرمجيات المصرية.
مبادرة دعم الشركات بدأت في 2011 ولم يطرأ عليها اي تطوير يذكر الا هذه المرة.

اتوقع وبشدة ان تكون نسبة نجاح هذا المشروع ضعيفة جدا، لكنها في النهاية خطوة لابد منها. فاول خطوات دعم صناعة البرمجيات في مصر، هو دعم ثقة الجهات الحكومية في المنتج البرمجي المصري. وهذه المبادرة خطوة مهمة جدا في هذا الطريق الصعب والشاق والطويل ...جدا ....
اما عن توقعاتي بنسب النجاح الضئيلة فمرجعها للآتي:
1- قلة خبرة الشركات الصغيرة والمتوسطة في التعامل مع الجهات الحكومية.
2- البيروقراطية والفساد الرهيب -والمتزايد للأسف- في الحكومات المصرية.
3- خبرات الهيئة في ادراة المشاريع ضعيفة، وعادة ما تلجأ لعدم تكرار المبادرات التي سببت لها المشاكل.

السبب الأول والثاني مرتبطان ببعضهما الي حد كبير جدا... فالشركات الصغيرة لازالت ضعيفة الخبرة في كيفية التعامل مع البيروقراطية المصرية والفساد الكائن والمتجذر فيها ... فالأمور في الحكومة بصفة عامة لاتمش بالمنطق وانما ببعض الحيلة والألتفاف، وربما الأستجابة لبعض الأبتزازات في احيان كثيرة. خصوصا اذا تدخلت اقسام مثل المشتريات او المخازن.
نأمل ان الشكل الأستثنائي للتعاقد يجعل الأمور اسهل -ان شاء الله.

المشروع الذي يتكلف مبلغا من المال والجهد مع عميل غير حكومي، قد يتكلف الضعف او اكثر مع العميل الحكومي، بسبب تعقيد اجراءات الأستلام وطولها فضلا عن الفساد وغياب الكفاءات المهنية في اغلب الحالات (حتى مع كون المشروع مجاني بالنسبة للجهة الحكومية). ان كانت شركات البرمجيات تواجه مشكلة الخوف من التغيير ومقاومته في مشاريع البرمجة مع الجهات الحكومية، فأن هذه المقاومة تكون اشد و اعنف مرات عديدة في القطاع الحكومي لنفس الأسباب المذكورة اعلاه (بسبب تعقيد اجراءات الأستلام وطولها فضلا عن الفساد وغياب الكفاءات المهنية في اغلب الحالات) هذا بالأضافة الي ان الجهات الحكومية تعاني غياب التواصل بين القيادات والأستشاريين من جهة والموظفين من جهة اخرى... هناك فجوات كبيرة بين الشرائح الأدارية المختلفة في الجهاز الحكومي.
على الشركات اخذ احتياطاتها بهذا الشأن وعلى الهيئة ان تراعي هذا في التقديرات المالية للمشاريع

توصيات للهيئة:
  • المشروع سيواجه تحديات حتما ، كل المشاريع في الدنيا كذلك ...
  • العميل الحكومي بصفة عامة في كل الدنيا يتسم بالبيروقراطية، وفي احيان كثيرة بالفساد، وهذا امر بديهي
  • الشركات الصغيرة -غالبا- ليس لديها خبرات في التعامل مع هذه التحديات، الأمر الذي قد يصعب عليها المهمة، ويجعلها غير قادرة على انهاء المشروع بنجاح. نرجو من الهيئة استيعاب ذلك ، اذ نخشى ان تأتي المبادرة بنتيجة عكسية في اول تجربة لها، فتضر بالشركات بدل ان تعينها.
  • الهيئة الآن لديها احتياجات قطاع عريض من الجهات الحكومية، اعتقد ان هذه البيانات لو تم تجميعها وتصنيفها بشكل او بأخر واجراء احصائيات عليها سترسم خريطة لاحتياجات الميكنة في مصر، ويمكنها ان تكون بمثابة مدخلات لخطط استراتجية في رئاسة مجلس الوزراء
  • الهيئة اصبح لديها ايضا مايشبة الخريطة بمدى ملائمة منتجات الشركات المصرية لاحتياجات الحكومة المصرية.
  • مهما كانت نسبة النجاخ ضئيلة فلا يمكن في نظري الحكم على المشروع من اول دورة، وانما لابد ان يكون هناك مدير مشروع كفئ قادر على توثيق الدروس المستفادة والتواصل الدائم ...  قد تحدثت مسبقا عن كون الهيئة تعمل غالبا في منطقة الراحة.

اتمنى ان يتم انشاء وحدة عمل داخل الهيئة من شأنها دعم تطبيق مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة داخل الجهات الحكومية، وربما يكون ذلك بالتسيق مع التنمية الأدارية.
 الوزارة دائما وابدا كانت تسعى لتنمية صناعة التعهيد في محاولة منها لجعل هذه الصناعة احد مصادر الدخل القومي ... لكن -في نظري- هذا لن يتم قبل ان يتم توطين الصناعة في مصر اولا وذلك بأن تثق الحكومة نفسها منتجاتها الوطنية.

اخيرا ومرة اخرى لكل العاملين في المبادرة، والذين قاموا بمجهودات كبيرة في التنسيق بين الجهات الحكومية والشركات، توقعوا نسب نجاح ضئيلة، ولاتجعلوا هذا عامل احباط، لكن هذه الخطوة الأولى في مشروع كان لزاما ان يبدا منذ ان انشأت الهيئة.
توقع الأسوأ يعين على تقبله والعمل على التحسينات.

بالتوفيق للجميع


مقالات ذات صلة:

ازمة قطاع البرمجيات في مصر، وملاحظات حول اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)

ملاحظات حول اداء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) - مبادرة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة

الأحد، 17 مايو 2015



منذ ما يزيد على شهرين وانا اساعد صديقي د.احمد حسبن في دراسة اكاديمية بنفس العنوان. المتابع لمدونتي يستطيع ان يلمس مدى شغفي واهتمامي بهذا الموضوع، وهو الأمر الذي جعلني على مقربة من د.احمد حسبن خلال مراحل اعداد الدراسة. وفي كثير من الأحيان كنت حلقة الوصل بينه وبين مجتمع الشركات الناشئة في مصر كوني لصيق له. الدراسة طويلة وتفصيلية . من اراد الخلاصة فليقرأ فقط  الفصل الخامس، حيث يشير الي نتائج الدراسة وتوصياتها لكل من: رائد الأعمال، الحكومة المصرية، هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وايضا مجتمع الشركات الناشئة eco-system، كما أن نهاية الفصل الرابع تحتوي على خلاصة وتحليل نتائج وتوصيات كل عامل على حدة.
الدراسة تمت على مراحل عدة شملت دراسة لتجارب العديد من الدول في تنمية قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة كما شملت عدة لقاءات مع اصحاب شركات صغيرة واخرين عاملين في الأنشطة الداعمة لتلك الصناعة startup eco-system (حضانات، رأس مال مخاطر، ... الخ)
في الأسابيع القادمة سنناقش نتائج الدراسة من حيث الأسباب والتوصيات بشكل منفرد (كل سبب وكل توصية بشكل منفرد)، وستكون هذه المناقشات من خلال تدوينات، حيث ستناقش كل تدوينة موضوع ما، وسنعتمد على تفاعل القراء وتعليقاتهم لتكون بداية لدراسات تكميلية حول نفس الموضوع. لتكون متابعا بشكل دائم لكل الدراسات القادمة، الرجاء التسجيل في القائمة البريدية.

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!