الأحد، 4 يناير 2015


من اهم عوامل استقرار المؤسسات بل والدول والجيوش في الحروب هي الثقة في القيادة…
فما هو حد الثقة، هل هي الثقة التي تصل الي حد الطاعة العمياء للقائد، أم ماذا … وما هو الحد الفاصل بين ان تكون دكتاتورا او قائدا مطاعا ؟!!!.
سأروي مثلا حاضرا في ذهني لكنه ليس بالضرورة يعبر عن رأي مسبق او ثوابت ذهنية وهو ايضا ليس محاولة لتوجيه رأي القارئ.
قائد في جيش له جناح أيمن وجناح أيسر، دخل معركة ثم بدأت ميسرة الجيش بالتداعي، فاستأذن فئة من جنود الميمنة ان ينحازوا لجناح الميسرة، إلا ان القائد رفض !!!!
فماذا يفعل الجنود في رأيكم ؟
هل يضربون برأي القائد عرض الحائط ويتهمونه بالخيانة و التآمر ثم ينحازون لزملائهم؟ وقبل ان يفعل الجنود ذلك ، هل كان قائدهم يوما ما متهما او مقصرا حتى يكون خائنا؟
هل يطيعون أمر القائد دون تفكير؟
ام يترددون في الطاعة ويبدأون في التفكير في رأيه ويتناقشون فيما بينهم ، وهل الوقت يسمح لكل هذه المناقشات وهم في خضم معركة وجيشهم يتداعى؟!!!
لماذا لم يفترض الجنود ان القائد يصنع كمينا للعدو ويستدرجه بحيث يلتف عليه، وبذلك يقنعوا انفسهم بكفائة القائد وحكمة رأيه. وهل القائد ملزم بإعلان خططه حتى يقتنع بها الجنود !!!! .

هل المؤسسات ملزمة ان تشارك الموظفين في رؤية المؤسسة واحلامها وخططها التسويقة والإدارية المختلفة ومبررات القرارات الإدراية التي تتخذها. بالتأكيد هناك مدى ومساحة للمشاركة ولكن ما هو هذا المدى وما هي هذه المساحة ومن يحددها.
مؤسسة اتخذت قرار بإلغاء استخدام الأنترنت في الأغراض الشخصية نتيجة سوء استخدام البعض له، ودرست هذا القرار وتداعياته قبل اصداره. بعد اصدار القرار، قام الموظفين الملتزمين بالتذمر على القرار، إذ انهم يعجبون من حرمانهم من استخدام الأنترنت دقائق قلائل في بعض الأغراض الشخصية وهم اصحاب الأنجازات العظام في الشركة !!!.
دعونا نتفق أولا انه لا يوجد مؤسسة محترمة تتخذ قرارات من شأنها فقط التضييق على الموظفين. وانما على العكس تسعى قدر امكانها ان تجعل الموظفين يعملون وهم في حالة من الطمأنينة والراحة النفسية. غير ان الأهواء والأذواق تختلف ، كما ان رضا الناس غاية لا تدرك. لذلك فالمؤسسة حين تتخذ قرارا اداريا فهي ترى ان هذا القرار هو الأمثل لتحقيق مصلحة المؤسسة. قد يكون من شأن هذه القرارات ان تضيق على بعض الصالحين ولكنها ستمنع ضرر أكبر. وهي حتى قاعدة شرعية “دفع الضرر اولى من جلب المنفعة” . وهذا ما اعنيه بالثقة في القيادة. فإن كان الموظفين يرون ان قائدهم رجل خلوق وكفأ ومستأمن فلماذا حين يختلفون معه تثار البلبلة.
ثم ان في كثيرا من المؤسسات تكون القرارات الأدارية هي قرارات مجلس ادارة وليس قرارا فرديا…
لقد وجدت من خبراتي المتواضعة في الحياة ان اكثر الناس احتراما للقيادة هم الأكثر خبرة في المجال، واكثرهم عدم تقديرا لقرارات  القيادة هم احداث السن، ولهم عذرهم في ذلك.
ما هو حد المشاركة…
- لابد للمؤسسة ان تشارك الموظفين حلم الشركة ورؤيتها ، الي حد ما ، لأن ذلك من شأنه إثارة حماس الموظفين ورفع هممهم.
- لا بد أن توفر المؤسسة قنوات وآليات للشكوى والأعتراض.
- لا بد ان يدرك الموظف موقعه الوظيفي فلا يتجاوز مديره المباشر ليرفع شكوى ما الي الأدارة العليا، وانما يترك ذلك لمديره المباشر.
- ليس معنى انه لم يستجب لشكوى ما بشكل سريع ان هذا يعني ان الأدارة متخاذلة، لا بد ان نثق ان هناك اولويات ، وانه ربما هناك امر اخر له الأولوية القصوى الآن.
- على الموظف ان يختار الوقت المناسب للنقاش او الأحتجاج وان يفعل ذلك عبر القنوات الشرعية.
بالطبع انا اتحدث عن شركة محترمة يثق موظفيها في نزاهة قائدها، لأن الأمور قد تختلف قليلا حين نصل ليقين ان الأدارة فاسدة…!!!

واخيرا هناك مبادئ عامة او لنقل ثقافة عامة يجب ان تسود كل مؤسسة تسعى للنجاح:
- لأن تخطئ الجماعة خير من أن يصيب الفرد ، فالفرد ان اصاب مرة يخطئ مرات.
- رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب.
- النزول على الحق وتجنب الجدل وهو النقاش بغرض الدفاع عن الرأي الشخصي دون اعتبار لمصلحة الجماعة.

اقرأ ايضا...

0 comments:

إرسال تعليق

Subscribe to RSS Feed Follow me on Twitter!