الاثنين، 13 أكتوبر 2014

حين اجلس مع زملاء العمل من حديثي التخرج او حتى ممن لازالوا في مراحل الدراسة الجامعية ولديهم مشاريع ريادية واحلام مهنية رائعة، حين نجلس سويا لنتناقش حول جدوى مشاريعهم، اجد فجوة كبيرة لديهم في بعض علوم الأدارة والتسويق ودراسات الجدوى، رغم انها كلها علوم يمكن الألمام بمبادئها في وقت قصير. انا شخصيا ممرت بتلك المرحلة. وارى ان هذه العلوم يمكن تحصيلها والألمام بمبادئها في سنين الدراسة.

من ناحية اخرى حين اعود بالذاكرة الي سنوات الكلية، اجد انه دائما في كل سنة دراسية، كان هناك مادة غير تابعة للتخصص، لا اذكر تحديدا عناوين لتلك المادة، لأنها لم تكن ذات اثر علي اطلاقا، اللهم الا اثر سلبي وذكرى مزعجة، حيث انها مادة دون مادة علمية، مادة لايرجوا من يدرسها لنا من ورائها الا ثمن تلك المذكرات التي يجبرنا على شرائها.
مادة عنوانها مضيعة المال والوقت !!!

من واقع احتكاكي بالطلاب ومعاناتي من تلك المشكلة في سنين الدراسة خطر على بالي، لم لا يتم تدريس مواد تكون مفيدة للطلاب في حياتهم المهنية والشخصية، تختصر عليهم كثيرا من مراحل التيه في مشاريع غير ذات جدوى او ربحية، كما  فيما يلي امثلة على تلك المواد:
  •  مهارات البيع: لا يوجد احد على وجه الأرض لايبيع. فالمتقدم لوظيفة ما يحاول ان يعرض نفسه بشكل جيد حتى يتم قبوله، الموظف يحاول ان يجمل فكرة لديه حتى تتبناها الأدارة، الطالب يحاول ان يجمل مشروعه حتى يحصل على مشرف جيد، الزوجة تحاول ان تقنع زوجها بغرض ما تود شراءه في البيت، الطفل يحاول ان يقنع ابيه بشراء لعبة ما.
    نحن نمارس البيع يوميا. ورغم ذلك نجد انها من اكثر الوظائف الغير محبوبة، فقط لأنها تعرضك لمواقف قد يتم رفضك فيها، ولأنها في كثير من الأحيان لا يكون لها دخل ثابت، في حين ان اعلى معدلات دخل عالميا هي معدلات من يعملون في المبيعات. رجال البيع هم عماد الأقتصاد في اي دولة، فهم من يتسببون في حركة البيع والشراء والتي هي انفاس ودقات قلب الأقتصاد. واخيرا فهي اهم مهارة لأي رايادي اعمال وصاحب مشروع جديد.
  • مبادئ التفاوض
  • ماهي ريادة الأعمال: الكثير من الشباب يكون متأثرا بتجربة الكثير من المشاهير مثل بيل جيتس، و ستيف جوبز وغيرهم من المشاهير الذين اسسوا الفيس بوك وجوجل وواتس آب، وغيرها من التطبيقات الناجحة. الكثير من الشباب المتحمس يتأثر بتلك التجارب ولايرى منها الا نجاحاتها، في حين ان ريادة الأعمال تجربة شاقة وصعبة ومليئة بالمخاطر والهزات العنيفة.
  • التفكير الحرج والتفكير خارج الصندوق: التفكير الأبداعي له اليات ومنهج علمي، وليس وليد الصدفة. هذه الآليات لم ننشأ عليها في مدارسنا العربية التي ترتكز الي الحفظ، واتباع المنهج وتحريم الخروج عن الأطار.
  • بناء فرق العمل: اول احتكاك للطالب المصري بمفهوم فرق العمل بيكون في مشروع التخرج، حيث تبدأ  المشاكل المتوقعة في اي فريق عمل جديد فضلا عن المشاكل الناتجة عن الاحتكاك بهذا المفهوم الجديد.
  • كيف تخطط (ماليا) لحياتك الشخصية والمهنية.
  • مبادئ ادارة المشاريع.
  • كيف يمكن الحصول على تمويل لأفكارك.
  • كيف تعد خطة عمل Business plan.
بالطبع هذه ليست عناوين نهائية، ولكنها افكار واطروحات، وهناك عناوين اخرى كثيرة. ايضا ليس كل عنوان منها يمثل مادة مستقلة، وانما كل ثلاث او اربع او حتى خمس عناوين يمكن ان يتم تدريسهم في ترم واحد تحت عنوان واحد.

الأهم من تلك العناوين ومن اختيارها، هو من سيقوم بتدريسها وكيف. نصيحتي ان يقوم بتدريسها استشاري او ريادي اعمال خارج الأطار الأكاديمي، قادر على نقل خبرته الشخصية للطلاب، وليس عضو هيئة تدريس لا يطمح من تدريس المادة سوى العائد المادي الذي يجنيه من بيع مذكراته التي لاقيمة لها اطلاقا. والأفضل لو كان خريج هذه الكلية.
كثير من رواد الأعمال لديهم استعداد ان يقوموا بهذه المهمة دون حتى اجر، او بيع لأي مادة علمية، الفائدة التي يجنيها من قيامه بذلك هو الأستفادة من الأحتكاك بعقول الطلاب وافكارهم والنقاش معهم،  انا شخصيا لدي هذا الأستعداد لأني خضت هذه التجربة ولمست الأستفادة التي اجنيها والأفادة التي اهديها.

رسالة لعمداء الكليات العملية ورؤساء اقسامها وخاصة الهندسة، ان يتبنوا هذ الفكر، ولن يبذلوا جهدا كبيرا في الوصول لرجال اعمال لديهم الدافع ان يقوموا بمثل هذا العمل دون اجر، ودون ان يبيع شئ للطلاب.

روابط ذات صلة:

- مقارنة بين حياة الريادي و الأنسان العادي.
- ست توصيات لرجال الأعمال للضغط على حكومات بلادهم لتشجيع ريادة الأعمال.
- استفزاز العقل.
- خطورة الأنسجام في فريق العمل.
- دليلك الي المقابلات الوظيفية.

هناك تعليق واحد:

  1. فكرة أكثر من رائعة وخصوصا إذا قام بتدريسها فعلا من يعملون بهذا المجال ولديهم احتكاك بسوق العمل وهذا الكلام عن تجربة شخصية حيث قمنا بدراسة مادة دراسة الجدوى ولكنها فعلا لم تترك أى أثر سوى الأثر سلبى لأنه كان يتم تدريسها باسلوب ممل جدا اعتقادا من استاذ المادة انها مادة غير مفيدة بالنسبة لنا ولذا هو كان غير مهتم بالمادة وبالتالى نقل هذه اللامبالاة إلينا

    ردحذف

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!